في تصريح خاص للدستور
الأب بولس ساتي: زيارة البابا فرنسيس للعراق لفتت أنظار العالم
تحدث الأب بولس ساتي المدبر البطريركي للكنيسة الكلدانية في مصر، عن ثمار زيارة البابا فرنسيس إلى العراق في مارس 2021.
وقال لـ"الدستور": "تعتبر تلك أول زيارة حبرية إلى العراق، بعدما تسبب الأمريكان في منع زيارة البابا جون بول إلى العراق، فالبابا فرنسيس بابا له كاريزما، لايقدرون على منعه، كما أنه يجب على أمريكا أن تحرص على تطبيق قواعد حقوق الإنسان التي لطالما نادت بها".
وأضاف: "قام البابا بزيارة 7 أماكن فزار في سبيل الحوار الديني النجف ومقر الشيخ السيستاني ومنطقة اور الكلدانين ومنزل أبراهيم أبو الآباء، وقدس قداسين، فكان البابا فرنسيس أول حبر أعظم يصلي القداس بالطقس الكلداني في كاتدرائية ماريوسف ببغداد، بينما صلى بالطقس اللاتيني في إربيل، وعمل لقاءات روحية، أعطت دافع للعيش المشترك للعراق الفسيفسائي، وترجم تلك الوثيقة للواقع بلقاءه كل أطياف العراق".
وتابع: "تلك الزيارة أعطت نظرة مُختلفة للعراق، وحولت نظر المجتمع العالمي إليه، وإنه بلد لا يزال فيه أمل وواقف على قدميه، ووحد بين الشعب العراقي بأكمله".
وأما عن الكنيسة الكلدانية وتاريخها بمصر قال: "الكنيسة الكلدانية تعتبر من أقدم الكنائس بصورة عامة، وتُسمى بكنيسة المشرق، وسُميت بذلك لكونها كانت تقع شرق الإمبراطورية الرومانية، مع مراعاة أن العراق "بلاد ما بين النهرين"، كانت تحت سُلطة الفرس "ايران" حينما انتشرت بها المسيحية، ومن حينها انتشرت في بلدان مُتعددة، من سواحل اليابان وحتى جزيرة قبرص".
وأضاف: "وصل الكلدان إلى مصر، في القرن الثامن عشر؛ وكان انتقال العراقيين إلى مصر، لا سيما التُجار والمستثمرين منهم، سببًا قويًا لانتقال الكنيسة إليها، والمُتابع للتاريخ يلحظ أن التوافد على مصر كان قويًا على مراحل أولاها فترة الازدهار الاقتصادي بمصر، على يد مُحمد علي الكبير، مؤسس مصر الحديثة، ثم أتت حقبة الحرب العالمية الأولى، وتوابعها، حيث أتى العديد من الكلدانيين إلى مصر".
وتابع: "وهنا يجب أن نُشير إلى أنه بدءا من الجيل الرابع لأولئك المستقرين بمصر من الكلدان، فهم مصريون حقًا وليسوا أجانب، فالكنائس الشرقية بشكل عام "مُصّرت" في مصر، بسبب الزواج والمُصاهرة".