«جورج»: جائحة كورونا حرمتني من الإفطار مع جاري «حسن»
«جورج» و«حسن» على مائدة إفطار واحدة في رمضان.. «فيها حاجة حلوة»
اعتاد بعض المسيحيين على مشاركة المسلمين صيام شهر رمضان المبارك وتعليق الزينة تعزيزاً لمشاعر الود والمحبة بين أبناء الشعب الواحد، الذي يتشارك الأفراح والأتراح.
جورج: أصوم الشهر كاملاً
يقول جورج عيّاد، المقيم في حي السكاكيني بالقاهرة، إنَّه اعتاد مشاركة إخوانه المسلمين صيام شهر رمضان.
ويضيف «عياد»: «أشعر في شهر رمضان بالبركة تحل علينا كلنا، وبحس إنّه عيد للكل مش للمسلمين بس»، لافتاً إلى أنَّه يصوم طوال أيام الشهر الفضيل وتجهيز مائدة الإفطار مع جاره «حسن».
ويتابع: «لولا انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) هذا العام لكنا اجتمعنا معاً على الإفطار كما في الأعوام السابقة، لكننا وجدنا حيلة نتشارك بها فرحة الشهر الفضيل وهي تبادل وجبات الطعام لعدم الاختلاط ومراعاة للإجراءات الاحترازية.. كل واحد عمل صنف ويبعت منه للتاني».
واختتم «عيّاد» حديثه قائلاً إنَّ هذه المظاهر الحقيقية التي تعكس الوحدة الوطنية لا نجدها سوى في مصر بلد السلام والحب التي اجتمع أهلها على التدين الحقيقي، الذي يرفض كل أشكال التعصب.
«أم عصام»: مصر لا تعرف فرقاً بين مسلم ومسيحي
أما فتحية سمير أو «أم عصام» كما يحلو لها أن يناديها الناس، فهي ربة منزل تبلغ من العمر 56 عاماً تقطن في حي مصر القديمة منذ 30 عاماً.
تقول «السيدة فتحية» إنَّ مصر لا تعرف فرقاً بين مسلم ومسيحي، موضحةً أنَّ كل مَن يريد التأكد من هذه المعلومة يستطيع أن يطالع مظاهر الوحدة التي تجمع بين أبناء الشعب الواحد من مسلمين ومسيحيين طوال شهر رمضان الكريم.
وتضيف: «في الشارع تمشي تلاقي المسيحي يراعي شعور المسلم ويتحرج حتى ياكل قدامه رغم إنه من حقه».
وتتابع «أم عصام» أنَّ لها كثير من الصديقات والجارات المسيحيات اللائي لا يتركونها تفطر شهر رمضان وحدها فيعزمونها على الإفطار أو يرسلون إليها طعاماً وقت الإفطار، وكذلك بعض الحلوى الرمضانية، خصوصاً بعد أن توفي زوجها.
عالم أزهري: وحدة المصريين حقيقية لا تقوم على الشعارات
الشيخ ربيع محمد، أحد علماء الأزهر الشريف، يقول لـ«الدستور» إنَّ مظاهر الوحدة الحقيقية غير القائمة على الشعارات ليست جديدة على مصر، فهي دائماً بمسلميها ومسيحيها «وحدة واحدة» تظهر معادنهم بالمواقف الصعبة والمناسبات الروحانية مثل مناسبة شهر رمضان الكريم.
ويشير إلى أنَّ مصر بأبنائها بجميع طوائفهم ستظل وتبقى هكذا دائماً، البلد الذي ذكر في القرآن الكريم، والتي مر على أرضها رسل الأديان السماوية وسيظل أبنائها متلاحمون إلى يوم الدين.