«ارتداها في تكريم السادات».. حكاية محمود شكوكو مع الجلباب والأراجوز
استطاع الفنان محمود شكوكو أن ينقل فن الأراجوز من المناطق الشعبية ليعرض على المسارح وعلى أبناء الطبقات الغنية والحاكمة في العصر الحديث.
تقول الدكتورة أماني الجندي في كتابها "فنون الفرجة والطفل" إن الفنان محمود شكوكو قدم أول مسرح للعرائس في مصر عندما قدم مسرحياته الشهيرة "شكوكو في كوكب البطيخ" وقد استخدم عروسة الأراجوز في كل قرى ونجوع مصر من خلال القوافل الثقافية "وقد استخدم الأراجوز في توصيل مبادئ ثورة يوليو 1952".
أعجب أحد النحاتين وصنع له تمثالُا من الصلصال وعرضه للبيع، ولاقى إعجابًا متزايدًا بين فئات الجماهير المختلفة، مما دفع بأكثر من نجار في جميع محافظات مصر لتقليد التمثال وإضافة رتوشهم الخاصة على صناعاتهم، وبذلك انتشر تمثال المنولوجست المصري انتشارًا واسعًا.
قوات المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي كانت تحتاج إلى زجاجات فارغة لاستخدامها في الهجوم على الإنجليز، فاستغلت حب الجماهير لشكوكو وزايدوا على من يمنحهم الزجاجات بتمثال الفنان المصري، فكان بائعو الروبابيكيا ينادون "شكوكو بقزازه" أي من يمنح البائع زجاجة فارغة، فيحضر له تمثال شكوكو.
يذكر أن شكوكو ولد في حي الجمالية الشعبي بالقاهرة، وتلقى في بداية حياته الفنية عقوبة رادعة من والده، لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة ومساء يغني في الأفراح والملاهي وكان في المرحلة الأول يقلد الفنانين ويغني لمحمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب ولم يجد استجابة فأدرك بفطرته أنه ليس مطربا ولو اتجه إلى فن المونولوج سيكون أفضل، حسبما ورد في كتاب "فنيات الكتابة الأدبية" للكاتب سيد غيث.
وداوم شكوكو بالظهور على خشبة المسرح طيلة حياته يرتدي الجلباب والطرطور وأصبحت سمة مميزة لشخصيته وكانت المرة الأولى على مسرح البوسفور في باب الحديد، حتى يوم تكريمه من الرئيس السادات في عيد العلم والفن، وذهب إلى الحفل مرتديا الجلباب البلدي تكريما لتاريخه الحافل في جميع ألوان الفنون.
وظهر الفنان محمود شكوكو في الأفلام الملونة في أواخر أيامه بأدوار ثانوية، ومنها دوره في فيلم "عنتر ولبلب" بطولته مع الفنان سراج منير.