رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القبعات الخضراء» تتدرب فى صربيا

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية الخاصة

وصلت وحدة من القوات الأمريكية الخاصة، المعروفة باسم قوات القبعات الخضراء، إلى صربيا للمشاركة في مهمة تدريب مع وحدات مكافحة الإرهاب الصربية خلال شهر مارس الجاري ولمدة شهر واحد.
وقال الميجور جنرال ديفيد تابور قائد العمليات الخاصة الأمريكية في أوروبا، إن صربيا تقع عند مفترق طرق، لذلك فهي نقطة معرضة للخطر بالنسبة لأوروبا كلها، بحسب بيان للقيادة الأوروبية للجيش الأمريكي في شتوتجارت الألمانية.
وأعرب "تابور" عن رغبته في أن تشارك قواته بشكل أكبر في دول البلقان مستقبلًا، إذ تعتبر صربيًا جزءًا أساسيًا من تلك الجهود، مضيفًا أن نقاط الاشتعال موجودة في كل مكان، وهناك تاريخ طويل مليء بالكثير من الذكريات.
ويرى "تابور" أن نفوذ الصين في صربيا وأماكن أخرى في المنطقة يعتمد على الاقتصاد، وهو ما يمثل مصدر قلق لواشنطن، حيث إن صربيا، وهي دولة محايدة تقع في "جوار صعب"، واجهت تاريخيًا العديد من أحداث "الشد والجذب" بين القوى الكبرى في الشرق والغرب، معربًا عن اعتقاده بأن قوة شد الغرب ستكون أقوى على المدى الطويل، لأنهم يرون مستقبلهم في الاتحاد الأوروبي.
وفي حين تعتبر تلك هي المرة الأولى التي تتواجد فيها قوات أمريكية خاصة في صربيا منذ بداية تفشي فيروس كورونا في أوروبا العام الماضي، نوه تابور، الذي توجه إلى بلجراد في وقت سابق من الشهر الجاري لإجراء محادثات مع نظرائه العسكريين، إلى أن القوات الأمريكية تركز على بناء قدرات القوات الصربية للتعامل مع التهديدات التي تشمل العمليات أو الهجمات المحتمل أن ينفذها المتشددون الإسلاميون الذين قد ينتقلون من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر صربيا.

وأوضح الميجور جنرال تابور أن واشنطن لديها اهتمام واسع النطاق باستشعار تلك التهديدات الإرهابية في أسرع وقت ممكن.

ويرى مراقبون أنه إذا كانت مكافحة الإرهاب هي الهدف الأساسي الذي تركز عليه قوات القبعات الخضراء على المستوى التكتيكي، إلا أن عودة القوات الأمريكية إلى صربيا تأتي أيضًا وسط مخاوف بشأن تعميق العلاقات المتزايد بين بلجراد وبكين وموسكو.

وفي العام الماضي، أصبحت صربيا أول دولة في أوروبا تتلقى معدات طيران عسكرية صينية وهي طائرات بدون طيار من طراز (CH-92A) مزودة بصواريخ موجهة بالليزر.

وقال الخبير الأمني فوك فوكسانوفيتش، المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في لندن: "إن الدافع وراء تصدير بكين للطائرات بدون طيار هو الرغبة في اختراق سوق الدفاع الأوروبي والترويج للصين كقوة صاعدة."

كذلك تبرعت روسيا إلى صربيا بمقاتلاتها المستخدمة من طراز (ميج 29) وباعت لها أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى (Pantsir S1.)

 هذا بالإضافة إلى أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش لطالما تفاخر بعلاقته الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى به عدة مرات.

تجدر الإشارة إلى أن صربيا أصبحت في عام 2021 أول عميل أوروبي لنظام الدفاع الجوي الصيني الجديد (FK-3)، الذي يوصف بأنه مكافئ تقريبًا لنظام صواريخ باتريوت الأمريكي.
وقد جذبت تلك العلاقات الاقتصادية والعسكرية الوثيقة بشكل متزايد انتباه القادة الأمريكيين، حيث قال الجنرال تود وولترز قائد القيادة الأوروبية الأمريكية: "لقد برزت الصين كراع بديل، يشارك في مسائل الدعم الاقتصادي والدفاعي."