رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات المنطقة فى «بريكس»

بحضور المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، ومبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، اجتمع مبعوثو دول تجمع «بريكس»، فى العاصمة الروسية موسكو، أمس الأول الخميس، لمناقشة القضايا الملحة فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتبادل وجهات النظر بشأن كيفية التعامل مع الوضع الكارثى الناتج عن العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، وسبل تسوية الأزمات الممتدة فى سوريا واليمن وليبيا والوضع فى لبنان.

رسميًا، بدأت فى أول يناير الماضى، عضوية مصر، وأربع دول شقيقة وصديقة، فى تجمّع «بريكس»، الذى يضم أبرز الاقتصادات الناشئة، الصاعدة، والأكثر نموًا. وبتأييد واسع، قوبلت الرؤى والمقترحات المصرية بشأن سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، خلال الاجتماع الأول لمنسقى «بريكس» ومساعديهم، الذى استضافته موسكو، أواخر يناير الماضى، وطرحت فيه الدول العشر الأعضاء رؤاها، أو مقترحاتها، حول الأولويات، التى ينبغى التركيز عليها خلال سنة الرئاسة الروسية.

التجمع، الذى أسسته الصين وروسيا والهند والبرازيل، سنة ٢٠٠٩، وانضمت إليه جنوب إفريقيا فى السنة التالية، بات يضم عشر دول بعد انضمام مصر والإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا. ومن المقرر أن تشهد الرئاسة الروسية، الحالية، التى تحمل شعار «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن الدوليين العادلين»، أكثر من ٢٣٠ اجتماعًا، حدثًا، وفعالية، بينها اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، وصولًا إلى القمة السادسة عشرة لرؤساء دول التجمع، التى تستضيفها مدينة قازان الروسية فى أكتوبر المقبل.

المهم، هو أن المفوض العام لـ«أونروا»، استهل اجتماع الخميس باستعراض جهود الوكالة وما تعانيه من ظروف شديدة الصعوبة فى الوقت الحالى. ولعلك تتذكر أننا كنا قد أوضحنا، فى مقال سابق، كيف أضافت دولة الاحتلال خطة، أو خططًا، جديدة إلى محاولات «تطفيش» الوكالة التابعة للأمم المتحدة، التى بدأت منذ سنوات، والتى قتلت القوات الإسرائيلية حوالى مائتين من موظفيها، منذ هجمات ٧ أكتوبر الماضى، قبل أن تتهم ١٢ موظفًا بالمشاركة فى تلك الهجمات. كما أشرنا إلى أن الوكالة تحتاج، فى الأوضاع العادية، إلى ١.٦ مليار دولار سنويًا، لدفع مرتبات موظفيها وتلبية احتياجات اللاجئين، الذين يقيمون فى مناطق عملياتها الخمس: الضفة الغربية، قطاع غزة، لبنان، الأردن، وسوريا.

فى كلمته خلال الاجتماع، أكد نزيه النجارى، سفيرنا فى موسكو، خطورة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وتصاعد احتمالات امتداد هذا النزاع إلى دول أخرى فى المنطقة، منوهًا بضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته لحمل إسرائيل على احترام القانون الدولى والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم ٢٧٢٨ الذى ينص على الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وكذا القرار رقم ٢٧٢٠ لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بالكميات اللازمة.

رفض مصر القاطع لكل محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، أكده، أو جدّده، سفيرنا فى موسكو، الذى أكد أيضًا الرفض المصرى التام لمخططات إسرائيل الرامية إلى تنفيذ عملية عسكرية فى مدينة رفح لما ستفرضه مثل هذه العملية من تداعيات شديدة الخطورة والتأثير على استقرار المنطقة بأسرها. كما شدّد على أهمية دعم جهود وكالة «أونروا» فى مواجهة التحركات التى تستهدف تفكيك الوكالة والقضاء على دورها، مشيرًا إلى أن تجمع «بريكس»، الذى يضم عددًا من الدول ذات الوزن والتأثير على الساحة الدولية، ينبغى أن يكون له إسهامه الملموس فى إعادة الاستقرار إلى المنطقة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن اجتماع مبعوثى دول تجمع «بريكس»، الذى مثّل إيران فيه على باكرى كنى، وكيل وزارة الخارجية للشئون السياسية، تزامن مع زيارة على أحمديان، أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى، عاصمة الشمال الروسى سانت بطرسبرج، التى شارك خلالها فى «الاجتماع الدولى الثانى عشر للمسئولين الساميين المعنيين بالقضايا الأمنية»، وأجرى محادثات مع نظيره الروسى نيكولاى باتروشيف، تناولت الأوضاع المتوترة فى منطقة الشرق الأوسط، وانتهت بتوقيع مذكرة تفاهم بين مجلسى الأمن القومى فى البلدين، لـ«تطوير التعاون الأمنى العملى» الروسى الإيرانى.