كمال مغيث عن الرواية الأولى للمؤرخ محمد عفيفى: ينتصر للناس ويهتم بهم
علق الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث، علي رواية "يعقوب" للمؤرخ الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم الأدب بكلية الآداب جامعة القاهرة، والصادرة مؤخرًا عن دار الشروق للنشر، قائلًا: "يعقوب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس برواية محمد عفيفي مؤرخ البسطاء، التاريخ تاريخين: تاريخ للحكام والأسر الحاكمة وللقادة والمعارك، وتاريخ للناس كيف كانوا يعيشون ويعملون وينتجون ويتعلمون ويدفعون ضرائبهم ويعذبهم حكامهم وكيف كانوا يحبون ويغنون ويسلكون".
وأضاف"مغيث"، عبر حسابه بموقع "فيس بوك": "ومحمد عفيفى من تلك المدرسة الثانية الت تنتصر للناس وتهتم بهم، ولذلك فهو يدرس الأقباط أهل الذمة في العصر العثماني، ثم يدرس الأوقاف، ويهتم بدراسة القمص سرجيوس بطل ثورة 1919، ويكتب عن السينما والتاريخ، وعن حي شبرا ومعالمة وسكانه وأعلامه، واليوم يدهشنا بروايته عن تلك الشخصية الفذة: "المعلم .. أو الجنرال يعقوب".
واستطرد: "ذلك الصعيدى القبطي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وكان واحد من هؤلاء القلقون الذين سعوا لاستخلاص مصر من نير الأتراك كشيخ العرب همام بن يوسف، وعلى بك الكبير، حمل يعقوب السلاح في النصف الثانى من القرن الثامن عشر في وقت لم يكن مسموحًا للمصريين بحمل السلاح أو ركوب الخيل، ولكنه حمل السلاح وكون فرقة مسلحة حارب فى صفوف المماليك ضد الأتراك، وسعى مع الحملة الفرنسية لتخليص مصر من نير الحكم المملوكي التركي الذي تعفن وتفسخ، وامتلك مشروعًا لاستقلال مصر بالتحالف مع فرنسا أو مع انجلترا".
وتابع: واختلف المؤرخين حوله، فمنهم من يراه صاحب مشروع كبير للاستقلال الوطني، ومنهم من يراه مجرد عميل فرنسي كون فرقة عسكرية لخدمة الفرنسيين، ولا أعرف لماذا يصمت هؤلاء المؤرخون عن مراد بك وكان بمشاركة ابراهيم بك يحكم مصر قبل مجئ الحملة فعلًا، والدور الحقير الذي لعبه في خدمة الفرنسيين ومساعدتهم في حصار ثورة حي بولاق ومنع المؤن عن الثائرين مقابل أن يسلموا له بحكم الصعيد".
واختتم "مغيث" قوله: "لا يسعى محمد عفيفى إلى حكم قيمي أو أيديولوجي على الرجل، كما لا يسع لإدانته من منطلقات وطنية أو دينية، على الرغم من تقديره كباحث علمي للدور الذي تلعبه تلك المنطلقات في الأحداث وفي التاريخ، وعلى الخط الفاصل بين التاريخ صاحب الشروط الصارمة في التوثيق والتدقيق والنقد والاستدلال، والرواية المنطلقة التي تسمح لك بالانتقال في خفة الفراشة بين الأماكن والعصور ينتقل محمد عفيفي محاولًا فض مغاليق تلك الشخصية الفذة والفريدة والذي مات في عرض البحر – مسمومًا في بعض الروايات - بعد مغادرته مصر بأيام قلائل بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس".