رسالة دكتوراة لـ«منح القوة لفتيات الصعيد»
نشأت وتعلمت «أحلام» ابنة قرية عرب مطير بأسيوط، في أجواء لم تكُن سهلة، كانت أعينها تُراقب المُعاناة التي تُحيط بـ «حواء الصعيدية»، رحلة طويلة وأبحاث قادت مدرس مساعد بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسيوط، إلى أن تبذل جهدًا كبيرًا لرصد هذا الألم.
في رسالة دكتوراه، ركزت عضو هيئة التدربس، على ثلاث مشكلات رئيسية، أبرزها الحرمان من التعليم للفتيات، الختان، الزواج المُبكر.. «الفتاة حينما تعرف واقع مشكلاتها، تُصبح أقوى، ويصبح لديها ثقة بالنفس، ويُمكنها أن تتعايش مع المواقف التي تُتعرض لها في الحياة».. تقول الباحثة، مضيفة: كانت أنشطة برنامجي تتمحور حول كيفية تعزيز الثقة بالنفس للفتيات، وكيف تكون قائد لنفسها ومن حولها، ويعمل على تغيير قدر مُعين من كل هذا، وبالفعل هذا ما حدث، وكانت النتيجة أن نصل إلى منح القوة للفتيات وتمكينهن في مواصلة تعليمهن.
الأدوات التي استخدمتها ابنة عرب مطير، في بحثها، كان أهمها مقياس الكفاءة الاجتماعية، عن طريق تطبيق هذا المقياس بعباراته في بداية المهمة مع الفتيات.. «توصلت لأقل ثلاثة أبعاد للكفاءة، وهم الثقة بالنفس، التعامل مع مواقف الحياة، والقيادة، وكانوا أقل نسب على المقياس، ومن هنا كانت الأهداف الخاصة بالبحث» تقول الباحثة، مضيفة أنه في نهاية المهمة، أعادت تطبيق المقياس من جديد، وهو ما يُطلق عليه في البحث العلمي «القياس البُعدي للمجموعة التجريبية»، أي عينة البحث، ويتم المقارنة بين القياس القبلي والبعدي من خلال درجات الفتيات على المقياس قبل وبعد البرنامج.
الرسالة تؤكد الأهمية الكبيرة التي يقوم بها التعليم المجتمعي، والذي يستهدف الفتيات بصفة خاصة، والمتسربين والمحرومين من التعليم بشكل عام، ويمنحهن القوة لاستكمال ومواصلة التعليم والقدرة على مواجهة المشكلات، باعتباره الآداة لفعالة لإعداد جيل واعد، لديه القدرة على التطور ومواجهة كافة التحديات.