«الزراعة»: قلة المعلومات أبرز التحديات التي تواجه الاستثمارات في إفريقيا
قال الدكتور علي إسماعيل، أستاذ الأراضي والمياه بوزارة الزراعة، ان قلة رؤوس الأموال لدى الأفراد غالباً ما تكون رؤوس الأموال المتوفرة في أيدي الأفراد متوسطة وصغيرة، ممّا يؤدي إلى نقصها بسرعه واختفائها، فضلا عن الجهل العام في الأفكار الاستثمارية الزراعية في الغالب، وهنالك أقلية ممَّن يكون لديهم خلفيات وأفكار جيدة عن المشاريع الاستثمارية الزراعية، وعادةً لا يتوفر المعلومات الكافية التي تُساعدهم على تطوير مشاريعهم، ممّا يؤدي إلى خسارة هذه المشاريع وضعفها قبل أن تكبر وتتوسع.
وأشار أستاذ الأراضي والمياه بوزارة الزراعة، خلال اجتماع المجلس العربي الإفريقي للزراعة، إلى التنافسية القوية بين الاستثمار الأجنبي والمحلي حيث تُعتبر روح التنافسية العالية في الأسواق خصوصاً للدول المتقدمة اقتصادياً من المعيقات التي تواجه المشاريع الاستثمارية والاستثمار بشكل عام في الدول الفقيرة ، لأن أصحاب المشاريع يسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم وبالتالي يُصبح من الصعب أن يقدم المستثمرين المبتدئين أعمال مشابهة وبنفس الجودة، خصوصاً إذا كان في البلاد بعض الاستثمارات الأجنبية.
ولفت أستاذ الأراضي إلي أن أهم التحديات التي تواجه الاستثمارات في أفريقيا هي قلة المعلومات الخاصة بالاستثمارات حيث أن الأفراد يفتقرون إلى معلومات تفصيلية توضح لهم طبيعة أعمال المنافسين، وتوضح لهم كمية الأرباح التي يحصلون عليها وكذلك الإيرادات المالية؛ ممّا يؤدي إلى استهتارهم بالمنافسين.، فضلا عن قلة الدعم الحكومي: بالرغم من أن الحكومة تسعى إلى زيادة المشاريع إلا أنها لا تُقدم الدعم الكافِ لأصحاب الاستثمارات المالية ولأصحاب المشاريع.
- عدم وجود دعم كبير لأصحاب المشاريع المحليين
وأوضح "إسماعيل"، إنه لا يوجد دعم كبير لأصحاب المشاريع المحليين، وعادةً ما تُقدم الحكومات الدعم الأكبر والمزايا العديدة لأصحاب المشاريع الأجنبية وتعمل على إعفائهم من الضرائب، بينما أصحاب المشاريع المحلية عادةً ما يتم فرض عليهم الضرائب العديدة ولا يتم تقديم لهم المزايا فضلا عن قلة الخبرة وعدم توفر التجارب السابقة، فعندما يدخل شخص ما إلى عالم الإستثمارات والمشاريع، ويخسر بها لأحد الأسباب، عندها لا يكون لديه الخبرة الكافية والجيدة لكي يخوض تجربة جديدة.
وأشار أستاذ الأراضي إلي أن تحديات الاستثمار في أفريقيا تشمل أيضا ارتفاع التكاليف الإجمالية للمشروعات الاستثمارية، فغالباً ما يحتاج الأفراد إلى مبالغ مالية كبيرة وطائلة لكي يتمكنوا من فتح مشاريعهم الاستثمارية والبدء بتنفيذ الأعمال، وكذلك سيحتاجون إلى وقت طويل للحصول على عوائد مالية وأرباح وإيرادات. فالموضوع يحتاج إلى صبر طويل ومثابرة وكذلك إلى أموال للاستمرارية في العمل والمواصلة إلى حين الحصول على إيرادات وأرباح.
ونبه «إسماعيل»، إلي أن تحديات الاستثمار في أفريقيا تشمل غياب ونقص الحوكمة، أغلب المشاريع التي يقوم بها المواطنين ورجال الأعمال والأفراد هي مشاريع خاصة، وتفتقر إلى الحوكمة، والتي بدورها تعمل على تنظيم الأعمال وتنميتها وتطويرها، فضلا عن قلة العمالة المؤهلة والمدربة حيث غالباً ما تفتقر المشاريع إلى العمالة والأيدي العاملة المدربة والمؤهلة، وإلى أصحاب الخبرات والكفاءات؛ ممّا يؤدي إلى حدوث خلل في العملية الاستثمارية وعدم تطورها.
وأضاف أستاذ الأراضي أن التغير الكبير في السياسات والإجراءات الحكومية من أهم التحديات التي تواجه الاستثمار في أفريقيا، وعادةً ما يحدث العديد من التغيرات في السياسات والإجراءات الحكومية المعتمدة والتي تُشكل عائقاً كبيراً أمام المستثمرين وأصحاب المشاريع الاستثمارية، خاصةً أنها مشاريع حساسة وتتصف بالهشاشة، فضلا عن التغيرات الكبيرة في أسعار العملات: العديد من التغيرات التي تحدث على أسعار العملات انخفاضاً وارتفاعاً، ممّا يؤدي إلى حدوث بعض الخسائر المالية خصوصاً للأفراد الذين يتعاملون بالعملات المحلية ولا يتعاملون مع العملات الثابتة مثل الدولار واليورو