عملية نصب كبرى على المرتزقة السوريين المرسلين إلى ليبيا
كان محمد الجاسم أو ما يعرف بلقب «أبوعمشة»، قائد فرقة السلطان سليمان شاه التي تسيطر على بعض مناطق ريف حلب الشمالي، وتحديدًا عفرين، من أبرز القائمين على عملية إرسال مقاتلين سوريين كمرتزقة إلى كل من ليبيا وأذربيجان، بتنسيق وتوجيه من المخابرات التركية.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلًا عن شهادة لأحد العناصر المنشقين عن فصيل فرقة السلطان سليمان شاه، بأن عملية احتيال واضحة قام بها قائد العمشات بعد خداع أكثر من ألف مرتزق تم إرسالهم مؤخرا للقتال في أذربيجان برواتب مغرية، وسرقة ما يقارب 12 مليون ليرة تركية أي ما يعادل 143 ألف دولار أمريكي من رواتبهم التي وعدهم بها قائد «أبوعمشة».
وقال الشاب المنشق مؤخرا عن هذا الفصيل: إنه «بتاريخ 10 أكتوبر الماضي انطلقنا نحن قرابة 1000 مقاتل من منطقة حوار كلس إلى غازي عنتاب التركية عبر الباصات العسكرية، وقبل الانطلاق كانت هناك كلمة ألقاها أبو عمشة يحثنا من خلالها على القتال هناك، ومن ضمن ما قال حرفيا بلهجته العامية بالنسبة لرواتبكم كل شهر 2000 دولار أمريكي تاخذونها من شواربي»، مشيرا إلى أن «الانطلاقة الثانية كانت من منطقة غازي عنتاب إلى العاصمة التركية أنقرة عبر طائرة نقل ميوشن ومن هناك تم نقلنا إلى أذربيجان بطائرة نقل تركية».
وتابع: «فور وصولنا لهناك وبعد ليلة واحدة بدأت عمليات القتال ضد الجيش الأرميني، شاركنا فيها وكان يشرف علينا قادة عسكريين من الجيش الوطني استمر قتالنا طيلة شهرين، كانت الاشتباكات تتوقف أحيانًا ثم نعود للاشتباك مع الجيش الأرميني، جميع المقاتلين البالغ عددهم قرابة الـ 1000 مقاتل هم سوريين، غالبيتهم من المناطق المهجرة مثل ريف دمشق وحمص ودرعا وريف حلب وحماة وإدلب».
وأكمل: «سقط خلال المعارك عشرات القتلى بالإضافة لجرح العشرات إن لم يكن المئات، وبالنسبة لرواتبنا التي وعدنا بها أبو عمشة بدفعها كاملة فتبلغ تقريبًا 28 ألف ليرة تركية لكل عنصر، ذهبت منها 4000 للقائد العسكري الذي رافقنا للقتال هناك، وتم دفع لكل عنصر مبلغ 12 ألف ليرة تركية، وبقي لكل عنصر 12 ألف أخرى، وعدونا بدفعها بعد شهر، بحجة وجود حسابات مالية مع الجانب التركي، وبعد انقضاء الشهر بدأنا نطالب بحقوقنا ودفع مستحقاتنا المالية، لكن دون أي فائدة، حتى أنه لا يسمح لأي أحد منا مقابلة "أبو عمشة" الذي احتال علينا جميعًا، مجموع المبلغ الذي سرقه يزيد عن 12 مليون ليرة تركية».
واستطرد: «حاليًا أنا منشق عن فرقة السلطان سليمان شاه الذي يتزعمها هذا الشخص الذي أراه مجرما، فقد استغل ظروفنا المعيشية المتردية ليذهب بنا إلى الموت مقابل أجر زهيد بعد سرقة راتب شهر كامل تقريبا من كل عنصر، والذي يزيد من صعوبة حصولنا على حقوقنا هو أنه لا يوجد سلطة تستطيع إجباره على دفع حقوق أكثر من 1000 عنصر، بسبب علاقته القوية مع المخابرات التركية، والضحية نحن بطبيعة الحال».
يذكر أنه خلال الفترة الماضية كانت هناك حالة من الاستياء الذي تشهدها أوساط المرتزقة الموالين لأنقرة، بعد تعرضهم لعمليات نصب واحتيال من قِبل قياداتهم العسكرية التي تُدار من المخابرات التركية بشكل مباشر.