قلق واستنفار في طرابلس إثر توترات متصاعدة بين الميليشيات
تشهد العاصمة الليبية طرابلس، منذ أمس الأربعاء، توترا أمنيا بين الميليشيات المسلّحة الموالية لوزير الداخلية، فتحي باشاغا، التي ألقت القبض على مهرب البشر عبدالرحمن ميلاد الملقب بـ"البيدجا"، وميليشيات مدينة الزاوية التي ينتمي إليها، تزامنا مع استمرار الأخيرة في تحشيد قواتها نحو طرابلس، وإطلاق تحذيراتها إلى باشاغا، لإطلاق سراح "البيدجا" أو استخدام القوة وإغلاق مصفاة النفط بمدينة الزاوية.
وأدى ذلك إلى قلق واستنفار في طرابلس، بعدما أمر وزير الدفاع بحكومة الوفاق، صلاح النمروش، الخميس، بعودة كافة الميليشيات المسلحة إلى مقراتها، خشية اندلاع مواجهات مسلحة على خلفية اعتقال مهرب البشر عبدالرحمن ميلاد الملقب بـ"البيدجا"، وذلك في إشارة إلى ميليشيات الزاوية التي وصلت إلى طرابلس لمساندته.
ونقلت وسائل إعلامية محلية، اليوم الخميس، عن النمروش الذي ينتمي كذلك إلى مدينة الزاوية، أن الوزارة أعطت تعليماتها للمدعي العسكري العام، بإعداد تقرير مفصل عن الأحداث التي جرت داخل طرابلس.
ودفعت مدينة الزاوية بعشرات العربات المسلحة نحو العاصمة، كما احتلت عددا من الميادين وأغلقت طرقات رئيسية، كما أطلقت الأعيرة النارية في الهواء، في مشهد أعاد إلى الأذهان حادثة توقيف وزير الداخلية، فتحي باشاغا، من قبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، وإحالته للتحقيق، أواخر شهر أغسطس الماضي، عندما انتقلت ميليشيات مصراتة إلى العاصمة لمساندته.
ويطالب بعض ناشطي مدينة الزاوية وزير الداخلية، بالقبض على المتهمين الآخرين في قضايا الاتجار بالبشر وتهريب الوقود، وارتكاب جرائم في حق الليبيين أسوة بالبيدجا، على غرار ابن مدينته مصراتة وقائد ميليشيات "لواء الصمود" صلاح بادي، والمهربّ أحمد الدباشي المقب بـ"العمو"، وذلك لتحقيق المساواة في العدالة وتطبيق القانون.
في حين يرى آخرون أن عملية الاعتقال هذه جاءت انتقاما من "البيدجا"، الذي خرج مؤخرا في بث مباشر، انتقد فيه الاستعانة بالمرتزقة السوريين والأتراك في الحرب الأخيرة وتفضيلهم على الليبيين، كما فضح علاقة بعض قادة الميليشيات المسلحة بالخارج وخصوصا تركيا، وعلى رأسهم وزير الداخلية، فتحي باشاغا.