رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شبعت أقلام وشلاليط».. اعترافات نجيب محفوظ عن أيام الطفولة

 نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

قص الكاتب الكبير نجيب محفوظ جزءًا من سيرته في الطفولة ومواقف منها لمجلة "الكواكب" وذلك في حوار أجري معه على صفحات المجلة.

وقال محفوظ: "كانت الساعة الثالثة ظهرا، والحرارة تخنق الأنفاس، والناس يجرون أنفسهم في الطريق وكأنهم نيام، وكنا نحن أطفال الحي أو فريق (الأسد المفترس) على موعد لعمل كبير مع فريق حي الظاهر (اليد السوداء)، وهي مباراة في كرة القدم، واللعب على أرضنا في العباسية، شارع عريض مرصوف خال من السيارات ومن عربات الكارو، اخترناه ليكون مكانًا للمباراة".

وتابع: "اجتمعنا نحن وأنصارنا وهم وأنصارهم حتى ازدحم الشارع بمن فيه والصراخ والصياح، ثم طلع علينا القدر، رجل ضخم الجثة كالفيل، يرتدي البيجامة وهو يدعك في عينيه ويجري نحونا وهو يصرخ: يا ولاد الـ.. يعني منقدرش ننام شوية إيه ده، والله العظيم اللي همكسه هوديه الكراكون، وفر الجميع هاربين من ثورة الرجل، أما أنا فوقعت حتى أدركني، وشبعت أقلام وشلاليط، ورفعني بيديه إلى أعلى مهددًا: عارف لو شفتك تاني هقطم رقبتك.. ‘نت اسمك ايه، وكان اسمي كالسحر له حتى أنني تلعثمت فيه، وهدأت ثورة الرجل وهو يسألني: انت ابن فلان، طيب ياخي مش تقول، يعني المصايب متجيش إلا من الحبايب".

وفي الأخير قال محفوظ: "كنت أخشى علقة كبيرة من والدي، إن اشتكاني الرجل إليه، لأنني كسرت لوح زجاج بعد ضربة كرة، وقبل الرجل رجائي ولم يقل لأبي".