رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فؤاد زويريق ناعيا «طبيب الغلابة»: حالة استثنائية بعالمنا العربي

الدكتور محمد مشالي
الدكتور محمد مشالي

نشر الناقد السينمائي المغربي فؤاد زويريق، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"٬ احتفاء المغاربة بالدكتور محمد مشالي الشهير بـ " طبيب الغلابة"، الذي رحل عن عالمنا أمس٬ عبر جداريات من مدينتَيْ فاس والمحمدية المغربيتين.

كما نعي الناقد السينمائي المغربي الدكتور محمد مشالي من خلال منشور له قائلا: "رحل عن عالمنا الطبيب المصري الدكتور محمد مشالي، هو طبيب ليس ككل الأطباء هو حالة استثنائية في المجال الطبي بعالمنا العربي، مجال أصبح فيه أغلب الأطباء مجرد جزارين يبحثون بكل السبل عن الكسب السريع ولو على حساب ضمائرهم وأخلاق مهنتهم، يفتحون عياداتهم وكأنهم يفتحون محلات جزارة، ويتعاملون مع مرضاهم وكأنهم سلعة خاضعة لقانون العرض والطلب، لا يهمهم الجانب الإنساني ولا القسم الذي أقسموه عند تخرجهم، كل ما يهمهم في هذه الحياة هو تسمين حسابهم البنكي، وهذا حقهم طبعا ولن نصادره منهم لكن على الأقل عليهم أن يراعوا بالموازاة معه الجانب الإنساني والأخلاقي".
و تابع "زويريق": "نادرا ما تسمع في عالمنا العربي عن طبيب تفرغ نهائيا وطيلة حياته لرعاية وعلاج فئة معينة من المجتمع، فئة جار عليها الزمن ورشقها القدر بكل أنواع العوز والشقاء، فئة لا تجد حضنا يخفف عنها القليل من العبء والألم، لكن يبقى الدكتور محمد مشالي ذاك الاستثناء وذاك الحضن الذي احتوى هذه الفئة، فئة الفقراء والمعوزين حتى وُصف بـ''طبيب الغلابة'' أما أنا فأصفه بالطبيب الإنسان إذ لا يوجد هناك طبيب للغلابة وطبيب للأغنياء فالوضع الطبيعي أن يكون الطبيب إنسانا قبل كل شيء، يحتكم إلى ضميره وإنسانيته في تعامله مع مرضاه كيفما كان وضعهم الاجتماعي، ولأن الوضع أصبح شاذا فقد تحول فيه الدكتور محمد مشالي إلى بطل قومي رغم أن ما يقوم به هو الذي يجب أن يقوم به كل طبيب حتى أنه حصل على لقب الطبيب المثالي -وهو لقب يستحقه- وهذا اعتراف ضمني بأن باقي الأطباء غير مثاليين، وهذا صحيح لأن أغلبهم كذلك فالطبيعي أن يكون العكس، أي القلة القليلة منهم هي التي يجب أن تحلق خارج سرب المثالية والإنسانية".