رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مأساة غير مسبوقة».. جزائريون يكشفون لـ«الدستور» حقيقة الأوضاع والجهة المتورطة فى الحرائق

حرائق الجزائر
حرائق الجزائر

تشهد الجزائر والتي تشتهر بـ"بلد المليون شهيد"، موجة حارة غير مسبوقة، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في عدة مناطق، والتي أسفرت عن سقوط العشرات من الضحايا والمصابين، على مدار الأيام الماضية، وما زالت مستمرة، في ظل محاولات من قوات الإطفاء للسيطرة على الموقف.

"الدستور" تواصلت مع مواطنين وشخصيات سياسية من الجزائر؛ للوقف على آخر تطورات الوضع هناك، وما يُثار بأن هناك مؤامرة وأيادٍ خفية وراء الحرائق التي تستعر في أكثر من مكان، وليس ارتفاع درجات الحرارة فقط. 

تشديد العقوبات

أكد روبعي نصرالدين منير، رئيس المنظمة الوطنية للتنمية الاقتصادية في الجزائر، أن الجزائر تتعرض منذ أيام لحرائق غابات كبيرة جدا، أثرت على الحياة في العديد من المناطق، وبالخصوص في منطقة القبائل التي تعاني هذه الأيام بشدة من موجة الحرق الكبير للغابات بالمنطقة.

وقال إنه لابد من تشديد العقوبات من قبل السلطات الجزائرية، بحق المتورطين في الحرائق التي طالت البلاد والمستمرة منذ أيام وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى سواء من المدنيين أو قوات الجيش.

وأوضح منير أنه منذ أيام وقبل حدوث الحرائق تم الإعلان عن موجة حر قياسية ستضرب الجزائر، وكما هو معلوم الحر الشديد يسبب العديد من الكوارث الطبيعية وبالخصوص نشوب الحرائق، لكن وبالعودة لتصريحات السلطات من وزراء والنائب العام لمجلس قضاء تيزي وزو تحدثت عن فعل إجرامي وراء ما حدث، خصوصا أن النيران قد تم إشعالها في مناطق مختارة بعناية بحيث يصعب التحكم فيها ويصعب الوصول لإخمادها عند الاشتعال.

وأضاف: "إننا هنا أمام مجموعة اجرامية استغلت الوضعية المناخية لتنفيذ أجندتها بقوة"، مشيرًا إلى أن أهم الإجراءات المتخذة من قبل الدولة للسيطرة على الحرائق هو توجيه عتاد الجيش الشعبي الوطني للمساهمة في إخماد الحرائق.. بالإضافة الموارد المتوفرة من طرف الحماية المدنية كما قامت الدولة بإجراء اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي من أجل استغلال طائرتي إطفاء سيتم استغلالها في عمليات المكافحة.

لفت رئيس المنظمة الوطنية للتنمية الاقتصادية في الجزائر، إلى أن الحرائق أسفرت عن العديد من الخسائر في الأرواح راح ضحيتها العديد من المواطنين سواء من الجيش أو المدنيين، كما تعرضت العديد من أملاك السكان للحرق، وحاليا لا يمكن تحديد حجم الخسائر كون الحرائق لازالت مشتعلة، إلا أن الشيء المؤكد وجود خسائر كبيرة للأسف الشديد.

 وتعليقا على دعم دول الجوار في مواجهة الأزمة، أوضح منير، أنه "فيما يخص طلب المساعدات أثناء الكوارث، الأصل أن تبادر الدول الشقيقة والصديقة بتقديم يد المساعدة لا أن تنتظر أن يطلب منها ذلك".

وذكر أن قانون الإجراءات الجزائية الجزائري يحتوي على العديد من القوانين الرادعة لمثل هذه الأحداث، لكن سيتم التشديد في العقوبات والتطبيق الصارم ضد الجناة، متوقعًا أيضا السيطرة على الحرائق خلال الأيام القليلة المقبلة.

روبعي نصرالدين منير

 

حرائق غير مسبوقة

ومن جهته، قال محفوظ شخمان، المحلل السياسي الجزائري، إن الحرائق التي تشهدها الجزائر الآن غير مسبوقة وتقف خلفها جهات إجرامية ومجهولون، وليست نتيجة العوامل المناخية والطقس الحار.

وأضاف المحلل السياسي الجزائري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الحرائق المندلعة الآن في البلاد جاءت بعد شهر من حرائق ضربت ولاية خنشلة والتي دمرت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية بخلاف الخسائر المادية الأخرى وتم إخمادها من قبل السلطات .

وكشف محفوظ شخمان عن أن حرائق ولاية "تيزي وزو" تطرح علامات استفهام كبيرة، لأنه كانت كثيرة جدا وعلى غير العادة، مشيرا إلى أن كل جبال تيزي وزو آهلة بالسكان، أي أن كل القرى تقع في وسط الغابات وتحيط بها تضاريس وعرة جدا تجعل الوصول إليها صعب جدا من قبل قوات الحماية المدنية والقوات التي تشارك في عمليات السيطرة على الحرائق.

وأشار السياسي الجزائري إلى أن كل السكان والمواطنين بالمناطق التي شهدت الحرائق يرون أن أيادي إجرامية ومنظمات مشبوهة تقف وراء هذه الحرائق، وهو نفس الموقف الرسمي على لسان  الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبدالرحمن، والذي أكد للتلفزيون الجزائري، أن التحريات الأولية أثبتت أن هذه الحرائق كانت بفعل إجرامي، وطالت 18 ولاية حتى الآن في عموم البلاد.

وقال شخمان إن هناك موقوفين يشتبه في تورطهم في هذه الحرائق ويتم التحقيق معهم حاليا من قبل الأجهزة القضائية والأمنية المختصة.

وأوضح أن الخسائر نتيجة الحرائق فادحة، سواء في الممتلكات أو الأرواح بجانب تضرر الثروة الحيوانية ونفوق الكثير منها إضافة إلى الضرر البيئي الناتج عن الحرائق وتضرر النظام الإيكولوجي في المنطقة.

وشدد السياسي الجزائري على أن هناك تضامنا كبيرا جدا من كل الولايات لدعم المناطق التي طالتها الحرائق، حيث وصلت آلاف الشاحنات المحملة بالمؤن والمواد الغذائية والطبية ووسائل الإعاشة لدعم المتضررين.

وبين أن الجيش تدخل منذ الساعات الأولى لوقوع الحرائق وسقط ضحايا في صفوفه، وانضمت خلال الساعات الأخيرة وحدات كبيرة من الناحية العسكرية الأولى للمساعدة في مواجهة النيران.

وأشار السياسي الجزائري إلى أن الدولة في حالة طوارئ دستوريا، مشددا على أنها ستخرج من هذه المحنة، كما خرجت من عشرية الإرهاب السوداء.

 

محفوظ شخمان

الوضع مأساوي 

 بينما قال طاهر علال مواطن جزائري مقيم في البليدة، إن الوضع مأساوي للغاية ولا يملك الجزائريون الآن سوى الدعاء. 

وذكر موصلي عبدالله، أن الوضع كارثي في بلاده، مشيرًا إلى أن الحرائق لها أغراض سياسية، وأن من نفذها ينتمون لحركات سياسية، وأصابع الاتهام تشير إلى تورط حركة الماك الإرهابية في هذه الحرائق.

وأضاف أن حركة الماك الإرهابية تحاول قتل كل شيء جميل في المنطقة واستدراجها نحو التعصب والتطرف وترفض أي تقارب أو تآخي بين الشعب الواحد، لقد آلمهم فعلا التضامن الشعبي الكبير.

 

موصلي عبد الله