مَرَض قتل رموز فرعونية.. رسالة ماجستير حول طريقة التشخيص الجديدة لـ«الدرن»
شهدت كلية الطب بجامعة أسيوط، مناقشة رسالة ماجستير قدمتها لمياء وافي، طبيبة مقيمة بمستشفى الصدر بأسيوط، تناولت خلالها دور جهاز «جين إكسبرت» في تشخيص مرض الدرن خارج الرئة.
وقالت الطبيبة لـ «الدستور»، إن « الدرن أو السل الرؤوي موجود منذ قديم الأزل، ومنذ الفراعنة، ومات إخناتون ونيفرتيتي بسببه».
وأضافت «وافي»: الدرن كان يُشخص عن طريق المزرعة، وهذه الطريقة تتطلب فترة بين 6 أسابيع إلى 8 أسابيع لكي نُشخص الحالة لمعرفة ما إذا كانت مصابة بالدرن أم لا، وهذه فترة طويلة بالتأكيد.
جهاز جديد ابتُكر في عالم الطب لهذا الغرض، اسمه «جين إكسبرت» يُعد إنجازًا طبيًا كبيرًا يُقلل من مُعاناة مرضى الدرن، ويسهم في تشخيصهم خلال ساعتين فقط، وهو ما يحول دون إصابتهم بمضاعفات في فترة انتظارهم لنتيجة التحليل التقليدي (المزرعة) ـ بحسب الطبيبة.
رغم سرعة ظهور النتائج في الجهاز الجديد لكشف الدرن، غير أن أطباء ما زالوا يثقون فقط في طريقتهم التقليدية (المزرعة) ويعتمدون عليها فقط دون غيرها في هذا النوع من التحاليل، وهو ما قاد لمياء لأن تبحث في مدى قدرة الجهاز الجديد على كشف المرض، ومقارنته بتحليل المزرعة.
استندت الطبيبة لمياء في بحثها إلى تحاليل من 100 مريض، وأجرت لهم تحاليل بالطريقتين (التقليدية وهي المزرعة، والحديثة وهي جهاز جين إكسبرت) وكانت النتائج التي حصلت عليها الطبيبة تدعم فرضيتها في أهمية هذا الجهاز في عالم الطب، حيثُ أظهرت النتائج دقة نتائجه بنسبة 97 %، مقابل نحو 70% للطريقة التقليدية (المزرعة)، حيث أن الأول يُظهر المرض حتى وإن كانت نسبته قليلة، وهو ما لا يحدث في المزرعة، وتحتاج أن تكون البكتيريا كثيرة من أجل إيجابية العينة.
تقول الطبيبة إن جهاز الدرن الحديث يكشف المرض من خلال قراءة الـ DNA للبكتيريا فيتعرف عليها، ويُمكن تحديد الإصابة والحصول على النتيجة خلال ساعتين فقط، وهو جهاز متوفر في مستشفى الصدر بأسيوط (مستشفى حكومي)، لكنه ليس معروفًا بقدر كبير.
وتابعت: "كنا نُريد أن نثبت أن الطرق الحديثة يُمكنها أن تشخص المرض مُبكرًا، فتسمح بالبدئ سريعًا في العلاج، ونتجنب المضاعفات التي يُمكن حدوثها، ونثبت هذا للأطباء من الأجيال السابقة ممن يتمسكون بالوسائل القديمة التي يستخدمونها، وكذلك الأطباء الصِغار من حديثي التخرج لكي يبدأوا بالطرق الحديثة".