رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة تحتفل بذكرى القديس يوحنا أسقف البرلس جامع السنكسار

تواضروس
تواضروس

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الإثنين، بذكرى نياحة القديس يوحنا أسقف البرلس جامع السنكسار.

وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم تنيح القديس يوحنا أسقف البرلس، وقد كان من ذوي الحسب والنسب ومن نسل الكهنة، وكان والداه يكثران من الصدقة على المساكين، ولما توفيا أخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبني به فندقا للغرباء، ثم جمع إليه المرضى وكان يخدمهم بنفسه ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه، واتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأي عمله الحسن وأثنى عليه، ثم مدح أمامه الرهبنة مبينا له شرفها، فتعلق بها القديس ومال بقلبه إليها، وبعد أن رحل الراهب، قام القديس فوزع أمواله على المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهب عند القديس دانيال قمص البرية.

وأضاف: "واشتهر بحرارة العبادة والنسك الكثير، ثم انفرد في مبني خاص فحسده الشيطان وجنوده علي حسن صنيعه هذا، واجتمعوا عليه وضربوه ضربًا موجعًا، حتى أنه ظل مريضًا أيامًا كثيرة، بعدها شفاه السيد المسيح، فقوي وتغلب عليهم، ثم دعي من الله إلى رتبة الأسقفية علي البرلس، وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها وارجع أصحابها إلى الإيمان المستقيم، وظهر في أيامه راهب من الصعيد، كان يخبر بأمور مدعيًا أن الملاك ميخائيل يكشفها له، فأضل كثيرين بخداعه، فرأي القديس إن عمل هذا الراهب من الشيطان، لذلك أمر بضربه حيث اعترف بخطئه فطرده من البلاد، وادعى آخر أن حبقوق النبي يظهر له ويعرفه الأسرار، فتبعه كثيرون، فطرده أيضًا من بلاده بعدما أبطل قوله، كما أبطل استعمال كتب كثيرة رديئة".

وتابع: "وكان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل ليقوم بخدمة القداس الإلهي، إن يصطبغ وجهه وكل جسده لونًا أحمر كأنه خارج من أتون نار، وكانت دموعه تنحدر على خديه بغزارة، لأنه كان ينظر الطغمات السمائية علي المذبح، وحدث في ثلاث مرات أنه كلما وضع إصبعه في الكأس للرشم وقت صلاة القسمة، يجد الكأس كنار تتقد. وكان في أيامه أيضًا قوم مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مفطرون، وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة، ولما لم يطيعوا أمره، سأل الرب فنزلت نار من السماء أحرقت كبيرهم، فخاف الباقون من ذلك ورجعوا عن بدعتهم، ولما أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم، أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله، فدعا شعبه وأوصاهم ثم رحل بسلام".