كحرائق القرون الوسطى
علي سليم لـ«الدستور»: صلاح جاهين ألهب عقلي برباعياته
في إطار تأثيرات الشاعر الكبير صلاح جاهين على الشعراء الشباب، الشاعر الشاب على سليم الفائز في العام الماضي بالقائمة القصيرة لجائزة ساويرس (أحمد فؤاد نجم) لشعر العامية، يجيب "الدستور" عن سؤال: هل تعتبر صلاح جاهين أحد كفلاءك في الشعر اليوم؟
قال الشاعر على سليم في تصريحاته لـ"الدستور": (تفتح وعي كشاعر على تجارب الكبار أمثال بيرم التونسي وعبد الرحمن الأبنودي وفؤاد حداد وصلاح جاهين وسيد حجاب، وكان ولا زال كفيلي الأساسي هو "العم نجم" عاصرته وتعايشت معه حقيقة وخيالا وتعلمت منه الكثير ولكن مع مرور الوقت اكتشفت كفيل أخر، ففي صباح أحد الأيام السكندرية المشمسه استقليت سيارة أجرة من الطراز القديم الذي عفى عليه الزمن، وكان السائق العجوز يستمع إلى موجات إذعة الأغاني وأنا لا أبالي ثم انتبهت لصوت يخطف القلب والعقل في آن معا وتوقف الزمن حين شدا:
(وقفت ساعة الصبح بغسل سناني\ قالت لي شايف قوتي ولمعاني\ ايش تطلب اليوم مني ضحكة أسد\ ولا ابتسامة إعلانات أمريكاني\ وعجبي) و(في يوم صحيت شاعر براحة وصفا\ الهم زال والحزن راح واختفي\ خدني العجب وسألت روحي سؤال\ أنا مت؟ ولا وصلت للفلسفة\ وعجبي).
وأضاف الشاعر الشاب على سليم في ذات السياق: (اندهشت واتقدت جوارحي انتباها حيث ألهب العم صلاح جاهين في عقلي حرائق القرون الوسطى أجمع، أمسكت برأسي حتى أتحكم بما يحدث داخلها لكني لم أستطع، خرج الموقف عن السيطرة، كيف لهذا الرجل أن يمتلك تلك الأدوات ليؤرخ دهورا كاملة في رباعية بسيطة في تركيبتها ولكن عمقها الفلسفي المدهش يجعلك تقرأها مرارا وتكرارا، بإختصار شديد العم صلاح جاهين بالنسبة لي هو من أرثى قواعد قصيدة العامية المصرية، الفلسفية المغايرة بالإضافة إلى تلك القذائف الرباعية المكثفة، ويبقي السؤال: كيف لهذا المستنير أن يموت مكتئبا؟!).