«إيسيسكو» تطالب بتأسيس شبكة دولية لدعم التراث المهدد بالخطر
دعا الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، المنظمات الدولية العاملة في مجال التراث إلى تأسيس "الشبكة الدولية لدعم التراث المهدد بالخطر"، وتمكينها من إنشاء صندوق موحد لدعم المواقع والمعالم المتضررة بسبب جائحة "كوفيد-19" وغيرها من الأزمات، يكون تحت إشراف لجنة علمية وتنسيقية مكونة من ممثلين عن كل المنظمات.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع التنسيقي، الذي عقدته اليوم الثلاثاء، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، عبر تقنية الاتصال المرئي؛ بهدف وضع خطة عاجلة لإنقاذ التراث الإنساني المتضرر من جراء بعض الجوائح الطبيعية والكوارث، وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء في المتاحف والتراث.
وأوضح الدكتور المالك أن ضعف البنية التحتية وضعف مؤهلات الموارد البشرية، وعدم صيانة المواقع التراثية في كثير من الأحيان تشكل تحديا يحول دون استدامة الحق في التمتع بما صنعه الإنسان عبر التاريخ، مشيرا إلى أن أغلب مواقع التراث الثقافي في العالم ما زالت مغلقة بسبب الجائحة، وعدد كبير من المناطق الأثرية في نبتة ومروى بجمهورية السودان معرضة لتهديدات غير مسبوقة بسبب الفيضانات الأخيرة، والتي يمكن أن تؤدي إلى زوال آثار هذه الحضارة التي حكمت المنطقة طيلة 700 سنة، إضافة إلى أن أكثر من 640 مبنى تاريخيا في المدينة العتيقة ببيروت تعرض لأضرار جزئية من جراء انفجار مرفأ بيروت، و60 منها تقريبا تعاني خطر الانهيار التام بعد أشهر إن لم تتم صيانتها.
وشدد مدير عام "إيسيسكو" على أن المنظمة آلت على نفسها أن تعمل بجد لدعم الدول الأعضاء وغيرها، للتدخل السريع والعاجل للمحافظة على تراث الشعوب والدول، في ظل الأوضاع الراهنة التي تهدد الإرث الحضاري العالمي، حيث قامت بإنشاء صندوق التراث في العالم الإسلامي، ووضع مبلغ مبدئي قدره 250 ألف دولار أمريكي، لدعم المشاريع المتعلقة بحماية التراث الإنساني، كما خصصت 100 ألف دولار للمساهمة في حماية وترميم المواقعِ الأثرية المتأثرة بالفيضانات في السودان، و100 ألف دولار لدعم المؤسسات التعليمية الثقافية في لبنان، كما خصصت مليون دولار أمريكي لترميم المقتنيات المتحفية لفائدة 30 من المتاحف المتضررة من أزمة "كوفيد-19" في دول العالم الإسلامي.