ما الفئات الأكثر عرضة بالأنفلونزا في ظل مواجهة كورونا؟
مع اقتراب دخول فصل الشتاء، في المعتاد يأخذ الناس حذرهم من خلال أخذ الأمصال المضادة لاحتمال إصابتهم بالأنفلونزا الموسمية، لكن هذا العام مختلف عن سابقه، فلدينا فيروس جديد ومتحوّر، وحتى الآن، لم يتم الإعلان عن علاج رادع له بشكل جذري، إنما كلها محاولات لإيقاف تأثيره فقط، هو فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم منذ نهايات 2019.
في مصر كانت بداياته في مارس الماضي، ومن وقتها بدأت مصر في العديد من الإجراءات الوقائية التي عملت في الأيام الماضية على التقليل من أعداد الإصابات والوفيات بسبب كورونا بالتالي اتجهت تدريجيًا إلى تخفيف تلك الإجراءات، وإعادة فتح العديد من الأماكن بعد إغلاقها، لكن مع اقتراب الشتاء فإن عودة تلك الإجراءات هي السيناريو المرتقب خلال الفترة القادمة.
وفي ظل تلك الأحوال، نتحدث في التقرير التالي مع عدد من الأطباء الذين يوضحون الفئات الأكثر عرضة للإصابة، والتي عليها الحذر بشكل مضاعف خلال الفترة القادمة بحلول فصل الشتاء، والمحافظة على الإجراءات لتجنب الإصابة.
بداية، تشدد الدكتورة مايسة شوقي، رئيس قسم الصحة العامة بكلية طب جامعة القاهرة، على ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية، خاصة الأيدي وتجنب ملامسة الأسطح المختلفة، والحرص على ارتداء الكمامات في حالات الإصابة بالإنفلونزا، كذلك غسل الأيدي لمدة 20 ثانية عدة مرات في اليوم.
ووجهت شوقي انتقادًا لعدد من السلوكيات التي نتبعها عند الإصابة بنزلات البرد، حيث تكتفي بعض الأمهات بإعطاء أطفالهن خافض حرارة ثم تعيدهم للمدرسة مرة أخرى بمجرد انخفاض درجة الحرارة، وهو أمر خاطئ؛ لأن المصاب في هذه الحال يحتاج للراحة المنزلية لمدة 15 يومًا، وهي فترة حضانة الفيروسات.
وأوضح الدكتور محمود كامل، متخصص في أمراض المناعة، أن كورونا ليس له عمر معين كي يصيبه، لكن الأمر متعلق بمناعة الشخص نفسه، فأصحاب المناعات الضعيفة هي التي عليها الحذر من الفترة القادمة، أيضًا، كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مرضية مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، فهم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الفيروس.
وطمأن أصحاب المناعة القوية بأنه لا مجال لأن يخترق "كورونا" أجسادهم، قائلًا إن الفيروس حينما يدخل إلى جسم يمتع بمناعة قوية ينجح الجسم في إنتاج أجسام مضادة تقضي على الفيروس بمجرد محاولته الانتشار داخل الجسم أو إحداث مضاعفات.
وفي تصريحات سابقة، حذرت الدكتورة آن موين، رئيس قسم التأهب للأنفلونزا والاستجابة لها بمنظمة الصحة العالمية، من أنه مع دخول فصل الشتاء فإن انتشار عدوى الأنفلونزا في هذا الفصل في بلدان نصف الكرة الشمالي يمكن أن يسبب عبئا إضافيًا على الفئات الضعيفة وعلى الأنظمة الصحية في تلك البلدان والتي تبذل جهودًا بالفعل منذ شهور في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
وفي دراسة أجرتها هيئة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية على الأطفال من جميع الأعمار، في أغسطس الماضي، الذي أجري على مجموعة من حالات الإصابة بفيروس كورونا ظهرت في مخيم صيفي للأطفال في ولاية جورجيا بجنوبي الولايات المتحدة أثبتت أن 76% ممَن تم اختبارهم عادت نتائجهم إيجابية بالنسبة لإصابتهم بالفيروس وأن 25% منهم ثبتت إصابتهم لم تظهر عليهم أي أعراض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن من أوجه الشبه بين الأنفلونزا و"كورونا؛ تشير بيانات كورونا إلى أن 80% من حالات العدوى إما خفيفة أو عديمة الأعراض، في حين أن 15% منها وخيمة وتتطلب التزويد بالأكسجين، و5% منها حرجة وتتطلب التهوية، وهذه النسب من الإصابة بالعدوى الوخيمة والحرجة أعلى مما هو ملحوظ في حالات العدوى بالإنفلونزا.
وتشمل الفئات الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بعدوى الإنفلونزا الوخيمة الأطفال والحوامل والمسنّين والمصابين بمشاكل طبية أخرى مزمنة أو بالكبت المناعي، أما بالنسبة لكورونا فيشير الفهم الحالي إلى ازدياد مخاطر الإصابة بمرض وخيم مع تقدم السن ووجود أمراض أخرى متلازمة.
أما عن معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بكورونا أعلى من معدل الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا، وبحسب البيانات المتاحة حتى الآن فإن معدل الوفيات يتراوح بين 3% إلى 4%، أما معدل الوفيات بالعدوى فسيكون أقل من ذلك، أما معدّل الوفيات بالنسبة للإنفلونزا الموسمية أقل بكثير من 0.1%، أما الوفيات ترتبط إلى حد كبير بالحصول على الرعاية الطبية وجودتها.