رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر والقضية الفلسطينية.. عقود من الدعم والمناصرة

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية

بدأت، اليوم الإثنين، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ‏جلسات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، حيث يشارك في الجلسات 14 فصيلا فلسطينيا، هم من سبق لهم التوقيع على اتفاق المصالحة في القاهرة عام 2011، وتتناول المباحثات مخرجات اجتماع الأمناء العامين، والاتفاقيات والتفاهمات الثنائية التي تمت حول إجراء الانتخابات الفلسطينية.

وتسعى جلسات الحوار في القاهرة لتذليل آخر العقبات أمام إجراء الانتخابات الأولى في فلسطين، منذ 15 عاما، حيث تسبب الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس في شلل المجلس التشريعي، وعدم حصول انتخابات أخرى.

ولم يكن هذا الأمر جديدًا على مصر، حيث دعمت مصر منذ اللحظة الأولى القضية الفلسطينية، وذلك عبر الرؤساء الذين تعاقبوا مختلفين.

الملك فاروق
في 28 مايو 1946، اجتمع ملوك ورؤساء وممثلو 7 دول عربية في "أنشاص" للتباحث في قضية فلسطين ومواجهة هجرة اليهود للأراضي الفلسطينية، وفقًا لميثاق جامعة الدول العربية والذي ينص على وجوب الدفاع عن الدول العربية فى حال وقوع اعتداء، عليها وقرر المجتمعون التمسك بالاستقلال لفلسطين التي كانت قضيتها هي القضية المحورية في جميع المؤتمرات.

وأعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصري في حرب 1948 حيث ادرك أن الرأي العام المصري والعربي لدية رغبة في الاسهام في عملية إنقاذ فلسطين ولمواجهة خصومة السياسيين في ذلك الحين وهما حزب مصر الفتاة وجماعة الإخوان.

عبدالناصر واللاءات الثلاث
وضع جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار "لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض" مع اسرائيل، والذي سمى بمؤتمر "اللاءات الثلاث"، كما كان لمصر بقيادة عبد الناصر دور كبير في توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح انشاء منظمة التحرير الفلسطينية، كما ساندت مصر في القمة العربية الثانية التي عقدت في اسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964 قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفي عام 1969، أشرف عبد الناصر على توقيع اتفاقية "القاهرة" تدعيمًا للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية إلى أن توفى عام 1970.

السادات وشعار النصر والسلام
كانت نظرة الرئيس الراحل انور السلادات ثاقبة في تقدير العلاقات العربية مع اسرائيل لذا اطلق عليه بطل الحرب والسلام بين المثقفين المصريين، حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادته والتي توجت بالنصر فرفع شعار "النصر والسلام"، ولا يمكن أن نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطيني خلال خطابة الشهير في الكنيست الاسرائيلي مطالبا بالعودة الي حدود ماقبل 1967، خلال مؤتمر القمة العربي السابع الذي عقد 29 نوفمبر 1973 في الجزائر حيث اقرا المؤتمر شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، وفي أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم (3375) بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها نتيجة اعلان مصر والدول العربية اكتوبر 1974 على مناصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل.

مبارك والأرض مقابل السلام
خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك التي امتدت تقريبا 30 عام شهدت القضية الفسيطينية تطورات كثيرة وحادة ونتيجة ذلك تطورت مواقف وادوار مصر لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وكانت البداية مع سحب السفير المصري من اسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، وفي عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقًا لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الاسرائيلي، وفي سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وفي 2003 أيدت مصر وثيقة "جنيف" بين الاسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

وفي عام 2010 عندما تجدد القصف الاسرائيلي على قطاع غزة رفضت القيادة المصرية فتح معبر رفح مؤكدة أنه لن يسمح بتحقيق المصالحة على حساب البلاد، واستمر عطاء مصر حتى مجىء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعد الشعب الفلسطيني بالوقوف بجانبه، بعدما تعرضت غزة مؤخرًا لحرب فلسطين في القلب بعد ثورة 25 يناير.

طرحت الثورة المصرية قضية إعادة هيكلة السياسة الخارجية المصرية على بساط البحث، بهدف استعادة دور مصر الإقليمى والعربى والتعامل مع تهديدات الأمن القومى المصرى، وفى إطار هذا السياق كانت العلاقات المصرية الإسرائيلية والعلاقات المصرية الفلسطينية تشغل حيزًا مهمًا، وعلى إثر الثورة قامت المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية واقتحام المبنى الملحق بها وإنزال العلم الإسرائيلى، وظهر تأثير هذه الأحداث فى إعادة ترتيب بعض الأوراق، حيث تقدمت إسرائيل وعلى لسان وزير دفاعها باعتذار رسمى عن مقتل 5 جنود مصريين فى 18 أغسطس عام 2011، وبذلت مصر جهودًا كبيرة فى إتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، بين حماس وفتح، وفتحت معبر رفح وفقًا لترتيبات أمنية جديدة بالتنسيق مع فتح وحماس تجنبًا لاتهام مصر بتعزيز الانقسام، وجاء الإعلان عن هذه الترتيبات الجديدة لإدارة معبر رفح عقب توقيع اتفاق المصالحة فى نهاية أبريل عام 2011.