رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرة الثقافة تطلق الاحتفالات بمئوية ثروت عكاشة من الأوبرا (صور)

وزيرة الثقافة
وزيرة الثقافة

أطلقت الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، فعاليات الاحتفالات بمئوية الدكتور ثروت عكاشة، أحد أهم رواد الثقافة المصرية ووزيرها الأسبق، والتي تتواصل طوال العام الجاري، واستهلت بحفل لاوركسترا القاهرة السيمفونى أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدي صابر.

وحضر الاحتفالية وذلك بكل من السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتورة درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، ونجلا الراحل محمود ونورا وشقيقه الدكتور أحمد عكاشة، والمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، وعدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات وزارة الثقافة.

وقالت "عبدالدايم"، إن الراحل الدكتور ثروت عكاشة فارس الثقافة يمثل وجها جميلا لمصر وعبقرية خالدة أعادت صياغة وجدان المصريين باعتباره أحد أهم رواد الثقافة في العصر الحديث والذي ستظل إنجازاته علامات مضيئة في تاريخ الإبداع، فهو من أدرك بعمق أهمية الإبداع في استكمال بناء الحضارة فحرص على تأسيس كثير من الهيئات التنويرية.

وأوضحت أنه مثل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب (المجلس الأعلى للثقافة حاليا)، الهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية، وأكاديمية الفنون بمعاهدها الفنية المتخصصة، وأسس أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية، والسيرك القومي ومسرح العرائس، كما أنشأ قاعة سيد دروي، ووجه اهتمامه للآثار المصرية حيث وضع الأساس لمجموعة متاحف هي من أعظم المتاحف للآن، كما بدأ تقديم عروض الصوت والضوء وكان له دور وطني بارز من خلال إقناع المؤسسات الدولية في العمل على إنقاذ معبدي فيلة وأبوسمبل والآثار المصرية في النوبة حفاظًا عليها من الضياع أثناء بناء السد العالي.

وتابعت أن الراحل الدكتور ثروت عكاشة قصة إبداع جديرة بالتأمل خاصة وأنه لم يكن أحد أبطال ثورة يوليو ويجيد فقط التعامل مع السلاح والخطط الحربية وإنما مفكر موسوعي، ومبدع موسيقي وفنان تشكيلي وأديب مفوه، وجميعها جعلته واحدًا من أهم مشاعل التنوير عبر تاريخنا المصري العريق هذا إلى جانب الوقار والإنسانية والقدرة على القيادة وعمق الرؤية، فقد شاءت الأقدار أن يحمل على عاتقه إعادة تشكيل وعي المجتمع بعد يوليو 1952 وبناء شخصيات قادرة على إدراك أهمية الفكر والفن فى تأسيس وطن جديد ولذلك عمل على إرساء دعائم السياسات الثقافية ذات المنهجية الواضحة ونجح في صنع استراتيجيات تكاملية أدت لنهضة إبداعية عظيمة.

واستعرضت برنامج احتفالات وزارة الثقافة بمئوية الدكتور ثروت عكاشة والتي تستمر طوال عام 2021 وتشمل مؤتمرًا بعنوان "ثروت عكاشة.. فارس الثقافة المصرية " بالمجلس الأعلى للثقافة في أبريل، ومؤتمرًا بالمركز القومي للترجمة في اكتوبر لمناقشة ما ترجمه الراحل من أعمال، ومجموعة من الندوات المتنوعة التي تتناول سيرة الدكتور ثروت عكاشة من أهمها ثروت عكاشة بين الثقافة والسياسة - دور ثروت عكاشة في إنقاذ معبد أبو سمبل - مؤسسات وزارة الثقافة التي انشاها ثروت عكاشة وغيرها وتعقد في المجلس الأعلى للثقافة ومختلف قصور الثقافة بالمحافظات، واحتفالية خاصة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وإطلاق جائزة ثروت عكاشة لترجمة الفنون السمعية والبصرية من اللغة العربية وإليها، وتنظيم معرضًا مشتركًا بين قطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في اوائل شهر إبريل.

ويتناول مجال الفن التشكيلي في فترة ثروت عكاشة ويصاحبه عرض لمجموعة من المستنسخات لوثائق هامة في تلك الفترة، وإصدار الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية والهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة الكثير من المطبوعات عن الراحل، واحتفالية كبرى في أكاديمية الفنون لجيل كبار العازفين والفنانين الذين عاصروا فترة الدكتور ثروت عكاشة، واحتفالية كبرى في معبد أبوسمبل خلال شهر سبتمبر بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات، كما يقوم صندوق التنمية الثقافية بتقديم فيلم وثائقي للفنان حسين بيكار يدور حول توثيق خطوات نقل معبد أبوسمبل في شهر إبريل واحتفالية كبرى ينظمها قطاع الإنتاج الثقافي تقام في مسرح البالون، كما سيتم عرض الحلقات التي رواها الراحل تحت عنوان "عين تسمع وأذن ترى" بالتعاون مع مؤسسة الشروق برئاسة إبراهيم المعلم وقدمت الشكر لمؤسسة الشروق على هذه المشاركة.

وأكدت وزيرة الثقافة إن العبقرية التي امتلكها الدكتور ثروت عكاشة كمفكر عظيم، وكذلك سماته الشخصية المتفردة فضلًا عن مواهبة الإبداعية المتعددة، جميعها عوامل ساهمت في صنع ثقافة مصرية خالصة تستند إلى الهوية الوطنية وتعتمد على أسس من الوعي الفكري المستنير، لافتة إلى أن الاحتفال بمئوية هذا العملاق يعد ملحمة نبحر خلالها في إسهاماته الثرية التي شكلت مضمار العمل الثقافي وننهل من فيض إبداعاته وأفكاره، وقدمت التحية إلى روح الدكتور ثروت عكاشة صانع نهضة الثقافة فى مصر وصاحب الإنجازات العريقة على صعيد البنية المؤسساتية الثقافية والتي ستظل شاهدًا على إخلاصه وعطاءه إلى الأبد.

كما كرمت وزيرة الثقافة اسم الدكتور ثروت عكاشة، حيث سلمت درعا تذكاريا خاصا بالاحتفال بمئوية الراحل لابنته الدكتورة نورا امتنانا وعرفانا بعطاءاته الخالدة في تاريخ الثقافة المصرية.

من جانبه وجه الدكتور أحمد عكاشة الشكر والتحية لوزارة الثقافة والوزيرة الدكتورة إيناس عبدالديم على الاحتفال بمئوية ميلاد الدكتور ثروت عكاشة من خلال برنامج متنوع، موضحا أن الراحل كان مثقف موسوعي ينظر للثقافة والفنون بنظريته الخاصة التي تعتمد على أن العين تسمع والأذن ترى، مشيرا إلى أنه العسكري الذي امتزجت إبداعاته في الكتابة بين الرومانسية والواقعية، حيث اتسم بالعديد من السمات المتنوعة منها الانضباط وحرية تذوق الثقافة والفنون، والصرامة والمرونة، والانعزال والانبساطية في التعامل، وكان محب للفكاهة على العكس من تجهم كان يظنه البعض فيه، ومدمن للمعرفة، ويألف نشوة الإنجاز والبعد عن الإعلام والخجل، مشيرًا إلى أن الراحل ترجم أول كتاب له في سن ٢٢ عاما، وتميز بأسلوب خاص في الكتابة حيث أطلق عليه الفنان حسين بيكار لقب مايسترو ثقافة العين والأذن وصاحب دقة التعبير وأناقة العبارة َورشاقة الكلمة ونبل المذاق ووصفه كحقل معجمي عريق.

ووجه الدكتور مصطفى الفقي الشكر لوزيرة الثقافة على اهتمامها الكبير بإقامة فعاليات للاحتفال بمئوية الراحل الكبير، مؤكدا بأنه كان ولايزال يمثل قيمة كبرى ورائدا لا ينسى في تاريخ الثقافة والحياة المصرية، وليس أروع من أن تعتبره منطمة اليونسكو أحد العلامات المضيئة في صون الآثار والتراث المصري بإسهاماته في إنقاذ آثار النوبة ـ باتصالاته الدولية ـ من الضياع أثناء بناء السد العالي وبما لايتعارض مع متطلبات التنمية آنذاك، وأضاف أن الراحل الكبير ارتبط كثيرا بمصر الثورة والرئيس الراحل عبدالناصر ارتباطا وثيقا كمفكر كبير ومبدع بارع ومثقف يتسم بعمق الوعي الثقافي، فهو الرجل الذي قال "العين تسمع والأذن ترى"، وتذكر "الفقي" العديد من المواقف الدالة على تحلي الراحل الكبير بصفات الأمانة والانضباط فكان يعطي كل شيء حقه ويحترم الجميع، فكان موسيقي وفنان تشكيلي وعالم موسوعي ومثقف رفيع الشأن، مؤكدًا أن اسم الراحل الكبير سيظل كما كان علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية كما سيبقى متألقا بين الأجيال الجديدة بعمق ثفافته وإبداعاته على الصعيدين المحلي والدولي كذلك.

وكان الحفل قد بدأ بفيلم تسجيلي استعرض انجازات الدكتور ثروت عكاشة وجهوده فى تأسيس الكثير من الهيئات الثقافية ودوره في إنقاذ الآثار المصرية، ثم قدم أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، ومشاركة كورال أكابيلا مقتطفات من أشهر الأوبرات التي كتبها الموسيقار العالمي فاجنر وكان يعشقها ثروت عكاشة منها تريستان وإيزوالدا، والهولندي الطائر، وأساطين الغناء من نورمبرج، ولوهينجرين، وتانهاوزر، إلى جانب افتتاحية احتفالية لقائد الحفل المايسترو أحمد الصعيدي.