رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة «المنتج» أحمد زكي.. خسر كل أمواله وخاصم محمد خان وفشل في سداد الديون

أحمد زكي ومحمد خان
أحمد زكي ومحمد خان

كان يعرف أنه منتج فاشل، يندمج مع الشخصية التى يقدمها وينسى مهمته كمدير للعمل، يحاول أن يوفر فى الميزانية ويضبط المواعيد ويطيح فى الأبطال والعمال، لكنه اضطر إلى أن يصبح منتجًا كى يخرج الأفلام التى يريدها بالشكل الذى يحبه.
فى «أيام السادات» خسر أمواله، واعتزل الإنتاج لفشله فى تسديد ديون الفيلم، ويتردّد أنه رفض عرضًا مغريًا من شركة توزيع ستدفع مبلغًا ضخمًا مقابل حذف جزء من خطاب السادات، ولأنه يفعل أى شىء كأنه آخر يوم فى حياته، كان فيلم السادات كبيسًا فى حياته، لجأ إلى ٤ كتاب لصياغته، أحمد بهجت وإبراهيم عيسى وعلى بدرخان ومحمد حسام، ورفض صياغة الأربعة لعدم رضاه عن شكلها النهائى فتأخر العمل طويلًا حتى كتبه بنفسه، أخذ من كل سيناريو ما يناسبه، وكتب على تتر الفيلم: «معالجة سينمائية: أحمد زكى»، ورفض ارتداء غطاء رأس لينتحل صلعة السادات، وقرّر أن يحلق شعره بـ«الموس» يوميًا حتى يتطابق شكلهما.
نتيجة بحث الصور عن البيه البواب

انشغاله طوال الوقت بالبحث عن أفضل شىء لم يتزامن مع لعبه دور المنتج إلى جانب البطل، فقبلها بسنوات حين كان فى بلاتوه «البيه البواب»، فاجأه مساعد المخرج بأن المشهد المقبل سيكون فى نفس ديكور الغرفة، رغم أن البواب أصبح «بيه» ومليونيرًا بالفعل. يحكى السيناريست مصطفى محرم أن زكى قال له: «ماينفعش يا ابنى لأن البواب فى المشهد ده عرف طعم الفلوس وبدأت تجرى فى إيده، ومن الطبيعى ملامح غرفته تتغير والاكسسوار.. يعنى دهان جديد، تلاجة حلوة، سرير مختلف، لازم الديكور يعكس التغيير»، نفد صبر مساعد المخرج، فرد: «عاوزين نِخْلَص يا أستاذ أحمد».
انزعج أحمد: «دى تعديلات بسيطة»، فرد مرة ثانية: عاوزين نخلص يا أستاذ.
انفجر أحمد زكى فى المخرج ومساعده، وغادر التصوير، وأصرّ على إجراء التعديلات مهما كلف ذلك المنتج وقتًا ومالًا.
ليس ضميره وحده الذى يجبره على الكمال، أو محاولة الوصول إليه حتى لو تكلَّلت محاولاته بالفشل، وإنما إيمانه بأنه لا يصح أن يتجاهل فنان حقيقى ظهور عمله بأفضل صورة لرغبته فى أن «يخلص من الشغلانة بسرعة».
وفى فيلم «ناصر» عاين عشرات الحلول السهلة التى يمكن أن تجعله شبيهًا بجمال عبدالناصر فى هيبته ولمعة عينيه، لكنه قرر أن يراسل مراكز تجميل متخصصة فى الخارج، وأرسل لها صورته وصورة الزعيم، طالبًا إجراء جراحة ليبدو شبيهًا به، لكن «لن تضمن لى العودة إلى شكلى الحقيقى بعد نهاية العمل».
وافق زكى، لكن «كل من حولى رفضوا الفكرة، وقررنا استخدام أنف مركبة وقمنا بتصوير دقائق بها، وتشكلت لجنة من إدارة الإنتاج بالتليفزيون لمشاهدتها لتأمر بالاستغناء عنها بعدما قالت فى تقريرها إن زكى لا يحتاج إلى التشبه بأحد، ويكفيه تقمّصه الشخصية».
وفى كواليس «حليم»، كرر زكى الموقف نفسه حين طلب المنتج الأول للفيلم، محسن جابر، منه أن يجسد وجه جديد دور عبدالحليم فى مرحلة الشباب، لكن زكى عاجله بالرفض: «هسافر مصحة فى لندن لإنقاص وزنى وهاعمل مكياج مناسب لأكون شبهه وهو شاب.. متقلقش».