رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفراعنة يتصدرون غلاف «ناشيونال جيوغرافيك العربية»

الفراعنة
الفراعنة

وسط الأوبئة وجائحة "كورونا" فرض الكهنة متعهدي خدمات الدفن من المصريين القدماء أنفسهم على غلاف مجلة «ناشيونال جيوغرافيك العربية» لتصدر المجلة العالمية بغلافين لعدد أغسطس أحدهم لتاريخ الأوبئة وآخر مخصص فقط لمصر عن "تجارة الموت".

وفي تقرير غريب من نوعه، رصدت المجلة - التي تصدر من أبوظبي وتترأس تحريرها السعد المنهالي- ورش تحنيط الموتى التي تُطل من بواطن أرض الكنانة، وكشف التقرير عن أن الكهنة كانوا يضمنون للزبائن انتقالًا مريحًا إلى الآخرة، وفتحوا لأنفسهم موردَ رزق وفير في العاجلة.

ويشير التقرير أن أصحاب مهنة تحضير المقابر والتحنيط كانوا على جانب كبير من الفطنة والذكاء التجاري، إذ تعددت «عروضهم الجنائزية» حسب الطلب، ووفق الاستطاعة المادية لشتى الشرائح الاجتماعية.

وبحسب التحقيق الصحفي لـ" ناشيونال جيوغرافيك العربية" كان المحنِّطون يمتلكون حسًّا تجاريا قويا؛ إذ كانوا يقَدمون لعُملائهم خياراتَ دفن تنم عن ذكاء حاد، فإذا لم يكن بوسع المرء دفع تكاليف قناع دفن فاخر من الذهب والفضة، فيمكنه اختيار عرض آخر قوامه "الجص الأبيض والرقائق الذهبي، أما إذا لم يكن للمرء ما يكفي من المال لحفظ أحشائه في أوعية من المرمر المصري اللامع، فيمكن أن تُعرَض عليه مجموعة بديعة من الطين المطلي.

وكان قدماء المصريين، بحكم اعتقادهم بضرورة بقاء الجسد سليمًا لإيواء الروح خلال الحياة الآخرة، يرون في التحنيط مزيجًا من الطقوس المقدسة والإجراءات الطبية، فقد كانت هذه العملية تجري وفق مراسم دقيقة وتتخللها طقوس وصلوات معينة تؤدى في كل يوم من الأيام السبعين التي تستغرقها عملية تحويل جسد الميت إلى مومياء.

وما أهرامات الفراعنة الشاهقة والذهب اللامع من قبر "الملك توت عنخ آمون" إلا شواهد ناطقة تُذكّرنا بالحد الذي مضى إليه المصريون الأكثر ثراءً في سعيهم لضمان قضاء حياتهم الأبدية في بحبوحة ورغد.

وقد ضم المجتمع المصري القديم فئة كاملة من الكهنة الذين كرّسوا خدماتهم لرعاية أرواح الموتى، وكان توصيفهم المهني يتضمن صيانة المدافن والصلاة من أجل أصحابها المتوفين، وكان بعضهم يمتلك عشرات المدافن التي يضم كلٌّ منها مئات المومياوات.