الكوتشينة مملكته.. أحمد رفاعي يبهر العالم من القاهرة
أحمد رفاعي، أو "بتاع الكوتشينة" كما يحب أن يلقب نفسه، وعلى عكس ما يوحي به الاسم فإنك لن تستطيع الاستعانة به بسهرة على "القهوة" لينقذك من دفع "المشاريب" مثلًا.
تمثل أوراق اللعب، الشغف الذي حوله من مشروع المحامي بالسنة الثانية بكلية الحقوق، إلى "مش مهندس" يشيد تصاميم معمارية مصغرة لطالما جذبت انتباهه، مستخدمًا أوراق الكوتشينة.
اشتعلت شرارة ذلك الشغف منذ الطفولة، ربما لمحاولة التميز عن بقية الأقران من خلال "الميكانو"، والتي دفعته فيما بعد لإيجاد أمر جديد يضمن له التفرد، ليبرز فن أوراق اللعب له، لتجعله تلك النزعة مؤسس هذا الفن في مصر، ومصنف كالرابع على مستوى العالم.
ويشرح أحمد، أن مجتمع فن الأوراق يعتبر صغير للغاية، ولأن عددهم قليل فإنهم يعلمون بعضهم البعض جيدًا، وغالبًا ما تكون المنافسات على أعلى بناء بالكوتشينة أو أكثر عدد أوراق مع مراعاة جمال المجسم أيضًا، مع العلم أن رفاعي يعد الشخص الوحيد – والأول – في العالم العربي الذي يشق طريقه بهذا الفن.
بدأ الأمر معه من مجسمات الأهرام، ليتطور مع الوقت ويكتسب لمسته الخاصة على الأسلوب الحر في تكوينه للكوتشينة، ليصبح قادرًا الآن على أن يفرض سيطرته على الأوراق محاكيًا أبنية مشهورة مثل كنيسة لوسيندا – الكنيسة المرقسية بالإسكندرية – والتي أخذ منه بناؤها حوالي مئة ساعة، وأكثر من 12 ألف ورقة كوتشينة، لتكون بهذا أقرب المجسمات إلى قلبه، في حين أن أعلى مجسم بناه كان على شكل حلزوني وصل ارتفاعه إلى 3 أمتار.
وعن ردود أفعال الأشخاص من حوله فإنه يوضح "معظم الناس بتقولي فوتوشوب وده بيكون غريب يعني الشخص مش بيناقشني حتى في كونه ملزوق ولا لأ، لأ دي درجة أشد بؤسًا.. فوتوشوب" وكان من ضمنهم صاحب معرض رفض تواجد رفاعي بالمكان نظرًا لأنه لم يكن "مقتنعًا" بما يفعله.
جدير بالذكر أنه حاول أن يضم ملك الكوتشينة بعد شهرته إلى المعرض ولكن كان الرفض من نصيبه.
وأجاب عن أمر إن كان يساعده أحد في إعداد المجسمات أم لا: "أهلي بيخافوا يقربوا من شغلي، لأن حرام أكون مخلص شغل بقالي خمس ساعات وفاضلي ساعة ويجي حد يهد كل ده"، مشيرًا إلى أنه حدث من قبل في أحد المعارض، عندما سحب شخص من الحضور ورقة لينهار المجسم بأكمله، وكان كل تعليقه "معلش"، ونحن من هذه المنصة بـ نقول لـ رفاعي "ربنا يكون في عونك".
وعن مصدر الدخل فإن رفاعي حتى هذه اللحظة، كل مستلزماته تأتي من تمويله الخاص، بعدما كان والده يساعده، فإن المعارض الخاصة به والإعلانات حاليًا هي ما تسد إحتياجات فنه، خاصة وأنه من الصعب الحصول على ممول يخاطر بنقوده مع فن ظهر على الساحة منذ خمسين عامًا فحسب.