تعافي الاقتصاد الصيني رغم انكماشه عقب كورونا للمرة الأولى
كشفت تقارير محلية، الإثنين، عن عودة ازدهار الاقتصاد الصيني خلال هذه الفترة عقب تأثيره بفيروس كورونا المنتشر في البلاد، وانكماشه في البلاد للمرة الأولى منذ التسعينيات.
وبحسب تقرير لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، فقد ظن الكثيرون أن التنين الآسيوي تنتظره أيام صعبة، لكن ما حدث هو أن الاقتصاد الصيني عاد للنمو فيما غرقت بقية اقتصادات العالم في دوامة الانكماش.
وخلال الربع الثالث من هذا العام نما الاقتصاد الصيني بنحو 4.9 بالمائة، وصحيح أن هذه الأرقام قد جاءت أقل بقليل من توقعات المحللين، إلا أنها أكدت على أن مسيرة النمو التي بدأها اقتصاد الصين في الربع الثاني مستمرة.
توقع صندوق النقد الدولي مؤخرًا نمو الاقتصاد الصيني بنحو 1.9% خلال 2020 فيما سينكمش الاقتصاد العالمي خلال العام ذاته بنحو 4.4 بالمائة، وسيطال هذا الانكماش جميع الاقتصادات الرئيسية بلا استثناء بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا واليابان.
وعلى عكس البقية، تعافي الاقتصاد الصيني يمكن تفسيره بثلاثة جوانب رئيسية: الأول يتعلق بنجاح الحكومة في احتواء الفيروس خلال فترة قصيرة من خلال اتباع إجراءات إغلاق صارمة وسياسات تتبع للسكان حدت من انتشار الفيروس، وساعدت على تسريع العودة للحياة الطبيعية.
هذه العودة السريعة دعمت الاقتصاد بأشكال متعددة، فمثلًا عطلة الأسبوع الذهبي "العيد الوطني للصين" التي تعد موسمًا سياحيًّا رئيسيًّا في الصين خلال شهر أكتوبر، شهدت قيام أكثر من 630 مليون صيني برحلات داخلية وإنفاق ما يصل إلى 70 مليار دولار وهو رقم يعادل 70% من حجم الإنفاق الذي شهده هذا الموسم خلال العام الماضي.
الجانب الثاني يتعلق بسياسات التحفيز الاقتصادي، التي لجأت إليها الحكومة الصينية إن كان على مستوى السياسات النقدية التي قام بها البنك المركزي من خفض للفائدة وغيرها أو من خلال السياسات المالية التي تضمنت زيادة الإنفاق على مشاريع البنى التحتية ودعم الأعمال.
وفي الوقت ذاته، استفادت الصين من زيادة الطلب على المنتجات الطبية والوقائية المرتبطة بفيروس كورونا، وكذلك على المنتجات التكنولوجية التي تزايد الطلب عليها خلال فترة الحجر والعمل من المنزل، ونتيجة لذلك قفزت صادرات الصين بالربع الثالث فقط بنحو 10% متجاوزة 743 مليار دولار، ما دعم الاقتصاد.