الشيخ محمد بخيت المطيعي: اختص الله النبي ببعض أمور الغيب
قال الشيخ محمد بخيت المطيعي، مفتى الديار المصرية الأسبق، إن علم الساعة من المغيّبات الخمسة التي اختص الله عز وجل بها نفسه على وجه الإحاطة والشمول كليًّا وجزئيًّا، ومع ذلك يجوز أن يطلع اللهُ بعضَ أصفيائه وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بعض منها؛ لا كعلمه هو جل وعلا؛ فإن علمه سبحانه وتعالى للغيب هو علم ذاتيّ غير متناهٍ ولا محصور ولا حد له ولا يحيط به أحد غيره سبحانه، أما علم غيره به فهو علمٌ حادثٌ بتعليم الله له وإطلاعه عليه.
واستدل بما جاء أخرجه أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ، إِلا مَفَاتِيحَ الْخَمْسِ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾».
وأضاف في رده على سؤال ورد إليه عندما كان متوليا رئاسة دار الإفتاء، يقول: هل يجوز لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلعه الله على الساعة؟ وعلى الجواز؛ هل ورد ما يثبت ذلك؟ والذي ينبغي أن يعلم أن كل غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل، وليست المغيبات محصورة بهذه الخمس، وإنما خصت بالذكر لوقوع السؤال عنها أو لأنها كثيرًا ما تشتاق النفوس إلى العلم بها.
وأشار إلى أنه لا يعلم الغيب بجميع أنواعه بالذات علمًا حقيقيًّا إلا الله سبحانه وتعالى، لا فرق بين الخمس وغير الخمس، وأما علم غيره تعالى فليس في الحقيقة علمًا بالغيب بالذات، وإنما هو علمٌ حادثٌ بتعليم الله سبحانه وتعالى وإطلاعه.
وأوضح على أنه لا مانع من أن يطلع الله من شاء على ما شاء من الغيب، ولا يعد ذلك علمًا بالغيب، وعلى ذلك يجوز أن الله سبحانه وتعالى يطلع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على الساعة كما يُعلم مما تقدم عن الألوسي من أن ما ذكر لا ينافي إطلاع الله تعالى بعض خواصه على بعض المغيبات حتى من هذه الخمس.