رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اسال استشير: خبراء يحذرون من الأدوية الإلكترونية

كورونا في مصر
كورونا في مصر

مع انتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا، وما سببه من ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات، لجأ كثيرون من المواطنين للحصول على الأدوية من خلال شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ومواقع التواصل في محاولة منهم لتحصين أنفسهم ضد الإصابة بـ (كوفيد-19) أو المصابين به ويعتمدون على السوشيل ميديا في الحصول على وصفات علاجهم، لكن في حقيقة الأمر قد يمثل هذا خطر أكبر عليهم.

ويوضح أطباء، لـ"الدستور"، خطر الاستعانة بالأدوية من خلال المواقع المختلفة وما يمكن أن تسببه من أضرار أخرى.

وحذر الدكتور سامح سمير، طبيب بحميات مستشفى أسوان، من استعانة المرضى، خاصة المصابين بفيروس كورونا بوسائل التواصل في الحصول على أدوية أو علاجات سواء من خلال صفحات وهمية أو من خلال روشتات مكتوبة لمرضى آخرين.

وقال سمير، لـ"الدستور"، إنه يتلقى العديد من الاتصالات من المرضى يخبرونه عن نوع دواء معين ليتناولوه من أجل الإسراع في عملية الشفاء: "واحدة شابة تكلمني تقولي أجيب دواء السيولة الفلاني أصل لاقيته مكتوب على فيسبوك لقرايبي"، فكيف يمكن لها الحصول على هذا الدواء في حين أنها بكامل صحتها ولا تعاني من المرض الذي تحتاجه له ها الدواء، وليس هناك ما يثير عاصفة في الجهاز المناعي لحاجتها لهذا العقار، وغيرها كثير من المرضى.

وأكد أن هناك خلط ولبس كبير في هذه الفترة مع تفشي الموجة الثانية لفيروس كورونا، وانتشار بعض المواقع والصفحات التي تبيع الأدوية تحت مسمى أنها بروتوكول علاج كورونا، الأمر الذي يسبب خطر أكبر للمرضى، لذلك يجب عليهم توخي الحذر وعدم الحصول على أي أدوية إلاّ تحت إشراف طبي ومن خلال روشته يتم صرفها بالصيدليات.

وتابع أن بعض المرضى وصل بهم الأمر من كثرة الخوف الاتصال بالصيدلي أو الطبيب وإخباره أنه يعاني من بعض الأعراض ويطلب منه أن يكتب له علاج معين، مؤكدًا أن هذا الأمر خطر تمامًا فلا بدّ لمَن يعاني من أعراض كورونا يذهب لرؤية الطبيب حتى يتم صرف العلاج المناسب للمريض، محذرًا من الاستعانة بالأدوية المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية.

وقال سمير إنه بالفعل تم التوصية بعلاج ريمدسفير كعلاج للمصابين بمرضى فيروس كورونا حيث ثبت تجربته العالية في علاج المصابين ووفرته الدولة بكثرة للعلاج في مستشفيات العزل، لكن حالات معينة فقط من يمكن أن تستخدمه وتستفيد به، لذا لا يجب عدم الإسراف في تناوله أو الحصول عليه لمجرد أنه يصلح لمريض آخر إلاّ تحت إشراف طبي.

وأكد الدكتور حاتم البدوي، سكرتير عام شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية، أن أي تداول للأدوية من خلال صفحات أو مواقع إلكترونية هو مخالف للقانون لأن تداول الادوية لا يتم الا من خلال الصيدليات وتحت إشراف طبي أي بروشتة من الطبيب المعالج.

وأوضح البدوي، لـ"الدستور"، أن الشعبة تحارب أي جهة تسعى لبيع الأدوية من خلال الإنترنت لما له من خطر على المريض: "يعني إيه اشتري دوا من خلال أبليكشن أو موقع على النت"، فمن الممكن أن يكون العلاج أن يحصل الشخص على دواء غير الذي يتناوله فيحدث تعارض لهذه الادوية ما يسبب ضرر أكبر، في هذه الحالة يكون دور الصيدلي في استشارته عن طبيعة هذه الادوية وفعاليتها وبديلها.

وقال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن تداول اي دواء لا يتم تحت اشراف طبي فهو يمثل خطر على المريض، وخاصة اذا كان منها المضادات الحيوية، لأن خطرها أكثر من فائدتها، محذرًا أن المصابين بفيروس كورونا يتجهون للاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على الادوية لهم وهو ما يمثل خطر مضاعف.

وأكد عز العرب أن المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية وليس الفيروسية و(كوفيد -19)، لذا هذه الأدوية ليس لها قيمة في العلاج، ومن الممكن أن يكون هناك مضادات حيوية ضمن العلاج ولكن لعلاج لأعراض معينة يُشخصها الطبيب لذا أي تداول للادوية دون اشراف طبي خطر.

وأضاف أن تناول الأدوية التي ليس لها داعي أو تعالج تشخيص معين ولأيام محددة تتسبب في إضعاف الجهاز المناعي للإنسان، الأمر الذي يسبب خطر اكبر باحتمالية الاصابة بكوفيد: "بيأخد أي أدوية عشان مش يتصاب بكورونا، لكن الأدوية بتنعكس بالسلب وممكن تزود فرص اصابته".

جاء تحذير شركة "إيفا فارما" للمصابين بفيروس كورونا المستجد من محاولات بيع دواء "رمديسيفير" خارج نطاق المستشفيات، لافتة إلى أن تلك العبوات التي يسوقها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما يُعرف بـ"السوق السوداء"، غير سليمة على الإطلاق، وأنها مغشوشة.

وثبت فعالية هذا الدواء كأحد العلاجات المُضادة للفيروسات التي أثبتت فعالية في تقليل فترة علاج مرضى كورونا، وتقليل حاجتهم للبقاء في العناية المركزة، وعلى أجهزة التنفس الصناعي.