رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد ثروت: شخصية «مجنون الأسانسير» فى «بين السما والأرض» استفزتني.. وردود الأفعال فاقت التوقعات (حوار)

تكريم د. محمد الباز
تكريم د. محمد الباز للفنان محمد ثروت
  • "الكوميديا" تراجعت لضعف السيناريوهات وانتهى زمن "النُكتة" و أصبحنا في عصر "الكوميك"
  • الاستاذ سمير غانم "مثلي الاعلى" وعميد كوميديا الارتجال.. وحفزني في طفولتى بمسرحية "فارس وبنى خيبان"
  • انتظر عرض "البعض لا يذهب للمأذون مرتين".. وأعاود تصوير "تماسيح النيل" و "دماغ عالية".. و "اللعبة ٣" مفاجأة
  • فكرة ال ١٥ حلقة تعطي مساحة من الإبداع
  • جلست في معسكر مغلق للتوحد مع شخصية "جلال أبو الوفا".. وزوجتى عانت من نفسيتي 
  • خضعنا لبروفات استمرت لمدة 10 أيام وكانت البروفة تصل 15 ساعة
  • ماندو العدل مُحترف تخطى الصعوبات ووصل للمشاهد حكايات ١٢ شخص من داخل أصغر لوكيشن تصوير "الاسانسير"
  • الموسيقار بليغ حمدي "كلمة السر" في الربط بين إبداعاته وتفاصيل الحلقات
  • "كورونا" سبب تراجع الإيرادات.. وواجب على صناع السينما مواجهة الأزمة 

نجح الفنان محمد ثروت فى جذب الأنظار إليه وإثبات نفسه فى منطقة فنية جديدة عليه تمامًا، وأصبح حديث الجمهور بعد تألقه فى السباق الرمضانى الماضى وظهوره فى شخصية المهندس جلال أبوالوفا، «مجنون الأسانسير»، فى مسلسل «بين السما والأرض».

وكشف «ثروت»، فى ندوة «الدستور»، عن الصعوبات التى واجهته خلال التصوير، والنصائح التى وجهها له المخرج ماندو العدل، الذى راهن عليه فى خوض تجربة جديدة، وتحدث عن مشاركته فى الموسم السينمائى الحالى بفيلمين دفعة واحدة، وكذلك علاقته بالفنان الراحل سمير غانم.

محمد ثروت ومحررة الدستور نرمين مقبل

■ كيف استقبلت ردود الأفعال على مسلسل «بين السما والأرض»؟

- كانت إيجابية للغاية وفاقت التوقعات منذ طرح الفيديو الترويجى للمسلسل، والجميع بدأ يتساءل: كيف يتم تحويل فيلم إلى مسلسل مكون من ١٥ حلقة؟، وما الاختلاف بين قصة الروائى العظيم نجيب محفوظ وأحداث العمل؟، وغيرها الكثير من التساؤلات، وبمجرد عرض الحلقات الأولى جاءت الأصداء جيدة جدًا، خاصة أنه عمل اجتماعى تشويقى أحداثه سريعة ومترابطة ويناقش قضايا اجتماعية وإنسانية كثيرة، ومن هنا تم وضع العمل فى رُكن متميز بين الأعمال الدرامية، لأننا قدمنا للجمهور دراما وإثارة وغموضًا بشكل جديد لم يره فى أى عمل آخر من قبل، وتلقيت العديد من المكالمات والرسائل من نجوم ونقاد ومخرجين كبار يشيدون بأدائى شخصية «جلال أبوالوفا».

■ مَنْ رشحك للدور.. وما الذى جذبك للمشاركة فى المسلسل؟

- رشحنى للدور المخرج ماندو العدل، الذى أثق فى اختياراته وتشرفت بالعمل معه، فهو مخرج محترف ومن عائلة مخضرمة لها باع طويل فى عالم الفن، وبصراحة «اتخضّيت» فى البداية وترددت بينى وبين نفسى فى الموافقة على الدور، خاصة أننى وضعت خطة فى مشوارى الفنى، وكنت أنوى تأجيل أدوار التراجيديا فى الوقت الحالى، إلا أن فكرة إعادة تقديم عمل عن قصة للروائى العظيم نجيب محفوظ جذبتنى للغاية، والمعالجة الدرامية التى كتبها المؤلف إسلام حافظ بحرفية شديدة جعلتنى أتوقف أمام التجربة، ووجدتها تختلف تمامًا عن الفيلم، لأنه برع فى طرح ومناقشة العديد من القضايا الاجتماعية.

 

ندوة محمد ثروت بالدستور

■ ما الصعوبات التى واجهتك أثناء التحضير لشخصية «مجنون الأسانسير»؟

- شخصية جلال أبوالوفا كانت بمثابة تحدٍ لى ومغامرة فى نفس الوقت، للانتقال بين التراجيديا والكوميديا فى التكوين الأساسى للشخصية، لذا تم عقد عدة جلسات عمل مع المخرج ماندو العدل، «واشتغلت على نفسى كتير» من خلال معسكر مغلق فى منزلى كى أتوحد مع الشخصية التى احتاجت إلى دراسة قوية لكى أفهم أبعادها، وتحضيرات وقراءة عميقة ومعايشة لمعرفة كل ما يتعلق بها، وبالتالى بذلت مجهودًا شاقًا لتقديمها بشكل يقنع الجمهور وتنال إعجابه، وهنا أسجل عرفانى لـ«منى» زوجتى، لتحمُّلها لى طوال فترة التحضير والتصوير، لأننى كنت أتواجد فى البيت بهيئة ومعاناة جلال أبوالوفا.

وأكثر المشاهد صعوبة بالنسبة لى تمثل فى مشهدين، الأول وفاة عم «شاكر»، الذى جسده بعبقرية الفنان أحمد بدير، فقد تأثرت كثيرًا، ولا أبالغ فى مشاعرى، بإحساس الفقد، وتذكرت حينها وفاة والدى ولم تتوقف دموعى حتى بعد انتهاء المشهد، والمشهد الثانى هو مشهد المواجهة بينى وبين الفنان عمرو صالح، الذى رفعت عليه السكين، خاصة أنه تسبب فى تدمير حياتى، باعتباره نجل صاحب الشركة الذى سرق فكرتى الهندسية خلال الأحداث وأدخلنى مستشفى الأمراض العقلية، فقد تأثرت كثيرًا خلال التصوير وتخيلت نفسى «جلال» فى الحقيقة، وشعرت بقهرته وبكيت بحُرقة شديدة فى المشهدين، وتأثرت كثيرًا بالشخصية وتفاصيلها، واحتضننى فريق العمل بعدهما، وحاولوا إخراجى من الحالة النفسية السيئة التى تعرضت لها بسبب مرارة الأحداث.

■ هل توقعت هذا النجاح الكبير لشخصية جلال أبوالوفا والمسلسل بشكل عام؟

- الشخصية مميزة وقريبة إلى قلبى جدًا من بين كل الشخصيات التى قدمتها، وأعتبرها علامة فارقة فى مشوارى الفنى، على الرغم من أننى أخرجت خلالها مهارات تمثيلية أرهقتنى ذهنيًا ونفسيًا، وكان هناك هدف واحد بين فريق العمل هو أن نحترم عقلية المشاهد، وبالفعل حدثت حالة رهيبة من التناغم التمثيلى بين فريق العمل كله، الذى توقع تقديم شىء هادف يجذب الجمهور من أول حلقة ويتوافر فيه جميع عناصر النجاح، لكن هذا الصدى الساحق المميز لم يتوقعه أحد، خاصة أن الجمهور فى النهاية هو الذى يقرر إذا كان العمل جيدًا أم لا.

 

ندوة محمد ثروت بالدستور

■ ألم تتخوف من تقديم مسلسل من ١٥ حلقة فى رمضان؟

- إطلاقًا.. الفكرة عبقرية ومتميزة جدًا، وتعطى مؤلف ومخرج العمل مساحة من الحرية والإبداع دون الاضطرار لوضع خطوط فرعية كثيرة لملء الأحداث، وتلك الفكرة تميز العمل بالإيقاع السريع، وتبعد الكتابة الدرامية عن المط والتطويل، ما تتسبب فى خلق إطار تشويقى مميز يجعل المشاهد يتلهف لمتابعة العمل حلقة بعد أخرى، وأتمنى تواجد هذه النوعية من الأعمال طوال العام وعودة فكرة السباعيات الدرامية من جديد على شاشة التليفزيون بعد نجاحها على المنصات الإلكترونية.

■ما الجديد لديك سينمائيًا خلال الفترة المقبلة؟

- أشارك فى ٣ أفلام جديدة لصناع ونجوم كبار، وأنتظر عرض فيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» مع النجم كريم عبدالعزيز، الذى أتشرف بتكرار التعاون معه بعد فيلم «ولاد العم» للمخرج الكبير شريف عرفة، والفيلم تدور أحداثه فى إطار اجتماعى كوميدى، ويشارك فيه: غادة عادل ودينا الشربينى وأحمد حلاوة، ومن تأليف أيمن وتار، وإخراج خالد الحلفاوى.

كما أستعد لاستئناف تصوير فيلم «تماسيح النيل» للمخرج سامح عبدالعزيز، واستكمال تصوير فيلم «دماغ عالية» مع الفنان أحمد فهمى وروبى، وقيادة المخرج أحمد الجندى، واللذين توقف تصويرهما الفترة الماضية بسبب انشغال الجميع بدراما رمضان.

■ كيف رأيت المنافسة خلال الموسم الدرامى الرمضانى؟

- كانت شرسة جدًا لتنوع الأعمال بين الوطنية والاجتماعية والتراجيدية وغيرها، ولفت انتباهى عودة الثنائيات، ومعظم المسلسلات هذا العام كان يناقش قضايا مهمة تسهم فى بناء جيل جديد، كما أتاح الفرصة لمشاركة الوجوه الشابة فى الأعمال، سواء على مستوى الصناعة أو التمثيل، وهو ما يشير إلى أن مصر ولّادة دائمًا بالمبدعين.

 

ندوة محمد ثروت بالدستور

■ ما آخر تطورات مسلسل «اللعبة ٣»؟

- نضع حاليًا اللمسات النهائية لانطلاق التصوير، وعرضه فى أقرب وقت، ومن المقرر أن يحمل اسم «اللعبة ٣.. اللعب مع الكبار»، ونعد الجمهور بتقديم مفاجآت كثيرة تليق بحجم نجاح الجزءين الأول والثانى، مع النجمين شيكو وهشام ماجد، وسيشارك خلاله نخبة كبيرة من النجوم وضيوف الشرف.

■ على الصعيد السينمائى.. كيف ترى مشاركتك حاليًا بفيلمين فى موسم واحد؟

- لم أشعر بأى قلق فى طرح فيلمى «ديدو» و«أحمد نوتردام» فى موسم واحد، بل أعتبر نفسى الأوفر حظًا فى الموسم، وأراه توفيقًا من الله، عز وجل، لأنى تواجدت فى فيلمين تصدرا شباك التذاكر وحققا إيرادات ضخمة وسط جائحة كورونا، أما مسألة توقيت طرح الأفلام فى موعد محدد فليست من اختصاصى، وإنما هناك شركات إنتاج وتوزيع تحدد الوقت المناسب لطرح الفيلم الذى تقف على إنتاجه.

■ لكن هناك تراجعًا وضعفًا فى الإيرادات.. أليس كذلك؟

- طرح الفيلم فى الوقت الحالى أصبح مغامرة، كما أن الشعب المصرى أصبح أكثر وعيًا مع خفض السعة الاستيعابية لدور العرض والإغلاق الجزئى للسينمات، فضلًا عن ارتفاع سعر تذكرة السينما، كل هذه الظروف أثرت بالسلب على صناعة السينما بشكل عام، ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى العالم كله.

 

ندوة محمد ثروت بالدستور

■ ما السبب وراء تراجع الأعمال الكوميدية فى الوقت الراهن؟

- الفن الكوميدى فى حالة تردٍ حاليًا، لذلك الشخص الموهوب هو المُرتجل فى أعماله، والسبب وراء ذلك هو عدم وجود أشخاص مؤهلين لكتابة السيناريو الكوميدى الجيد وخريجى أكاديميات ومعاهد وجامعات متخصصين، والكوميديا مدارس؛ منها السوداء والموقف والمستقلة، وكل منها يتطلب حبكة خاصة فى الكتابة، كما أن عدم التفرقة بين الكوميديا والاستخفاف سبب رئيسى وراء اتجاه معظم شركات الإنتاج نحو أعمال الأكشن أو الاجتماعى، وواجب على صناع الكوميديا التركيز على إطار الإفيهات المطروحة للمشاهدين، خاصة أن الشعب المصرى معروف بخفة دمه ومهمة إضحاكه ليست بالسهلة، وزمن النُكتة انتهى وأصبحنا فى زمن «الكوميك».

■ هل أصبح الارتجال مهنة الكوميديان بسبب ضعف السيناريوهات المكتوبة؟

- بالتأكيد، الكوميديان يلجأ للارتجال إذا وجد النص خاليًا من الضحك، ويؤدى أيضًا دور الكاتب أثناء التصوير مستحضرًا كوميديا الموقف، وأحيانًا يتعاون مع المخرج فى ذلك ومع فريق العمل إذا لزم الأمر.

■ أخيرًا.. ماذا تقول بعد رحيل مثلك الأعلى الفنان الكبير سمير غانم؟

- مصر والعالم العربى كله حزين ومتأثر برحيل الأستاذ سمير غانم، عميد كوميديا الارتجال والإكسسوار، وصاحب مدرسة من أهم المدارس الكوميدية فى تاريخ الفن المصرى والعربى.

«للأسف أبويا التانى مات وحسيت إن ضهرى فى الوسط الفنى اتكسر برحيل هذا الرجل العظيم، الذى كان السبب الرئيسى فى تغيير تفكيرى وطموحاتى وكأنه سحرنى برشاقة أدائه وخفة دمه المميزة جدًا».