رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الناس والنيل».. حكاية الفيلم المزدوج ليوسف شاهين

يوسف شاهين
يوسف شاهين

روى المخرج الراحل يوسف شاهين حكاية فيلمه المزدوج «الناس والنيل» في حواره لجريدة «الحياة» عام 1999، حيث قال «بدأت قصة فيلم الناس والنيل عام 1964، عندما أسندت إلى المؤسسة العامة للسينما مهمة إخراج فيلم عن السد العالي الذي كان العمل فيه ما زال في بدايته، واقترحوا لي رواية للكاتب موسى صبري بعنوان «غدًا تبدأ الحياة»، لكني وجدت الرواية غير متوافقة مع قناعاتي فقررت أن أعها جانبا، وقمت بكتابة سيناريو آخر مختلفا عن الرواية، وقدمته للرقابة».

وأضاف: «بعدما قدم المخرج يوسف شاهين السيناريو للرقابة، بدأ في اختيار الممثلين وكان يضم حينها نادية لطفي وسناء جميل وسيف الدين، وسافر إلى أسوان ليصور بعض المشاهد التسجيلية لعملية بناء السد العالي، وفور عودته للقاهرة أخبروه أن رئيس المؤسسة العامة للسينما يريد مقابلته، وهناك كان ينتظره مع الكاتب موسى صبري، وعلامات الارتياح تبدو على وجهيهما، وسأله رئيس مؤسسة السينما: "انت بتصور إيه، الرقابة ماأديتكش تصريح تصوير السيناريو؟"، فرد شاهين، بأنه حصل على التصريح، وشك أنه رئيس المؤسسة يريد مجاملة رئيس الرقابة وموسى صبري».

وعلم «شاهين» بعد ذلك أن ما أغضب موسى صبري هو أن مصطفى أمين قال له بسخرية: «ياعم ولا بيشتغلوا على الرواية بتاعتك ولا حاجة»، فتوجه «صبري» إلى رئيس مؤسسة السينما ليشكو شاهين، ووقتها غضب رئيس مؤسسة السينما، وقال: «أنت عاوز تفكر على كيفك يا أستاذ»، وكان رد «شاهين» بألفاظ وصفها بأنها «قليلة الأدب»، ثم قال: «ما أنتو عارفين أني ما بشتغلش على قصة موسى صبري».

وهنا انتهى العمل على النسخة الأولى من فيلم «الناس والنيل» وبعدما هاجر «شاهين» وعاد مرة أخرى باستدعاء من الرئيس جمال عبدالناصر، وبدأ العمل مرة أخرى على الفيلم من جديد، وكتب سيناريو جديد عن قصة لعبدالرحمن الشرقاوي، وكونا فريقا ممثلين جددا وهم عماد حمدي وزوزو ماضي ومديحة سالم وسيف الدين وصلاح ذوالفقار، وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم أقام له عرضًا خاصًا وفوجئ بكارثة، وهو أن الفيلم لم يعجب السوفيات، واتهموه بأنه أظهر النوبة أجمل بكثير من موسكو ولنينغراد، كما غضب المسئولون المصريون واتهموه بأنه جعل المهندس الروسي يبدو وكأنه هو الذي بنى السد العالي وقلل من شأن المهندس المصري.

الفيلم رفض من الجهتين، ووضع على الرف، وطلبوا منه أن يصور فيلما جديدًا بطولة سعاد حسني، لكن «شاهين» أخد بعض المشاهد التسجيلية التي صورها لبناء السد العالي ومشاهد الممثلين الروس التي صورها في الاتحاد السوفياتي وأضافها إلى الفيلم الجديد الذي صوره بالممثلين الجدد، سعاد حسني وعزت العلايلي ومحمود المليجي، لكن تمر السنوات، ويكتشف نسخة من الفيلم في السينماتك الفرنسي، ويخرج الفيلم للحياة، ويتم استقباله بترحاب شديد من الجمهور الفرنسي عندما يعرض في باريس.