رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملفات سياسية مهمة ضمن ثمار العام الأول للرئيس التونسى

قيس سعيد
قيس سعيد

شهد العام الأول من فترة رئاسة قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، الذي تولى قيادة البلاد في أكتوبر 2019، العديد من الأحداث والنشاطات المهمة في قطاعات وملفات مختلفة، جاءت على رأسها جهود مكافحة الإرهاب والجريمة وإجراءات مواجهة جائحة "كورونا".

ومن الفترة الرئاسية للرئيس قيس سعيد، والتي شملت اتخاذ إجراءات للمحافظة على المال العام وتطبيق القانون، وفتح ملفات الأموال المنهوبة، فضلًا عن تكريس الجهود لمتابعة الملف الليبي، وكذلك التمسك بمواقف تونس الثابتة الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ومن أبرز ما تضمنته الحصيلة في الجانب الدبلوماسي، اعتماد مجلس الأمن بالإجماع لقرار (2532) سنة 2020 في الأول من يوليو، بمبادرة مشتركة تونسية- فرنسية حول جائحة "كوفيد - 19"، ويمثل هذا الإنجاز ثمرة الجهود المكثفة التي قام بها الرئيس التونسي من خلال اتصالاته بالعديد من قادة الدول الشقيقة والصديقة والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

فضلًا عن أداء زيارة عمل وصداقة إلى فرنسا في 22-23 يونيو 2020، وهي أول زيارة رسمية إلى دولة أوروبية، حيث شارك الرئيس التونسي في الاحتفالات بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة (21 سبتمبر 2020)، وفي قمة مجلس الأمن المنعقدة في (24 سبتمبر2020) حول الحوكمة العالمية خلال مرحلة ما بعد وباء "كورونا".

إلى جانب ذلك، تابع الرئيس التونسي الملف الليبي، وأكد مواقف تونس الثابتة الداعية إلى إيجاد حل سياسي سلمي (ليبي-ليبي) دون أي تدخل أجنبي، وتأكيد هذا الموقف التونسي في كل اللقاءات والاتصالات الهاتفية والاجتماعات الأممية، إلى جانب تحضير تونس لاستضافة حوار بين الأشقاء الليبيين دون أي تدخل أجنبي وتحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك في بداية شهر نوفمبر المقبل.

وشهد العام الأول من رئاسة قيس سعيد، التمسك بمواقف تونس الثابتة الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وذلك من خلال استقبال رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء ووزير الداخلية الفلسطينيين في الثاني من مارس 2020، إلى جانب سفير فلسطين لدى تونس في 19 أغسطس، فيما قام الرئيس التونسي بزيارة إلى الجزائر في 2 فبراير بدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مثلت نقلة مهمة في العلاقات التاريخية الراسخة القائمة بين البلدين والشعبين.

وشملت الحصيلة الاستعدادات لاحتضان الدورة 18 لقمة الفرنكوفونية (نوفمبر 2021)، والإعلان عن استضافة تونس للدورة الثامنة لندوة طوكيو للتنمية في إفريقيا (TICAD 8) سنة 2022، واحتضان تونس لمبادرة "ازدهار إفريقيا" بمشاركة حوالي 450 مؤسسة أمريكية وإفريقية في (6 فبراير 2020)، إلى جانب الإشراف على اختتام الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية (22 سبتمبر 2020)، واستقبال العديد من الشخصيات الإقليمية والدولية البارزة (رؤساء برلمانات، رؤساء حكومات، وزراء خارجية، أمناء عامون لمنظمات إقليمية)، (ليبيا، فلسطين، الأردن، الجزائر، المغرب، إيطاليا، السعودية، الإمارات، الاتحاد الأوروبي، إسبانيا واليونان).

وفيما يتعلق بالجانب الأمني والعسكري، ترأس رئيس الجمهورية التونسية القائد الأعلى للقوات المسلحة، 4 اجتماعات للمجلس الأعلى للجيوش، للعمل على متابعة الأوضاع الأمنية داخل تونس وعلى الحدود، كما ترأس 6 اجتماعات لمجلس الأمن القومي خصصت للنظر في الإجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة وباء "كورونا"، إلى جانب مسألة مقاومة الإرهاب والجريمة.

وفيما يخص أملاك الدولة والأموال المنهوبة، أكد رئيس الجمهورية التونسية، في العديد من المناسبات، حرصه على المحافظة على المال العام وعلى ضرورة تطبيق القانون تطبيقًا كاملًا على الجميع على قدم المساواة ودون أي استثناء، وشدد على أن المصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات، كما طلب الرئيس قيس سعيد استحداث لجنة لدى رئاسة الجمهورية لمتابعة ملفات الأموال المنهوبة ومتابعة كل التجاوزات المتعلقة بأملاك المجموعة الوطنية داخل تونس وخارجها.

وعن مواجهة جائحة "كورونا"، زار الرئيس التونسي وحدة لتصنيع الكمامات بمدينة القيروان، وتابع الوضع الصحي، وعقد لقاءات مع وزير الصحة ووزير الشئون الاجتماعية والدفاع ورئيس الحكومة واتخاذ إجراءات لمجابهة الجائحة، وبأمر من رئيس الجمهورية، تم توجيه طائرة عسكرية على متنها فريق طبي من الصحة العسكرية ومحملة بمستشفى عسكري ميداني ومخبر جرثومي عسكري متنقل وقع تركيزهما بولاية قابس، ثم تم نقلهما إلى كل من قبلي وسيدي بوزيد كما تم نقل المخبر إلى القصرين (كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك).

وحول تعزيز الحقوق والحريات، استقبل قيس سعيد إعلاميين وممثلي هياكل نقابية، وأكد على دعم حرية التفكير وحرية الصحافة وعلى عدم المس منها، والعمل على احترام الدستور، وشدد على رفض ختم القوانين المخالفة للدستور، وتعزيز مكاسب المرأة، وتمويل مشاريع لفائدة المرأة الريفية بالتنسيق مع وزارة المرأة.

وشهدت حصيلة السنة الأولى من الفترة الرئاسية، التمثيل الواسع للمرأة خلال عيد المرأة، تأكيدًا على حقوق المرأة مهما كان انتماؤها الاجتماعي أو عملها، فضلًا عن تأكيد الرئيس على ضرورة تمكين كل النساء من حقوقهن وخاصة منها الاقتصادية والاجتماعية والعناية بالطفولة، وتكثيف المجهودات الدبلوماسية، للتمكين من استقدام أطفال تونسيين عالقين والعمل مع جمعيات مجتمع مدني وتوفير مساعدات للإحاطة بالأيتام ورعايتهم.

وفيما يخص الجانب الثقافي والفكري، تم تكريم مبدعات فى مجال الفن والفكر والثقافة بمناسبة عيد المرأة، إلى جانب لقاءات مع الكاتب الفرنسي جيل كيبال، ومع الكاتب التونسي جيلبار نقاش، واستقبال الشاب أمير الفهري الذي اختارته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) سفيرًا للشباب العربي المبدع، تشجيعًا للشباب في مختلف المجالات الإبداعية، كما استقبل الرئيس، الشاب وسيم الذوادي، المرشح التونسي الذي تم اختياره من بين العشرة شبان الأكثر تميزًا حول العالم على إثر مسابقة نظمتها الغرفة الفنية الدولية.