«أغنيات لم تكتمل وطفولة صعبة».. كواليس من حياة سعاد حسني
“يارب، أرض عني، واعف عني، يارب، في خطواتي، وحقق أمنياتي، وسامحني أن كنت قد أخطأت وإن كنت قد أذنبت، وإن قد أغفلت عنك يومًا أو أحببت نفسي أكثر من غيري، أو أخذتني لذة الحياة وجمال الدنيا ونشوة الفؤاد، وجمال الحياة بعيدًا عنك، وكن معي دائمًا”.. هكذا كتبت الفنانة سعاد حسني في رسائلها إلى الله، حسبما مذكراتها المنشورة في جريدة "الميدان" عام 2002.
وكتبت الفنانة سعاد حسني، عدة رسائل تناجي فيه الله، أملًا في أن يلهمها الصواب ويعنيها، حيث قالت في إحدى رسائلها: "يارب ألهمني الفعل الإيجابي، والإنجاز البصير، والرؤية الحسنة، والتوفيق والإيجاب، والقبول لدى ما توجد عنده مصالحي، يارب ألهمني الثقة بالنفس والعزيمة والإيجابية والمرح المحبب إلى النفس، وإجعل في وشي القبول للانتهاء من هذه المرحلة الحرجة، المقلقة الطويلة، كي أنهي مرحلة التحضير، وأنتقل إلى مرحلة التنفيذ، إجعل أيامي مبصرة وصائبة وخيرة ومتفائلة ومرحة ومقدامة وواثقة وثابتة، شكر لك يارب".
وكانت الفنانة سعاد حسني، في حيرة من أمرها، فتوجهت بدعائها إلى الله تطلب منه أن يجعلها كما يريد، حيث كتبت تقول: "يارب أنت عارف عاوزني أبقى إزاي، في مهنة التمثيل أو زوجة، ساعدني يارب فيما تختار لي، فأنت تعلم أني في حاجة للمساعدة، من بكرة بإذن الله احتاجك بشدة وأترجاك ياربي أن ترسل الملائكة غدًا في الصباح 5-1-1993 حتى استمر من بعد هذا التاريخ المبارك، أن تباركلي فيه، وتظل الملائكة معي إلى ما لا نهاية لكي أفتخر بنفسي وأكون كما شئت، أنت وما رسمته لي يتضح أمامي حتى أسير عليه، وأنا عارفة ما هو دوري في الحياة، أريد أن أرى بوضوح، وأن يكون هناك يقين ومعرفة كاملة لما سوف أسير عليه، وأن يكون إيماني بما أفعله قوي وحاسم وقاطع، وأن لا تزعزعه الخواطر والأفعال الأخرى، وأن تكون أفكاري ثابتة، وشكرًا".
أغنية مع جاهين
وكان للفنانة سعاد حسني، أغنية تقول فيها "لحظة سجودي" تنعي فيها والدها الروحي الشاعر صلاح جاهين، واعتزلت بعدها الغناء.
فبعد رحيل الشاعر صلاح جاهين، طلبت الفنانة سعاد حسني من الملحن محمود الشريف أغنية دينية لتخرج من كبوتها النفسية القاسية، فكتب لها بهاء جاهين كلمات أغنية لحظة سجودي، من كلماتها: "لحظة سجودي هى دي لحظة لقاك.. وف كل خطوة ماشي جنبي.. وماشي جنبي ملاك.. وفي كل دمعة من العيون بتسيل تلمع في نور شمسك وتحضن سماك".
طفولة السندريلا
قبل أن تحقق الفنانة سعاد حسني نجاحها في فيلم "حسن ونعيمة" مرت بمراحل فشل عديدة، قالت:"عرفت الفشل قبل ما يقابلني النجاح".
كانت الفنانة الراحل مرشحة لبطولة مسرحية من تأليف وليم شكسبير، باختيار من الشاعر عبد الرحمن الخميسي لتجسيد دور "أوفيليا" بطلة مسرحية "هاملت"، لكن بعد التدريب والبروفات، فشلت الفرقة ولم تقدم شيئًا بعد ست شهور وأكثر.
لم يكن هذا هو الفشل الوحيد الذي مرت به الفنانة سعاد حسني، وعندما تذكرت هذا الفشل قالت عنه:"بعدما أخدت نص المسرحية من الأستاذ الخميسي علشان أذاكر دوري، وكنت فرحانة جدًا، حل لي تعلثم، وما كنتش عارفه اقرأ الشعر بتاع شكسبير كويس، وأظن وقتها أصابتني أول حالة خيبة، وقعدت أعيط بيني وبين نفسي".
ووصفت شعورها بعد هذا الفشل، وقالت:"وقتها كنت عاملة زي اللي غرقانة ولقت قشاية تعوم بيها لبر الأمان، الفن بالنسبة لي من زمان، من وقت بابا شارو كان مركبة نجاة، يعني من غيره كنت حابقى إيه؟، ولا حاعمل إيه في حياتي؟، أنا ما تعلمتش حاجة ثانية، ماكانش فيه مجال قدامي، المشاكلة العائلة والطلاق والمحاكم والكلام ده بين بابا وماما، والأخوات الكتار، وكل ده".
في ذلك الوقت كان عائلة الفنانة سعاد حسني، تركز كل جهدها مع الفنانة نجاة، باعتبارها مغنية مشهورة وعمرها وقتها حوالي 20 سنة، وكانت قد دخلت مجال السينما واختيرت لأداء بطولة فيلم "غريبة"، وكانت الفنانة سعاد حسني تذهب معها للاستديو بحكم أنها تعيش معها في شقتها، ورآها الفنان أحمد بدرخان، وقال"هاتوا لي البنت الحلوة دي، عايزها تظهر في الفيلم بأي طريقة، دي طلتها جميلة ومريحة".
واعترفت السندريلا في حوارها مع منير مطاوع، أنها مرت بفشلين قبل نجاح حسن ونعيمة، الأول بسبب المسرحية التي فشلت بسبب الأموال، والمرة الثانية كانت بسبب فرصة سينمائية لم تكتمل.