مديحة يسرى عن عبدالحليم حافظ: «كان بيصعب عليا لحرمانه من الحنان»
أدت الفنانة مديحة يسري دور الأم في عدد من الأعمال الفنية، ويعد “الخطايا” الذي شاركت في بطولته أمام الفنان عماد حمدي والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، من العلامات الفارقة في تاريخها الفني، وقد جمعتها صداقة قوية بحليم، وكان يتعامل معها باعتبارها والدته، ما جعلها أقرب فنانه فى أخر رحلاته العلاجية في لندن.
وروت مديحة يسري بعض المواقف التي جمعتها بالعندليب الأسمر خلال برنامج ساعة صفا مع الفنانة صفاء أبو السعود، وقالت :"شاركت في بطولة فيلم الخطايا خلال عام 1962، وهو الفيلم الوحيد الذي جمعني به فقد كان عبدالحليم حافظ ممثل عظيم جدًا، لكنه داخل الفيلم وخارجه كنت أشفق عليه وكنت أشعر أنه يعاني منذ الطفولة وأنه حرم من حنان الأم ويفتقد الإحساس بالعطف والحنان، وكنت أحبه وأحتضنه بصورة حقيقية طوال أحداث الفيلم، حتى أنه في الكواليس أو في زيارة الموسيقار محمد عبدالوهاب كان يحتضنني بذات المنطق، فكنت امازحه وأقول له أنني أحتضنك خلال التصوير فقط، لكنه بالفعل كان يعتبرني في مقام والدته، وكنا نقيم في عقار واحد يسمى عمارة السعوديين، وكان دائم التردد على منزلي وأنا كنت اطمئن عليه من حين لأخر، وذلك قبل أن انتقل للإقامة في فيلا الأهرام"
واستكملت حديثها عن أخر موقف جمعها بالعندليب الأسمر وكيف أثر ذلك اللقاء في حالتها النفسية:"كنت متوجه لباريس بينما هو متوجه إلى لندن في رحلة علاجية في العام 1977، وكانت الطائرة ستهبط في مطار باريس أولًا ثم إلى لندن، وحينما صعد الطائرة طلب من صاحب المقعد المجاور لي أن يبدل الأماكن وأن يجلس هو بجواري، وبعدما جلس بجواري أمسك يدي، وقال لي يا أمي اقرأي القرأن كثيرًا لي وتذكريني خلال صلاتك، وجلست بالفعل معظم الرحلة أتلو أيات من القرآن بنية الدعاء له بالشفاء، وظللت أردد أدعية، وقد كانت هذه آخر رحلة له ، وكأن أخر لقاء قد جمع بيننا قبل وفاته"، توفي عبد الحليم حافظ في العام 1977 بعد صراع مع مرض الكبد، عن عمر يناهز47عامًا