رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأعلى للثقافة» يناقش مشكلة الهوية الوطنية والتحديات الإقليمية

المجلس الأعلى للثقافة
المجلس الأعلى للثقافة

عقد المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان "حول الهوية الوطنية والتحديات الإقليمية المعاصرة"، نظمتها لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا بالمجلس بمشاركة كل من الدكتور أحمد مجدى حجازى، الدكتور مراد وهبة، الدكتور مصطفى النشار، وأدارها الدكتور أسامة عبد البارى، وروعى تطبيق الإجراءات الاحترازية المقررة بهدف الوقاية من فيروس كورونا.

بدأت الندوة بكلمة الدكتور مصطفى النشار، مقرر لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، حيث رحب بالسادة الحضور فى افتتاح صالون التنوير فى أولى الفعاليات التى تنظمها اللجنة عقب عودة الأنشطة الثقافية، مشيرا إلى أن هذه اللجنة أصبحت تضم لجنتين وهما: "لجنة الفلسفة، ولجنة الاجتماع والأنثروبولوجيا".

وشكر مقررا اللجنتين وأعضائهما بالدورة السابقة لدمجهما، مشيرًا إلى تقديمهم جهد وفيرة ضمن أنشطة المجلس، موضحا: "إننا نستكمل هذه المهمة، فقد أجمعت اللجنة على أن يكون الموضوع عن الهوية الوطنية لنبدأ نشاطنا بتحديد الهوية الوطنية وما نواجه من تحديات إقليمية ودولية، لابد أن يكون لنا موقف ورأى حولها".

ثم ألقى الدكتور أسامة عبد البارى كلمته، التى بدأها بتوضيح أهمية موضوع الندوة؛ حيث قال: "إننا نناقش قضية مهمة، تمتلك أعلى درجات الأهمية؛ لأنها قضية وجودية فى المقام الأول"، موضحا "حديثنا عن مفهوم الهوية وربطها بصفة المواطنة له أهميته الكبيرة، وخصوصًا فى هذه الفترة، كما أن اختيار هذا العنوان فى بداية لقاءاتنا الشهرية، ارتبط بزخم كبير والكثير من المناقشات باللجنة انتهت إلى أنه لا بد أن تكون البداية على درجة كبيرة من القوة".

وذكر: "هذا يرجع لمحاولة الربط بين الحس الفلسفي والاجتماعي والقضايا التي تهم مجتمعنا المصرى بشكل أساسى، خاصة وأن تحديد مفهوم الهوية يرتبط بعناصر مادية واجتماعية وثقافية وسياسية، إلا أن تحقيق مفهوم الهُوية فى الشكل المعاصر أصبح يأخذ منحًا مختلف يرتبط بما يدور حولنا من صراعات إقليمية سواء على المستوى الاجتماعى أو الاقتصادى أو السياسى".

ثم تحدث الدكتور مراد وهبة، الذى جاءت مشاركته عبر مقطع فيديو مسجل تم بثه خلال الندوة؛ واعتذر عن عدم تمكنه من الحضور بسبب حالته الصحية، وأنه كان يرغب فى المشاركة بالحضور فى هذه الجلسة الافتتاحية، ولكن مطلبًا طبيًا جعل بقاؤه بالمنزل أمر ضرورى.

وأشار إلى أنه إذا كان لكل زمان نخبة؛ فمعنى هذا أن لدينا نخبتين، إحداهما يمكن أن يقال عنها أنها نخبة ما قبل، إلا أن صفتها على هذا النحو يلزم منها القول بأن مرورًا افتراضى قد انتهى، وهو الأمر الذى دفع الزعيم الدرزى "وليد جنبلاط" بعد احتراق مرفأ بيروت، إلى قول عبارة ترقى إلى مستوى الحكمة "نحن قد أصبحنا من الماضى".

وتابع: "أما عن النخبة الثانية يمكن أن يقال عنها أنها نخبة ما بعد، إنها نخبة جديدة بفكر جديد وبمصطلحات جديدة فى مواجهة تحديات جديدة، ومن هنا تكون على هذه النخبة مسؤولية تحديد هويتها، وفى هذا المعنى يمكن أن يقال على هذا الصالون الثقافى أنه المقر الذى ولدت فيه هذه النخبة الجديدة، ومن ثم يكون فى الإمكان وضع لوحة على مدخله مكتوب عليها (هنا مولد النخبة الجديدة) وشعارها (نحن نريد أن نصبح من المستقبل)".

ثم تحدث الدكتور أحمد مجدي حجازى، عن حقوق الإنسان وسؤال المواطنة نحو بناء مواطن إنسان، الموضوع يرتبط بحقوق الإنسان بشكل عام والهوية والمواطنة بشكل أساسى ومحاولة التفكير فى بناء إنسان جديد، إنسان يرتبط بملامح إنسانية معينة يجب أن نتحلى بها بشكل عام، ولذك اختار نظرية أساسية تسمى: (Human security).

وأردف أن هذه النظرية يمكن أن تشكل ما نطلق عليه المواطن النشط أو المواطن الفاعل، ثم تابع كلمته مستعرضًا عدة تساؤلات يمكن الإجابة على أى منها فى هذا الموضوع، مثل: "لماذا يروج للإنسان فى لحظة ما شعور بفقدان الوطنية وفى أى ظروف دنيوية يفتقد هذه القيم أو قيم المواطنة؟".

وعرض تساؤل "هل الإحساس بالهُوية الوطنية متأصل فى التراث الثقافى للأمة أم هو قابل للتغيير؟"، إذا افترضنا أن الهُوية ثابتة والشعور الأصيل بالمواطنة يبقى السؤال المشكل: "لماذا وكيف ومتى يتحلى الإنسان أو يبحث عن هُوية أخرى؟"، أسئلة وإشكاليات مُثارة وجدل دائر بين جماعات من المثقفين ورجال الفكر والاجتماع تبحث عن إيجابيات مقنعة.