رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نهاية تنظيم الجماعة الإسلامية


يُصرُّ تنظيم الجماعة الإسلامية «المنتهي» على إنهاء ودحر ما تبقى من روحه وفكره وتاريخه المستمد من مئات الشباب الذين ماتوا على أيدي نظام مبارك وهم يقفون خلف شعاراته.

لم يحصد هذا التنظيم المُدمَّر إلا مزيدًا من الاندثار والهلاك والسقوط؛ بسبب مرض وتشوه فكر بعض قادته ممن يحتاجون إلى سنوات طويلة من العلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي.

القَدَرُ منح هذا التنظيم فرصةً رائعةً عبر مبادرة وقف العنف التي أطلقها بإخلاص جزء أصيل من قادة الجماعة، ممن عرفوا حقيقة المعركة وأصولها بفقه واقعي يتماشى مع مفهوم وجوهر الدين الصافي، فحاولوا أن يخلعوا عن أنفسهم رداء التكبر والغطرسة والجهل والحقد.

اقتنعوا أن ما يؤمنون به سراب، وأن دولة الكفر التى كانوا يواجهونها لم تكن كذلك، وأن الفكرة التي قاتلوا من أجلها كانت وهمًا وضلالًا ولعنةً أصابت شبابهم، كما أصابت في الوقت نفسه أرواحًا بريئة قُتلت غدرا فى تلك الحرب الزائفة.

يقف التنظيم الذي تحول إلى رماد على أرض رَخوة يفقد فيها كل يوم بريقه وفكره وسمعته، فبعد أن خطط قراصنته الذين يتحكمون فى قراره - الآن- لأكبر مؤامرة استطاعوا من خلالها إقصاء العقلاء والوطنيين من الجماعة، اتجهوا إلى تدمير كل ما تبقى من خير داخل نفوس قواعده بالمحافظات.

نجحوا فى زرع الحقد والتشكيك والحنق والغضب فى نفوس ما تبقى ممن يؤمنون بفكر الجماعة، حولوهم لآلات لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم إلا بما يريد الصقور التي تحكم ولا ترحم .

لم يحركوا ساكنا أمام الخزعبلات والتفاهات والهلاوس التي نطق بها عاصم عبد الماجد الذى جعل من نفسه مهاجرا ومجاهدا وحكيما كنبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- تركوه يصدق ما يقول، وهم يعلمون أن الرجل يهذي بالخرافات التي وضعت نهاية لأكاذيب تلك الجماعة التى انقلبت وخانت مواثيقها وعهودها ودماء أبنائها، بعد أن سال لعابها على فتات السلطة والجاه الذي وعدهم إياه مجانين رابعة.

ماذا تبقى لهؤلاء غير البيانات التى تنفث التضليل والخداع للشباب..! ماذا تبقى لهم سوى أن يغرسوا فى النفوس ما آمنوا به من قبل وتراجعوا عنه بمبادرتهم الخادعة..! الجهل والتضليل والعبث بالأدلة الشرعية لإثبات منطقهم المزيف البعيد عن صفاء الدعوة إلى الله.

أدعو عقلاء شبابهم أن يتركوا لأنفسهم حظا من التفكير والتفرغ لتربية أبنائهم التربية الحميدة التي حُرموا منها فى غيابهم.. أدعوهم إلى الطريق الحق إلى طريق الله بعيدا عن مسمى هذه الجماعة التي أضحت لا تسمن ولا تغني فى الدعوة الصالحة إلى الله.

أدعوهم أن يفكروا فى قادتهم الذين أفلسوا من كل شيء.. فلا عِلمًا ولا منطقا ولا عقلا ولا حتى هدفا أصبحوا يحاربون من أجله، بعدما أضحوا ذيولا وأبواقا لغيرهم، بل وسيوفا لمعركة باطلة بالوكالة يحاربون فيها لأجل سلطة يتبوأها من تركوا شعار الإسلام هو الحل واستبدلوه بشعار رابعة.. من تركوا (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم…) لقتال الأعداء إلى الإعداد للنيل من مقدرات البلاد والعباد.