متى بنى الجامع الأزهر في مصر؟.. مراحل التطوير والترميم على مر العصور
تصدر سؤال متى بنى الجامع الأزهر في مصر؟ محركات البحث خلال هذه الساعات، بعد أن طرحته الفنانة المغربية رزان في برنامج المسابقات "مهيب ورزان" على قناة إم بي سي مصر، لذا يرغب الكثير من المشاهدين في معرفة التاريخ حتى يحصلوا على الجائزة التي خصصتها للسؤال بقيمة 100 ألف جنيه.
"الدستور" خلال السطور القادمة تجيب على السؤال الذي تصدر مؤشرات البحث هذه الفترة، من خلال رصد تاريخ بناء الجامع الأزهر في مصر ومراحل تطويره وترميمه على مر العصور.
متى بنى الجامع الأزهر في مصر؟
متى بنى الجامع الأزهر في مصر؟ يعد الجامع الأزهر أول عمل معماري أقامه الفاطميون في مصر، وأول مسجد أنشئ في مدينة القاهرة التي أسسها جوهر الصقلي لتكون عاصمة للدولة الفاطمية، وبدأ جوهر في إنشائه في (24 من جمادى الأولى 359 هـ = 4 من إبريل 970م)، ولما تم بناؤه افتتح للصلاة في (7 من رمضان 361 هـ = 22 من يونيو 971م).
ولم يكن يُعرف منذ إنشائه بالجامع الأزهر، وإنما أطلق عليه اسم جامع القاهرة، وظلت هذه التسمية غالبة عاليه معظم سنوات الحكم الفاطمي، ثم توارى هذا الاسم واستأثر اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يعرف بالجامع الأزهر، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر، وغدا من أشهر المؤسسات الإسلامية على وجه الأرض.
الهدف من بناء الجامع الأزهر
وكان الهدف من بنائه دراسة العلوم الإسلامية الفلسفية فنهج جوهر عند إنشائه هذا المنهج نظام جامعي ابن طولون وعمرو بن العاص في عصره.
الجامع الأزهر في العصر الفاطمي
اتسمت العمارة في العصر الفاطمي غاية في الجمال والروعة، وكانت تتسم بالإبداع والاتقان، وكان الفاطميون عند بنائهم للجامع الأزهر متأثرين ببلاد المغرب والأندلس وبمسجد عقبة بالقيروان تحديداً.
كان الجامع يحتوي على محل مسقوف يسمى بالمقصورة والمقصورة، كما بناها جوهر تنقسم إلى قسمين المقصورة الأصلية الكبيرة التي أنشأها وتتكون من 76 عمودا من المرمر الأبيض، والمقصورة الجديدة قام بإنشائها الأمير عبدالرحمن كتخدا وتتكون من خمسين عموداً من الرخام.
وكان بالمسجد 10 محاريب ولم يبق منها سوي 6 محاريب ، وللجامع 9 أبواب أشهرها باب المزينين، وكان يوجد "ميقاتي" ليحدد مواعيد الصلاة للمؤذنين. وكان المنبر يوضع في حجرة خاصة به ويجر علي عجل ليحمل في صلاة الجمعة والعيدين وكانت فوق المنبر قبة مكتوب عليها.
وفي عهد الحاكم أمر ببعض البنايات بالجامع، وإضافة بعض النقوش والزخارف وأنشأ للمسجد محراباً خشبياً جديداً ومتنقلاً.
الجامع الأزهر في العهد الأيوبي
تقل صلاح الدين الأيوبي من محراب الجامع الأزهر المنطقة الفضية التي كان وزنها حوالي خمسة آلاف درهم نقرة، ولكن رغم هذا فالجامع قد شملته بعض الزيادات عام 1193 علي يد محتسب القاهرة الذي أزال ما حوله من بيوت ومباني، وظل الأزهر مركزا لتدريس فقه اللغة العربية، ومكاناً للتعليم طوال هذه الفترة.
الجامع الأزهر في عهد المماليك
وتمتع الجامع الأزهر في عهد المماليك بالعديد من الترميمات والتوسيعات والإضافات التي تمت داخله، ففي عهد المماليك البحرية كان للسلطان بيبرس فقد قام بتعمير الجامع الأزهر وعمل له منبراً جديداً وأتم تجديده وفي عهد المماليك الشراكسة وضع الأمير الطواشي بهارد حجراً رخامياً علي الباب الكبير نقش عليه وقفيته.
وفي عهد السلطان "قلاوون" عام 1340 بني الأمير علاء الدين أقبغا عبدالواحد الذي كان استادارا المدرسة الأقبغاوية التي "مكانها الآن مكتبة الجامع الأزهر" والتي تعتبر مبني ملحقاً بالجامع الأزهر مقابلاً للمدرسة الطيبرسية؛ لتكون مدرسة وكانت لها نوافذ تطل علي صحن الجامع، وعًني المماليك بإنشاء الأروقة لتضم الطلاب الوافدين من مختلف العالم الإسلامي.
وفي عهد الملك الأشرف "برسباي" أنشأ الأمير جوهر الفنقبائي الخازاندار المدرسة الجوهرية التي كانت تتكون من أربعة إيوانات وكانت تقع قرب باب السر بالجامع الأزهر ناصية الطرف الشرقي البحري للإيوان الشرقي الجامع.
وفي سنة 1302 هدمت بعض أجزاء من الجامع نتيجة لتعرضه لزلزال اجتاح مصر فأمر الأمير ( سلار) من دولة المماليك البحرية بإعادة بناء هذا هذا الجامع الشريف وعمارته بالزخازف الجصية علي الطراز الأندلسي ، وفي عام 1361 أزيلت من الجامع كحركة توسعية له بعض المقاصير والصناديق والخزائن التي كانت تزحم الجامع فتوسع من الداخل وأنشئ به سبيل وكتاب علي الباب القبلي.
وفي عام 1359 أمر السلطان الحسن الأمير طلي جدران الجامع الأزهر باللون الأبيض وبني خزاناً للمياه وسبيلاً ، وبني فوق الجامع حجرة للأيتام الذين يتعلمون القرآن ومطبخاً .وأثثت المفروشات بالجامع وأنشئت أروقة الفقه الحنفي قبل أن يتولي المماليك البرجية حكم مصر.وفي عام 1340 بنيت ميضأة جديدة ثم بني بعدها عام 1408 ميضأة أخري.
متى بنى الجامع الأزهر في مصر؟
وفي عام 1446 لمعت أعمدة الجامع الأزهر وجددت ودهنت جدرانه وفي عام 1496 بني السلطان " قايتباي" بوابة بين المدرسة الطيبرسية والاقبغاوية عند نهاية مدخل الجامع ، وفي عام 1753 أنشأ الأمير عبدالرحمن كتخدا المقصورة الجديدة بالجامع الأزهروتتكون من خمسين عموداً من الرخام خلف المحراب القديم واتسع في عهده الجامع النصف، كما أنشأ الباب العمومي المزدوج للجامع حيث كان علي يمينه المدرسة الطيبرسية والرواق العباسي ، وعلي يساره المدرسة الاقبغاوية ومكتبة الأزهر.
الجامع الأزهر في العصر العثماني
وخلال العصر العثماني فقد تمت إضافات للجامع الأزهر حيث أنشأ الوزير أحمد باشا مزولتين من الرخام للجامع واحدة علي الوجهة الغربية للصحن والأخري كانت علي سطح المسجد.
وفي عام 1735 أنشئت زاوية للعميان ليتدرسوا بها وأنشأها الأمير عبدالرحمن كتخدا خارج الجامع وبها محراب ومضيأة ومغطس وكانت قاصرة علي العميان ولكن هدمت تلك الزاوية.
كما قام عبدالرحمن كتخدا بإنشاء ثلاث بوابات للجامع باب المزينين والصعايدة، والشروبة، وأضاف كتخدا عدة أروقة، فضلا عن تجديده خلال الفترة العثمانية، وأضاف كتخدا أيضا قاعة صلاة إضافية جنوب القاعة الفاطمية الأصلية، مع محراب إضافي، لمضاعفة مساحة قاعة الصلاة الإجمالية.
الجامع الأزهر في العصر الحالي
المدخل الرئيسي الحالي إلى المسجد هو باب المزينين، والذي يؤدي إلى فناء من الرخام الأبيض في الجهة المقابلة من قاعة الصلاة الرئيسية، إلى الشمال الشرقي من باب المزينين، نجد الفناء المحيط بواجهة المدرسة الأقبغاوية؛ وفي جنوب غرب نهاية الفناء نجد المدرسة الطيبرسية، ومباشرة عبر الفناء من مدخل باب المزينين نجد باب الجندي (بوابة قايتباي)، الذي بني عام 1495، ويقف فوق مئذنة قايتباي، ومن خلال هذه البوابة نجد موقع باحة قاعة الصلاة.
أكبر عملية ترميم وتطوير في تاريخ الجامع الأزهر
تمت تنفيذ أعمال الترميم عن طريق منحة من الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز بواقع 30 مليون جنيه لترميم الجامع فقط عن طريق شركة بن لادن السعودية، حيث تم تجديد منبر الجامع الأزهر الشريف وطلائه بطلاء مذهب، بالإضافة إلي استخدام أرضيات رخامية مثل الموجودة فى الحرم المكى إضافة لفرش المسجد بنوع فاخر من الماكيت واستبدل من الأحمر إلى الأزرق.
شهدت أعمال الترميم الواجهات الحجرية الخارجية والداخلية وترميم الزخارف الإسلامية والنقوش والأسقف والنوافذ الخشبية والمشربيات، ورممت مآذن الجامع وأعمال الإضاءة الخارجية والداخلية وأعمال مقاومة الحريق وأعمال النقل التليفزيونى وتأهيل السور الخارجى وإعادة تنسيق الموقع الخارجى وإعادة إنشاء مبنى دورات المياه.
وشملت عملية الترميم تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع الأزهر بشكل كامل، بما فى ذلك الأرضيات والفرش وشبكات الإضاءة والمياه والصرف والإطفاء والتهوية والصوت، وفقًا لأحدث المعايير العالمية، وبخامات تماثل المستخدمة فى الحرم المكى.
متى بنى الجامع الأزهر في مصر؟.. عرضناه في السطور السابقة، حيث تميزت عملية الترميم الجديدة، بمراعاة الطبيعة الأثرية للجامع، حيث تمت جميع الخطوات تحت الإشراف الكامل لوزارة الآثار، كما جرى توثيق جميع مراحل الترميم، بحيث أصبح هناك ملف شامل لكل حجر وركن وزاوية داخل المسجد، يتضمن وضعها قبل وخلال وبعد عملية الترميم.
اقرأ أيضًا: