أقباط إسنا يحتفلون بعيد استشهاد الفلاحين الثلاثة (صور)
احتفل أقباط مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، صباح اليوم الإثنين، بعيد استشهاد الثلاثة فلاحين شهداء مدينة إسنا، وهم سورس وأنطوكيون ومشهوري، والذي التقى بهم أريانوس الوالي الروماني في زيارته الرابعة للمدينة بعد المذبحة التي أجراها في إسنا، والتي استشهد فيها جميع أقباط المدينة.
وقد بدأت الاحتفالات بالشهداء الثلاثة برفع بخور عشية ثم تطييب الرفات المقدسة، وأعقبها إقامة تسبحة نصف الليل وصلوات القداس الإلهى، وترأس الصلوات القس متاؤس القمص زخاري راعي كنيسة الأم دولاجي وأولادها الأربعة، والقس فيلوباتير سفين كاهن كنيسة العذراء مريم باسنا، وذلك فى مزارهم بمنطقة أحمد عرابي وسط مدينة إسنا.
ويحكى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ أن أقباط مدينة إسنا تعرضوا للاضطهاد في عهد الملك دقلديانوس الوالي الروماني، ولهذا قام إريانوس والي أنصنا، بجولة في الصعيد الأعلى ليشرف بنفسه على تنفيذ أوامر أضطهاد المسيحيين، لتشهد المدينة 4 وقائع للاضطهاد بدأت بالأم دولاجي وأولادها الأربعة، أعقبها استشهاد بعض أراخنة المدينة أي كبار القوم آنذاك، وفي المرة الثالثة كانت المذبحة الكبرى والتي أستشهد فيها 160 ألفًا من أبناء الكنيسة.
أما الاضطهاد الأخير فهم الفلاحون الثلاثة سورس، أنطاكيون، مشهوري، والذين التقى بهم أريانوس الوالي في زيارته الرابعة للمدينة، بعد المذبحة التي أجراها في إسنا، والتي أستشهد فيها كل المدينة فكانوا يسيرون على جسر المدينة ويحملون فؤوسهم، فصاحوا بصوت عظيم: "نحن مسيحيون مؤمنون بالسيد المسيح"، فقال الجند للوالي: "أما تسمع هؤلاء الرجال الفلاحين الذين يصيحون؟"، فقال الوالي: "قد أرجعنا سيوفنا إلى أغمادها إذ تلمت من كثرة القتل، وإذ عرف الفلاحون المؤمنون بذلك وكانوا يحملون فؤوسهم على أعناقهم، قالوا للوالي: "اقتلنا بفؤوسنا فأمر الوالي جنده أن يقتلوهم بفؤوسهم، فمدوا أعناقهم على حجر كبير كان في ذلك الموضع، وقطع الجند رؤسهم بالفؤوس، وبنيت لهم مقبرة بعد إنتهاء الاضطهادات. ومع مرور القرون زالت آثار المقبرة، إلى أن رأى أحد سكان إسنا في أواخر القرن التاسع عشر رؤيا في إحدى الليالي تطلب إليه أن يذهب إلى بحري البلد ويحفر في مكان معين محدد بالجير فسيجد رفات هؤلاء القديسين الثلاثة، وأن يقوم ببناء مقبرة لهم، وهي المزار الحالي لهم والذي يقع وسط مدينة إسنا.
ويحرص أبناء المدينة من الشعب القبطي على زيارة مزار الثلاثة شهداء الفلاحين القابع بوسط المدينة للنيل من بركات هؤلاء الشهداء على مدار العام.