شاب كفيف حاصل على ليسانس آداب يُعين فراش فى بورسعيد
“حصلت على ليسانس الآداب بتقدير جيد مرتفع على أمل وحلم أن أصبح مدرس تاريخ ولكن إعاقتى حولتنى فراش فى أحد المصانع" بتلك الكلمات بدأ الشاب إسلام خالد المصاب بضمور العصب البصري والشبكية، مما جعله كفيف بنسبة ١٠٠٪ ، وكانت أحلامه بسيطة حيث تمثلت مطالبه في عيش حياة كريمة تناسب ظروفه، خاصة وأن لدى الأسرة ابن آخر كفيف.
وألتقت الدستور أسرة الشاب حيث بدأت معاناة «إسلام خالد» البالغ من العمر 26 عاماً وأسرته وهو في مرحلة التعليم الإبتدائي في الصف الثاني، بعدما فقد بصره، وأصبح من الضروري نقله لمدرسة النور للمكفوفين.
ظلت الأسرة تتحمل متابع تعليم نجلهم في رحلة طويلة حتى حقق تفوقاً في الثانوية العامة، وقدم والده طلباً لوزير التعليم العالي وكان أول طالب كفيف بكلية الأداب جامعة بورسعيد، واستطاع بالفعل أن يحصل على ليسانس آداب قسم تاريخ.
بدء خالد رحلة البحث عن حياة كريمة يعيشها بمساعدة أسرته حتي تقدم بطلب لمديرية القوى العاملة لتوفر له وظيفة «فراش» بأحد المصانع، مما أصاب الشاب بحالة نفسية سيئة جعلته يلازم المنزل، متسائلاً «أتعلم واتعب ومعايا ليسانس آداب وفي النهاية فراش» .
يقول والد الشاب، إنه لم يترك باباً لتوفير حياة كريمة لنجله فحاول التقديم في أحد مشروعات الإسكان إلا أن مفردات المرتب 640 جنيهاً لا تتناسب مع نظام التمويل العقاري، ما جعل الحصول على وحدة سكنية لنجله مستحيلاً.
يعيش الشاب مع أسرته في «شقة مفروشة» بالإيجار، ويلازم المنزل ولا يستطيع خدمة نفسه بسبب إعاقته، ويقضي معظم الوقت علي صوت التلفاز، وفشلت كل محاولاته في إستجابة الكثير من الجهات التي طالبها بحياة كريمة.
تقول أم إسلام، «أحنا عشنا طول العمر نخدم أبنائنا إللي ربنا كتب أنهم مكفوفين، لكن إحنا مش هنعيش ليهم، نفسي في وظيفة محترمة لإسلام ووحدة إدارية أجوزه فيها لأي حد يقبل ظروفه علشان يلاقي حد يخدمه بعد موتي أنا وأبوه».
إسلام وجه رسالة إلي كل المسئولين مطالباً بإعادة النظر في تعيينه «فراش» بالمؤهل العالي الذي حصل عليه، وطالب بوحدة إدارية ليستطيع أن يعيش بها حياة كريمة، خاصة وأنه كفيف لا يستطيع تحسين دخله، ولا تصلح حالته للعمل إلا في وظائف محددة.