ميت علي قيد الحياة
«الميت الحى».. «عم سلامة» ذهب لصرف معاشه فاكتشف «وفاته»
ذهب سلامة عبد الحميد، صاحب الـ٦٢ عامًا، كعادته كل شهر، منذ منذ عام ١٩٩٢، إلى مقر البنك الذي يتعامل معه، بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، حيث ماكينة الصرف الآلي، فوجد أن الحساب الخاص بالراتب لا يوجد به أي أموال، ولا يُظهر أي معلومات، ونصحه الموجودين حول ماكينة البنك، بضرورة التوجه في صباح اليوم التالي، إلى موظفي البنك لمعرفة سبب تعطل كارت السحب النقدي الخاص به.
وبالفعل توجه للبنك صباح اليوم التالي، ليجد موظف البنك يخبره بأن الحساب توقف، بعدما أخبرتهم التأمينات بخطاب رسمي توقف الحساب، ولم تقم بتحويل المعاش الشهري، ونصحوه بالذهاب إلى فرع التأمينات في منطقة محب، بالمحلة الكبرى، وعندما سأل الموظف المختص لماذا تم إيقاف معاشه أجابه الموظف: لأن صاحب المعاش مات، فنهره الرجل الستيني وأخبره أنه أمامه يقف، فكيف يقول له أنه في عداد الأموات، ليُطلعه الموظف على الدفاتر ويجد أنه في السجلات قد دُون بجوار اسمه ورقمه القومي ورقم المعاش وجميع بياناته "حالة وفاة من قبل وزارة الصحة "، وبناءً عليه تم وقف المعاش، ليُصاب الرجل بصدمة إذا كان صاحب المعاش مات فمن أنا؟.
ويؤكد سلامة عبد الحميد، أنه يعيش مأساة حقيقية بعد أن اكتشف وفاته في الأوراق الرسمية، رغم أنه على قيد الحياة، ويؤكد الرجل الستيني، إنه كان يعمل موظف في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة، ويتقاضى معاش بعد إحالته للمعاش المبكر منذ عام ١٩٩٢، ولم يحدث له أي مشكلة إلا أنه فوجىء في شهر إبريل الماضي عند ذهابه لصرف المعاش كالمعتاد بأنه رسميًا متوفي، وليس على قيد الحياة.
وأضاف عم سلامة، كما يناديه أهالي منطقته في مدينة المحلة الكبرى، بأنه أصيب بحالة ذهول كاد أن يسقط مغشيًا عليه من هول المفاجأة، وظل يردد لموظف التأمينات: "أنا عايش.. أزاى مكتوب عندك أني ميت"، وحصل على خطاب من التأمينات الإجتماعية يفيد بأن المطلوب منه خطاب من إدارة صحة أول المحلة الكبرى بأنه لا يزال على قيد الحياة، وعندما ذهب إلى مكتب الصحة تبين أنه لا توجد أي أوراق لديهم تثبت أنه متوفى، وبناء عليه حصل على خطاب أخر يفيد بأنه على قيد الحياة، ولم يستطع الحصول علي شهادة وفاته المزعومة.
ويؤكد "سلامة"، أنه استشار أحد المحامين فنصحه بإستخراج خطاب يذهب به إلى الصحة بأنه على قيد الحياة، بعدها إلى التأمينات الأجتماعية بطنطا للحصول على مفردات المعاش، ليكتشف من جديد أن أسمه مدون لديهم "حالة وفاة من قبل الصحة"، لافتًا إلى أنه ذهب إلى السجل المدني بالمحلة لكي يستوضح الأمر إلا أنه اكتشف للمرة الثانية أنه رسميًا متوفي، واستخراج شهادة وفاة كمبيوتر بأسمه بتاريخ 5 إبريل الماضي، وبعدها قام باستخراج شهادة ميلاد كمبيوتر في نفس اليوم، ويقول "استلمت شهادة وفاتي وميلادي فى يوم واحد".
واختتم سلامة عبد الحميد، حديثه لـ"الدستور"، بأنه منذ ذلك التاريخ وهو في مأساة حقيقية، وغير قادر علي الإثبات الورقي أنه مازال على قيد الحياة، وأنه مُطالبًا بدفع إيجار وحدة سكنية ومرافق، مؤكدًا أنه نجح في الحصول علي أجزاء من معاشه عن طريق حولات تصرف من البنك، بصفة مؤقتة لحين تسوية الأمر، مطالبًا المسؤولين بسرعة التدخل وكشف ملابسات الواقعة ومحاسبة المتسبب فيها وتعويضه عن لقب المرحوم الذي مُنحه وهو على قيد الحياة.