رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثروت الخرباوى يكتب: خطة «الثلاثة محاور».. كيف تتحرك الجماعة الإرهابية ضد مصر؟

ثروت الخرباوى
ثروت الخرباوى

والله الذى لا أعبد سواه ما الإخوان إلا عصابة إجرامية تخطط لتخريب مصر، ولكن ما هو الخراب الذى يخططون له؟.. المسألة واضحة بلا لبس ولا غموض، ولكن قرائحهم بليدة لم تستطع إنتاج أفكار جديدة، هم فقط ينفذون ذات الأفكار القديمة التى حفظناها عن ظهر قلب، هم يريدون الخراب لنا ولن يقع، والعمار لهم ولن يكون، هم يقصدون تقسيم البلاد وتحويلها إلى عدة إمارات ودويلات صغيرة تكون جزءًا من خلافتهم الإخوانية.
توافقوا واتفقوا منذ زمن مع المخابرات الأمريكية على أن تتحول مصر على أيديهم إلى عدة إمارات، إمارة يطلقون عليها إمارة سيناء الإسلامية، ثم إمارة النوبة فى أقصى الجنوب، ثم إمارة القاهرة والدلتا، ثم إمارة الأقباط بالصعيد، ثم فى الغرب إمارة الصحراء وتبدأ من الساحل الشمالى، وتشمل منطقة الصحراء الغربية ومرسى مطروح وصولًا إلى حدودنا مع ليبيا، وبذلك نكون أمام جغرافيا جديدة لمصر التى ظلت عمرها كله بلدًا واحدًا، هذه الجغرافيا ستكون تابعة وخاضعة لأمريكا، وستكون بذلك مخزنًا للمواد الخام التى يرغبون فيها ويستخرجونها من تلك الإمارات الخمس، ثم لن تكون لها قوة ولا حيلة، ولا أى ثقل دولى ولا حتى محلى، وبذلك تبدأ إسرائيل فى تنفيذ مخططها التلمودى «من النيل إلى الفرات» دون أى مقاومة تذكر، وكيف تكون هناك مقاومة ومصر بلد النيل أصبحت بلدانًا متفرقة بينها خلافات عقائدية، والعراق مريضة ومقسمة، وسوريا مفتتة ومنهوشة اللحم والعظم، وبذلك يكون النيل والفرات تحت إمرة أمريكا وفى خدمة الخريطة الجديدة لإسرائيل، ولكن الإخوان لهم حلمهم، فهم يترقبون ذلك اليوم الذى سيجلسون فيه فى تركيا تحت إمرة الخليفة الإخوانى، الذى سيجعل من أنقرة عاصمة للخلافة، ويبسط دولة خلافته المريضة على تونس والجزائر وليبيا والسودان وتشاد، ثم على بعض إمارات مصر المفتتة، ثم السعودية ودول الخليج، ثم سيتوالى فى مشروعهم باقى الدول كالمغرب والصومال وغيرهما ولكل دولةٍ حين، وقد أطلقوا فى خطتهم «المئوية» على تلك الخلافة اسم «دولة الولايات المتحدة الإسلامية»!. تلك قسمتهم، لإسرائيل ما تشاء وللإخوان ما يشاءون وبينهما برزخ لا يبغيان، هذا البرزخ هو قوة ونفوذ أمريكا التى ستمنع من التقاء البحرين، ولكن كلا البحرين ما هما إلا فرع من المحيط الأمريكى العملاق!.
الآن سنخرج من الكلام النظرى لندخل إلى العملى، وعند جهينة الخبر اليقين، ولكى نضع الأمر على بساط البحث فإننا يجب أن نفهم نفسية الإخوان، فقد كانوا فيما مضى فى الأيام الخوالى يحاولون بقضهم وقضيضهم الاقتراب من دوائر الحكم، وذات ليلة ليلاء من ليالى مصر وجدوا أنفسهم فجأة فى قلب دائرة الحكم، هم الرئيس والوزير والخفير، بل هم كل شىء، يقربون من يشاءون ويبعدون من يشاءون ولا معقب لديهم، وبعد عام أصبحت الرئاسة الإخوانية أثرًا بعد عين، وضاع منهم كل شىء، وتوالت الأحداث، وأخذ الإخوان بإرهابهم يبتعدون شيئًا فشيئًا عن الشعب، بل أصبحوا أعداءه، حتى باتت عودتهم للحكم ولو بأمريكا أو حتى إبليس ضربًا من ضروب الخيال، ولكن هل يفكر الإخوان فى العودة عن طريق تحسين ظروف البيئة التنظيمية التى يعيشون تحت سقفها، أم أن كل تفكيرهم منصب على إسقاط الدولة كلها بأى شكل من الأشكال.
لا شك أن سقوط محمود عزت فى يد الأمن أسقط أحلامهم، فقد كان هذا الرجل هو المخطط التنظيمى الأعلى فى الجماعة، وهو الذى كان يعمل على إعادة إحياء التنظيم بعد أن تشرذم وتفتت وأصبح رمادًا تذروه الرياح، لذلك كان اختيار التنظيم الدولى لإبراهيم منير كى يقوم بدور الرجل الأول فى الجماعة هو محاولة لرأب الصدع والاستمرار فى إعادة إحياء التنظيم المتهالك، ولكن كما يقول المثل «شهاب الدين أظرط من أخيه»، فإبراهيم منير مختلف عليه داخل تنظيم مصر، كما أنه لا يعرف الكثير عن الذى يدور فى خبايا التنظيم المصرى لإقامته فى لندن، ولكنه وبالتعاون مع أجهزة مخابرات غربية، وبالتنسيق مع قطر وتركيا، وضع مخططات تستهدف مصر، فلا شك أن إسقاط الدولة هو الخيار الاستراتيجى الأول للتنظيم الدولى للإخوان، كما أنها تعمل على هذا لتحقيق أهداف «الخريطة الاستعمارية الجديدة للمنطقة» إذ إن مصر لو سقطت لا قدر الله فلن تسقط إلا فى حجرهم هم باعتبارهم المندوب السامى للمستعمر الجديد، فهم أصحاب التنظيم القوى المسلح، وهم الذين يتلقون الملايين من أصحاب هذا المشروع، وهم الذين يملكون الشركات والمؤسسات والجمعيات فى مصر وخارج مصر، حينئذ لن يكون أمامهم إلا الحكم بقوة السلاح ليكونوا أكبر مستبد عرفه التاريخ، وأكبر حاكم يعمل بالوكالة عن سيده الذى فى الغرب، وهم فى سبيل تحقيق حلم العودة للحكم وإسقاط الدولة يعتمدون على قوتهم الإعلامية، ولجانهم الإلكترونية التى تعمل على إسقاط الروح المعنوية للشعب المصرى، كما أنهم فى سبيل ذلك يشنون إرهابًا اقتصاديًا متعدد المحاور، وأخطره وأكبره أثرًا هو اللعب على تدمير الاحتياطى النقدى للبلاد عن طريق منع السياحة الأجنبية بإثارة المخاوف من خلال عملياتهم الإرهابية، وأيضًا شراء العملات الأجنبية بأعلى سعر من المصريين العاملين فى الخارج قبل تحويلها إلى ذويهم فى مصر، ثم تدمير قدراتنا الإنتاجية من خلال المدسوسين منهم فى المصانع والشركات، أما أداتهم الكبرى فى تحقيق ذلك فهى أموالهم الضخمة التى تفوق التصور، وبذلك تتحرك الجماعة وفق ثلاثة محاور، محور الإعلام للتأثير النفسى والمعنوى على الشعب المصرى ليقع فريسة لأكاذيبهم، ومحور الاقتصاد بضرب اقتصاد مصر من ناحية، وتعظيم اقتصادهم الذى سينفق على مشروعهم التخريبى، ومحور كتائبهم المسلحة المدربة تدريبًا احترافيًا لكى يفرضوا أنفسهم بالسلاح على حكم مصر، وقد كان هذا هو أصل خطتهم من البداية، وكان واضحًا بلا مواربة بحيث يفهمه كل من لديه نظر، والمدهش أن أمريكا لم تُخف خطتها أبدًا، كما أن الإخوان أعلنوا فكرتهم هذه أكثر من مرة، والغريب أن معظم أفراد النخب المصرية كانوا يغلقون عيونهم، ويصمون آذانهم، ويذهبون فى كل حين للارتماء فى أحضان الإخوان تارة، وفى أحضان الأمريكان تارة أخرى، حدث هذا رغم أن أمريكا قالت من خلال وزيرة خارجيتها منذ سنوات بعيدة إنها تعمل على إثارة فوضى عارمة فى المنطقة كلها، ثم من هذه الفوضى سيقومون بتخليق نظامٍ جديد وحكمٍ جديد، وأطلقت كوندوليزا رايس على خطتهم عنوانًا براقًا هو «الفوضى المنظمة» وبترجمة دقيقة «الفوضى الخلاقة»، وأخذنا نحن فى بلادنا نردد ببلادة ذلك التعبير الفوضوى، وسرنا قدمًا نحو تحقيقه، ثم حققته عُصبة من بلادنا، فكان اقتحام السجون وحرق الأقسام والمؤسسات وقتل الأفراد لندخل فى الفوضى العارمة، ثم كان تنظيم هذه الفوضى وجعلها خلاقة بتخليق الإخوان وتمكينهم من الحكم، ويبدو أن أمريكا اعتمدت فى ترويج خطتها علنًا على تلك المقولة القديمة التى تقول إننا لا نقرأ وإذا قرأنا لا نفهم، وإذا فهمنا لا نعمل، ويا للأسف على تلك النخب الحمقاء التى ساعدت أمريكا ولا تزال على تحقيق خطتها! ولكن فى ذات الوقت الذى تهاوت فيه نخبنا المزيفة تحت أقدام أمريكا ثم تحت أقدام الإخوان كان هناك فى بلادنا من يرى ويسمع ويضع خططه لإفشال خططهم، وكان فى بلادنا شعبٌ تكوّن له وعىٌ فريد اكتسبه عبر تراكم حضارى، فثار الشعب على خطتهم والتحم الجيش بالشعب فى منظومة لا مثيل لها عبر التاريخ، وكلنا يعلم تلك الملحمة ويعلم خباياها، فقد باتت من المعلوم للجميع بالضرورة.
والآن وبعد أن أصبح الدرس محفوظًا، وتغير وعى الشعب المصرى فأصبح وعيًا خلاقًا، ومع ذلك يعود الإخوان بنفس الوسائل لمحاولة إدخال البلاد فى حالة فوضى، وعبر سنواتنا الماضية وهم يمارسون نفس الألاعيب حتى أصابنا الملل منهم ومن عرائسهم المتحركة، وكم كانت عرائسهم كثيرة، كان أيمن نور عروسة لهم، ثم ظهر غيره ومن نفس مدرسته، ثم رأينا عرائس من مدارس أخرى منحرفة، مثل العروسة عبدالله ترتر، والعروسة محمد على، وما أبأس جماعة تعتمد على عرائس شاذة ولا تعلم أن الدرس قد انتهى.