في الجمعة العظيمة.. الكنيسة تتذكر محاكمة المسيح أمام اليهود
«ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه»، بهذه الآيات تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بالجمعة العظيمة التى دارت أحداثها حول صلب المسيح، ومحاكمته أمام بيلاطس البنطي، وهيرودس، وأمام حنانيا وقيافا رؤساء الكهنة، والتى بدأت منذ تسليم يهوذا وبيعه بثلاثين من الفضة إلى الحكم عليه من قبل «بيلاطس» والذي كان يقضي الأعياد في أورشليم، ويميل إلى تبرئته، ولكن حكم عليه تحت تأثير اليهود.
وتمت محاكمة المسيح دينيًا ومدنيًا، دينيًا أمام حنان وقيافا، ومدنيًا أمام هيرودس وبيلاطس،والذي كان يميل لتبرئه المسيح ولكنه حكم ضده تحت تأثير اليهود، ويوحنا يميز بدقة ما دار في المحاكمات الدينية وقدر العلماء وقوف المسيح أمام حنان حوالي الساعة الثانية صباحًا.
ومرحلة المحاكمات التي انتهت بالصلب، وتعرض المسيح لنوعين من المحاكمات، الأوّل هو المحاكمات الدينية، والثاني هو المحاكمات المدنية.
وبدأت المحاكمات الدينية بالفحص المبدئي أمام «حنانيا»، بمقر رئيس الكهنة، والمحاكمة الثانية كانت امام «قيافا» في نفس الموضع، حيث تم انكار واقعة بطرس للمسيح وهي ضمن الوقائع الاشهر في مسيرة الصلب، وأخيرًا محاكمة مجلس السنهدريم للمسيح بالهيكل.
أما المحاكمات المدنية للمسيح، جاءت الاولى أمام بيلاطس الروماني، في قلعة أنطونيا، والثانية أمام «هيرودس» في القصر الاسموني، والثالثة في قلعة أنطونيا وأمام «بيلاطس» مجددًا وتعتبر تلك المحاكمة هي التي شهدت تخير اليهود بين المسيح وبابارس المجرم، والحكم على المسيح بالجلد 39 جلدة على ظهره، ومحاولات «بيلاطس» للإفراج عن المسيح ورفض اليهود ذلك، بالإضافة إلى الحكم على المسيح بالصلب، وانتحار يهوذا الاسخريوطي شنقًا.
وكان «بيلاطس» كان يقيم في قيصرية شمال أورشليم، وفي الأعياد الكبرى كان يتواجد في أورشليم ليخمد أي ثورة أو فتنة وسط التجمعات في الأعياد.
وكان اليهود لم يكن لهم سلطان على تنفيذ حكم الموت، فهذا من اختصاص الوالي الروماني ولأن الوالي لن يحكم على المسيح بالموت بسبب تهمة دينية، تشاوروا ليقدموه بتهمة أخرى وهي الادعاء بأن المسيح يقاوم قيصر، وكانت خطتهم أن يصلب فهذه هي العقوبة الرومانية، و«باراباس» كان محكومًا عليه بالصلب فأخذ المسيح عقوبته، رمزًا لأنه حمل عقوبة الموت المحكوم بها علينا.
وكانت إجابات السيد المسيح لـ «بيلاطس» مقتضبة للغاية، في الحدود التي يكشف فيها له عن الحق فلا يكون له عذرا، وعندئذ توقف عن الكلام سواء مع القادة الدينيين أو الوالي إذ لم يرد أن يدافع عن نفسه، وهو لو أراد لأمكنه، ولكنه لم يكن محتاجًا إلي هذه الشهادة والدفاع عنه.