الطريقة القادرية بالمغرب تنظيم ليلة الوصال رقم 50
أكدت مؤسسة الملتقى التي يرأسها الدكتور منير القادري، ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، تنظيم الليلة الرقمية الخمسين، مساء اليوم السبت 24 أبريل الجاري، بشراكة مع مؤسسة الجمال، في إطار فعاليات ليالي الوصال «ذكر وفكر في زمن كورونا».
وكما هو شأن الليالي الرقمية السابقة، واعتبارًا للإجراءات الاحترازية المتخذة في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، سيتم بث أطوارها عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى.
ومن المقرر أن يتم بث حصة من الذكر مباشرة من الزاوية الأم بمذاغ، الكائنة بنواحي إقليم بركان، الجهة الشرقية بالمملكة المغربية.
ووفق الجهة المشرفة على تنظيم هذه الأمسية الروحية والعلمية الخمسين، من المرتقب أن تعرف حضور مجموعة من العلماء والمثقفين، بمداخلات علمية بلغات مختلفة، إضافة إلى عرض شهادات حية لمريدي الطريقة من جنسيات عالمية حول تجربتهم الصوفية والتربية الإحسانية التي يتلقونها في الطريقة القادرية البودشيشية، كما ينتظر مشاركة مجموعة من المنشدين والمادحين المتألقين من داخل المغرب وخارجه، إلى جانب فقرات أخرى متنوعة، وتجدر الإشارة إلى أن البث الحي سينطلق ابتداء من الساعة 20:50 بتوقيت جرينتش.
ومن بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب، الشيخ سيدي المختار بن محي الدين (ت 1914)، والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955)، الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.
وقد تابع بعده هذه الوظيفة التربوية كل من سيدي الحاج العباس، ثم ابنه سيدي حمزة، و سيدي جمال باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين، وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارًا متميزًا.
و قبيل وفاة سيدي أبي مدين سنة 1955، أبلغ سيدي العباس أنه وارثه، وقد كان هذا الأخير مثالا للتواضع ونكران الذات فلم يعلن هذا الأمر، واستمر في خدمته للطريق سنوات، إلى أن اضطر إلى الاضطلاع بمهام ومقتضيات المشيخة.
وقد كان سيدي حمزة ابن العباس مؤهلًا ومأذونًا من قبل سيدي أبي مدين للقيام بمهام التربية والإرشاد، كما أكد ذلك والده سيدي العباس، إلا أنه بقي مريدًا لوالده تأدبًا معه وامتثالًا لإشارته في إخفاء الأمر حتى يحين وقته، وبعد وفاة سيدي العباس سنة 197، أصبح سيدي حمزة شيخ الطريقة المربي كما نصَّت على ذلك وصية سيدي العباس المكتوبة والموقع عليها من قبل كبار الطريق آنذاك.