ربة منزل بدرجة فنانة.. الجانب الآخر في حياة هدى سلطان
يحل علينا اليوم ذكرى ميلاد وتد السينما المصرية الفنانة “هدى سلطان” التى رحلت عن عالمنا عام 2006، تاركة ورائها أرشيف كبير وارث من الأعمال الفنية المختلفة.
اسمها الحقيقي بهيجة عبدالسلام عبدالعال الحو ولدت في 15 أغسطس عام 1925، بمحافظة الغربية، وكانت الثالثة بين 5 أبناء أكبرهم هو شقيقها الفنان الراحل محمد فوزى الذى يكبرها بـ7 أعوام، وتليه شقيقتها الفنانة الراحلة “هند علام” التي لم يكن لها مشوار طويل في عالم الفن.
ظهرت لأول مرة أمام الجمهور عام 1937 فى احد الحفلات المدرسية التي أقيمت على مسرح البلدية فى طنطا، بأغنية لأم كلثوم، وعندما بدأت "هدى" تلمح برغبتها فى الغناء وأن تكون مطربة مثل شقيقها، زوجتها عائلتها من الرئيس الأسبق محمد نجيب، وهى لا تزال فى عمر 14 عامًا، وأنجبت منه ابنتها الكبرى "نبيلة".
انتقلت إلى القاهرة بصحبة زوجها فى منتصف الأربعينيات، وأصرت على دخول الفن، فقام بتطليقها بعد أقل من عامين بسبب غيرته الشديدة ورغبته فى اعتزالها والتفرغ للبيت، وانتقلت للعيش مع شقيقها محمد فوزى الذى وقف معها وساعدها على الدخول في عالم الفن.
لم تكن سلطان ناجحة في الفن فقط فكانت ربة منزل ممتازة، فقد كانت بارعة في تفصيل الملابس والفساتين لنفسها ولأبنائها وظهرت في الكثير من أعمالها بملابس كانت من صناعة يدها، كما أنها كان من المعروف عنها أنها طباخة ماهرة وتقوم بطهي أفضل المأكولات بجميع الأصناف والحلويات.
كانت تقوم بتصميم ورسم ملابسها، وتحرص على تنفيذ أي موديل تراه معروضا في المحلات الراقية، وبعد زواجها من الفنان الراحل فريد شوقي كانت تقوم بتصميم ملابسه وهي في عز شهرتها فضلًا عن انها كانت تتميز جدًا بأناقتها.
تقول عنها ابنتها المنتجة ناهد فريد شوقي في أحد اللقاءات الصحفية: "أمي كانت حنونة وحادة في وقت واحد، فمثلًا عندما كنت في الخامسة عشر من عمري كان ممنوع منعًا باتًا الذهاب للرحلات المدرسية حتى إذا كانت تستغرق يومًا واحدًا فقط وفى إحدى المرات كنت أريد الذهاب إلى رحلة مدرسية في أسوان وكان مدتها حوالي 6 أيام وعند استئذاني لها رفضت ولكن عندما أبلغتها قرار أبي بالموافقة وافقت، وعقب وصولي كانا يلاحقاني بالاتصالات من حين لآخر للاطمئنان، وذهب أبي لأمي يشكو لها قلقه فقالت له: ما أنت وافقت علي الرحلة.. فأجابها أنا وافقت علشان أنتي ترفضي عشان أنا مبحبش أطلع شرير.
وتواصل: “لم يكن من عادتها أن تذاكر معي دروسي بل كانت تجلس أمامي على ماكينة الخياطة تشاهدني وتراقبني أذاكر أم لا وعندما تغفو تستلقى على الكنبة حتى انتهي من استذكار دروسي، ولم تتدخل في اختياراتي الدراسية ولم تفرض علي وظيفة معينة، بالعكس فعندما اخترت أن التحق بكلية الحقوق لأصبح وكيل نيابة استغربت من اختياري ولكنها لم تعارضني”.
وكانت لا تستخدم أساليب الضرب والنهر بالعكس، فالخصام كان أشد قسوة لأن غضبها وحزنها من أولادها كان بالنسبة لهم مأساة، لأن شعارها هو لا يصح إلا الصحيح فلم يؤثر عملها على تربيتنا".