بعد واقعة طليقة تميم يونس.. «الاغتصاب الزوجي» جريمة شرعية ليس لها عقاب
فجرت أقوال طليقة المطرب "تميم" التي كشفت فيها أنها تعرضت من قبل طليقها لما يسمى بالاغتصاب الزوجي، أحاديث الرأي العام وتصدرت بعدها "التريند" وسط انقسامات الجمهور مابين غاضب من أجل الزوجة، وبعض الأصوات الأخرى التي ترى أن ذلك هو حق الزوج وعليه أن يأخذه كيفما شاء، فتصبح القضية الواقعية الشائكة والحساسة في الموضوع الأكثر حساسية وهي قضية تعرض الزوجات للإكراه على ممارسة العلاقة الحميمية مع الزوج، واستخدام الزوج من أجل ذلك كل وسائل العنف المتاحة في سبيل إشباع متعته الشهوانية منها لتصبح هذه القضية بين أكثر القضايا التي أحدثت جدلًا في تلك الأيام.
ويعرف بعض الخبراء الاغتصاب الزوجي على أنه الجماع الذي يتم بدون موافقة أحد الزوجين، موضحين أن نقص الموافقة كافٍ ليتم اعتباره اغتصاب من الكثيرين حتى لو لم يتم استخدام العنف. يُعتبر الاغتصاب
حالة طليقة تميم ليست الأولى
صرخات متعالية مستعصية على الكتمان أطلقتها "ز.ن" من حجرة نومها التي جمعتها مع زوجها في فراش واحد " تلك الصرخات التي لا يجرؤ أحد السؤال عن أسبابها، لمجرد انطلاقها من هذه الحجرة المظلمة التي جمعت بين من ربطهما الله بميثاقه الغليظ، في أسمى العلاقات الشرعية وأكثرها خصوصية، فالسؤال عن الصرخات هنا هو في مجال التحريم، وخوضاً في الأعراض. و "ز.ن" هنا هي حرث زوجها يأتيه كما يشاء مثلما حلل له الشرع.
وصرخات "ز. ن" ربما فسرها الجيران فضولًا أنها نتاج لحظات سعادة ومتعة بين زوجين شابين تتأجج بينهما العاطفة والشهوة معاً، لتتغامز عليهما العيون حسداً، بل وربما يتمناها حقداً آخرون، ولكن الحقيقة لا يعلمها سوى هذين الزوجين اللذين أغلق عليهما باب واحد ومن المأمول اجتماعهما فيه سوياً بالروح والجسد، ولكن الواقع أن تلك الصرخات ما كانت إلا نتاج للحظات غير موثقة من جريمة جنسية تتنكر في غلاف شرعي يباركه الجميع، يمارسها الزوج على زوجته "ز.ن" والتي تعرف باسم الاغتصاب الزوجي تلك الجريمة التي يشبع فيها الزوج رغبته عنوة ورغما عن الزوجة وعنفاً ضد كيانها وجسدها وشعورها في آن واحد، وذلكل تحقيق شهوته الجنسية.
"ز.ن" فاض بها الكيل من ذلك الزوج المغتصب فحاولت الشكوى من تلك الجريمة التي تمارس في حقها يومياً على يد الزوج الشره جنسياً، والحيواني الحصول عليه، لتجد الرد أن ذلك حقاً لزوجها ولا يمكنها رفض هذه العلاقة الشرعية على الإطلاق مهما كانت تتم بعنف وقسوة من قبل الزوج مسببً لها آلام نفسية وجسدية لا حصر لها.
ولكون "ز.ن" لم لا يمكنها توثيق لحظات الألم التي تعيشها وحدها على فراش الزوجية من قبل ذلك الزوج المتوحش وإثباتها، وكما أنها لم تجد ملجأ لها ولأطفالها في حال ترك هذا الرجل، فاكتفت بتلك الصرخات المدوية وكتمت بعضها لكي لا تزيد من مسامع الحاقدين حقداً على، والتزمت الصمت، ولكن العمى أصبح هيناً لديها عن المعاشرة الجنسية، لتصبح تعيش لحظات من الموت أثنائها ثم تعود إلى الحياة بعد الانتهاء منها ولكنها صارت حطاماً.
"س.م"هي سيدة ثلاثينة هي الأخرى تعرض هي الأخرى لاغتصاب يومى من زوجها وصل لدرجة أنه أحياناً يفطرها في نهار شهر رمضان كما يجبرها على إفطار بعض النوافل لأنه يريد معاشرتها.
تقول "تزوجته منذ 10 سنوات" وكرهت العلاقة الحميمية من أول لحظة موضحة أن زوجها لا يختار الوقت المناسب الذى يعاشرها فيه، ولا يراعى رغبتها أو حالتها النفسية أو طاقتها التى ضاعت طوال اليوم فى البيت وتربية الأبناء، واصفة العلاقة الجنسية بينها وبين زوجها بكونها أشبه بحلبة المصارعة التى يحاول فيها الرجل إظهار قدرته على التحكم فى المرأة، والانتصار عليها، بينما لا تستطيع المرأة أن ترفض طلب المعاشرة لأن السيدة التى ترفض تلبية رغبة زوجها تظل الملائكة تلعنها طوال الليل- على حد كلامها.
جمال فرويز: الرجل السادي تزداد إثارته بالاغتصاب الزوجي
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أكد أن الاغتصاب الزوجي هو اضطراب نفسي يعاني منه القائم بهذا الفعل، ويرجع أسبابه إلى عوامل كثيرة لعل أبرزها التنشئة الاجتماعية والنفسية والدينية التي نشأ بها هذا الشخص.
وتابع فروزيز أن هناك بعض الأزواج الذين يعانون من الطبع السادي، وهم يشعرون باللذة والمتعة كلما تمنعت الزوجة عن ممارسة العلاقة الحميمية معهم، وبالتالي تكون قمة المتعة ومن ثم الشعور بالنشوة وبعد ذلك القذف في حال قيامهم بالاغتصاب الزوجي في حق زوجاتهم، الذي يتم وسط صرخات الزوجة، وذلك مهما سبب ذلك للزوجة أضراراً جسدية خطيرة و نفسية كذلك لعل أبرزها كرهها لعلاقة الحميمية والنفور من الجنس عموماً، وكذلك الاكتئاب الطويل والخوف والتوتر الدائم.
يتابع فرويز أن كثير من الأسر التي تضررت بناتها على يد أزواجهن بسبب الاغتصاب الزوجي قد جاءوا إلى عيادته، بصحبة الزوج المغتصب نفسه، وذلك للوصول إلى حل لمشكلة تعنيف بناتهم موضحاً أن كثيراً من الزوجات تأتي، وقد تشوهن بعلامات العنف الخارجي، بالإضافة إلى الأضرار الداخلية التناسلية التي تصيبهم بسبب هذا الاغتصاب.
يضيف الخبير النفسي أن في هذه الحال، "أي أن يذهب إليه الزوج المضطرب نفسياً بالاغتصاب الزوجي إلى الطبيب برجليه"، فيكون بذلك علاجه سهلاً وبسيطاً للغاية حسبما أوضح، وقد أثبتت صحة ذلك مع الكثيرين وحققت نتائج مذهلة، ولكنه تابع أن الأمر يتوقف هنا على إمكانية اعتراف الزوج نفسه بفعله مثل هذا الاغتصاب، وجرأته في ذلك فهو أمر صعب أن يعترف به الكثيرين لحساسيته وحفاظاً على صورتهم، وخجلاً منها.
الشيخ أحمد كريمة: نرفض المسمى والرجوع الى الدين هو الحل
الشيخ أحمد كريمة قال لـ"الدستور" إنه يرفض مسمى الاغتصاب الزوجي، موضحاً أن الاسم يسيئ إلى الأمة جميعها، بينما أوضح أن المسمى الحقيقي لهذا الأمر هو إكراه الزوج لزوجته على العلاقة الحميمية دون رغبة منها مستخدماً العنف، وهنا أشار إلى أن ذلك الأمر هو أمر مخالف للشريعة الإسلامية التي حثت على أن تكون المودة والرحمة هي أساس العلاقة الزوجية في كل شيئ فلا يجوز على الإطلاق استخدام العنف بينهما ليس في هذا الأمر فقط ولكن في الحياة الزوجية بأكملها.
وأنهى كريمة حديثه مختصراً أن حل هذه المشكلة يتمثل في الرجوع إلى الدين وصحيحه، والعمل به من كلا من الطرفين "الزوج والزوجة".
عضو المجلس القومي للمرأة: المخدرات وبعض الموروثات السبب
أما الدكتورة رانيا يحيي عضو المجلس القومي للمرأة، لـ"الدستور" إن الاغتصاب الزوجي يعد جريمة في حق الإنسانية جميعها مشيرة إلى أن لا شئ يبرر تعنيف المرأة وضربها من أجل إقامة علاقة هي أقدس العلاقات بين الرجل والمرأة وهي العلاقة الحميمية تلك التي أمر الله أن تكون في إطار من الحب والمودة واللين بين الزوجين.
وتابعت رانيا أن تعاطي بعض الأزواج للمواد المخدرة والمنشطة، يعد واحداً من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، فالزوج هنا يكون تحت تأثير المخدر الذي يفقده السيطرة على تصرفاته ويحوله إلى شخص مجنون يريد أن يلبي غرائزه فقط مهما فعل من تصرفات حيوانية.
كذلك أرجعت رانيا تصرفات بعض للرجال نحو زوجاتهم باغتصابهن جنسياً إلى تدخل بعض العادات والتقاليد التي توارثها هؤلاء"الذكور" باعتبار أن المرأة ليست إلا مجرد آله أو وعاء يفرغ الرجل فيه شهوته فقط دون مراعاة لشعورها ورغباتها النفسية والصحية، ومتطلباتها الجسدية والمعنوية قبل الإقبال على هذه العلاقة الخاصة جداً ومجاراة الرجل فيها بل وتمتعها به وإمتاعه هو الآخ مشيرة إلى أن ذلك الأمر يرجع بالنهاية إلى البيئة المجتمعية التي تربى فيها هذا الزوج، وكذلك إلى ثقافته، وأيضاً إلى تنشئته الدينية.
وأضافت رانيا أن البعض يستند في اللجوء لهذا الاغتصاب إلى حجة أن الزوجة ممتنعة عن إقامة العلاقة الحميمية دون مبرر وبالتالي يجد أن ذلك الاغتصاب هو الحل الوحيد لنيل حقه الشرعي، إلا أن رانيا توضح في هذا الأمر أنه حتى في تلك الحالة لا يحل للزوج أن يغتصب زوجته، موضحة أن الدين لم يأمر الأزواج، بل أنه يكفي عقوبة تنتظر هذه الزوجة ما نص عليه الشريعة بأنها باتت تلعنها الملائكة، أما العقوبة الدنيوية فتكون بترك هذه الزوجة في حال استمرارها في نشوزها، وليس أبداً الحل في اغتصابها.
كما تابعت يحيي أنه مع الأسف جريمة الاغتصاب الزوجي ليس لها عقوبة قانونية، نظراً لكونها جريمة صعبة الإثبات، كما أنه موضوع حساس وشائك تخجل العديد من الزوجات الخوض والبوح به لذا يفضلن الصمت.
وختمت رانيا حديثها مشددة على ضرورة الاهتمام بالتوعية المجتمعية بخطورة الاغتصاب الزوجي على الحياة بين الزوجين، وبالتالي على الأسرة وعلى المجتمع، وذلك من خلال استخدام وسائل التوعية الإعلامية المختلفة، وكذلك التوعية الدينية سواء عن طريق خطب المساجد، ودروس الكنائس بالإضافة إلى زيادة الوعي السلوكيلدى افراد النجتمع بضرورة البعد عن العنف في كل شئ وليس في ذلك الأمر فقط.
نهاد أبو القمصان: جريمة ليس لها عقاب
وفي تصريح للدكتورة نهاد أبو القمصان أوضحت من خلاله، أن الاغتصاب الزوجى يحدث من قبل بعض الرجال الذين لا يعرفون مفهوم الزواج من الأساس، ويتعاملون مع زوجاتهم عموماً بشكل يفتقد إلى الاحترام باعتبارها أداة تستخدم للمصلحة فقط، وليست شريكة حياة.
وتابعت حديثها قائلة "اللى بيغصب مراته بالعافية بمبرر نه دا حلاله هو نفسه المتحرش اللى بيعتدى على الستات فى الشارع بمبرر أن هى الغلطانة مش لابسة على مزاج حضرته وأثارت شهوته هو نفسه اللى لما مراته بتتعب بيرميها بمبرر انه راجل وعنده احتياجات وبنقول عليه قليل الأصل علشان كدا على الأصل دور".
وأوضحت أن الرجال الذين يطلق عليهم "أولاد الأصول" هم في الواقع قد تربوا على عزة النفس والترفع والرقى، فهم يحترمون أنفسهم وكذا الذين يعيشون معهم لذا أكدت على ضرورة حسن اختيار شريك الحياة من البداية.
أما عن السيدات اللواتي يقبلن بإقامة علاقة غصباً، فقد وصفتهن بالسيدات اللواتي يخفن قول لفظ "لا" موضحة أن السيدة التي تقبل بأمر كهذا هي من ليس لها أى عامل قوة تستند عليه، وهي التي تخاف من فكرة الطرد من قبل زوحها الى الشارع، فلا تجد مأوى لها ولأولادها موضحة أنه إذا كان ذلك هو سبب استمرارية العلاقة بين الرجل والزوجة فهذا لا يطلق عليه علاقة زواج، مشيرة إلى أن العلاقة الزوجية المحترمة تبنى على الشراكة والتكافؤ، وهذا حسبما ذكرت يتأتى عندما تشعر المرأة بالحد الأدنى من الثقة بنفسها وتوزان فى القوى مع زوجها.
واحتتمت بأن الزواج علاقة مبنية على الود والاحترام والشراكة "اثنين بيحسوا ببعض وعايزين يسعدوا بعض"متابعة بقولها" لا الراجل المحترم ينفع (يغتصب زوجته) لو هى لا تريد العلاقة فى وقت معين، ولا الست المحترمة ينفع تفضح جوزها (أنه ضعيف جنسيا) إذا كان لا يريد العلاقة في وقت ما أو قصر في ذلك بعض الشئ، مشيرة إلى أن "الاغتصاب الزوجى هو جريمة عنف أخلاقية فى حق كل سيدة ذنبها أنها ضعيفة لأنها صدقت و تنازلت عن حقها فى أن يكون لها كيانها قبل الزواج لكي تستطيع من البداية أن تختار صح.
لا توجد جهة قامت برصد الاغتصاب الزوجي في مصر، سوى المسح الصحي السكاني عام 2014 والذي تم تنفيذه تحت إشراف وزارة الصحة على مستوى كل محافظات البلاد، وقد رصد أن 4% أي نحو (267) من السيدات المتزوجات في عينة البحث، البالغة 6693 سيدة، تعرضن للعنف من أزواجهن بغية ممارسة الجنس عنوة.