رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زعيم «الرحامنة»: السيسى بعث رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه الاقتراب من «الخط الأحمر»

عبدالرازق موسى
عبدالرازق موسى

أشاد العمدة عبدالرازق موسى بولميلس، زعيم قبيلة «الرحامنة» الليبية، بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى من الأزمة الليبية، والعدوان التركى على الدولة الشقيقة المجاورة.
واعتبر «موسى»، فى حواره مع «الدستور»، أن «السيسى» بعث رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه الاقتراب من «الخط الأحمر»، الممثل فى مدينة «سرت» وحى «الجفرة»، خلال كلمته فى العرض العسكرى بمدينة «سيدى برانى».
وكشف زعيم «الرحامنة» عن آخر التطورات الميدانية فى ليبيا، خاصة فى ظل ما يتردد عن اندلاع مواجهة عسكرية محتملة مع العدو التركى والمرتزقة والإرهابيين المنضمين تحت لوائه، والجيش الليبى.

■ بداية.. ما الذى حدث فى ليبيا طوال السنوات القليلة الماضية وانتهى بما هى فيه الآن؟
- فى البداية توغلت التنظيمات الإرهابية فى ليبيا، مثل «أنصار الشريعة» وغيرها من الميليشيات التابعة لجماعة «الإخوان»، وأعلنت قيام «إمارة إسلامية» فى «درنة»، التى أصبحت ملاذًا لكل المتطرفين من مختلف دول العالم، وكادت أن تتمدد فى البلاد، وبالتحديد فى «صبراتة» و«بنغازى» و«أجدابيا»، لكن بفضل حنكة ووطنية المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى، أصبح الوضع مختلفًا.
وقبائل «برقة» قدمت دعمًا غير محدود لـ«حفتر»، وطالبت البرلمان بتكليفه بقيادة الجيش، فاستطاع تجميع بقايا الجيش وقاوم الميليشيات، وأنشأ كلية عسكرية تخرج فيها آلاف الضباط، وأصبح لليبيا جيش وطنى ضخم.
فى المقابل، استعان «الإخوان» بالمستعمر التركى، الذى لنا معه ثأر قديم، واحتل الوطن لأكثر من ٤٠٠ عام، ثم سلمه للمحتل الإيطالى، لكن أؤكد أننا لن نهدأ قبل استئصال هذا الورم السرطانى الإخوانى من البلاد.
■ وماذا عن تطورات الأوضاع الميدانية فى ظل ما يتردد عن مواجهات محتملة فى «سرت» و«الجفرة»؟
- الأوضاع ممتازة ومعنويات الجيش الليبى عالية، ويعيد حاليًا ترتيب أوراقه بعد المعارك الكبيرة التى خاضها فى الفترة الماضية على أكثر من جبهة، ضد قوة استعانت بكل مرتزقة العالم وبدولة استعمارية، لكنه صمد وقاتل بشراسة وشرف أمامها.
والجيش الليبى مؤيد من القبائل والدول الصديقة وعلى رأسها مصر، وتجلى ذلك فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال العرض العسكرى فى منطقة «سيدى برانى»، الذى أرسل رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه الاقتراب من الخط الأحمر ممثلًا فى «سرت» و«الجفرة».
■ لماذا يريد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان دخول «سرت» و«الجفرة» تحديدًا؟
- الأتراك و«الإخوان» يعلمون جيدًا أهمية «سرت» و«الجفرة»، فمن يسيطر عليهما يسهل عليه السيطرة على البلاد، لربطهما بين الشرق والغرب والجنوب.
و«سرت» تحديدًا تضم كميات هائلة من النفط، وقريبة من الموانئ النفطية العملاقة مثل «السدرة» و«الزويتينة» و«رأس لانوف»، ويسهل الوصول منها إلى الجنوب الشرقى، حيث كبرى الحقول النفطية، مثل «السرير» و«مسلة» و«النافورة» و«أبوالطفل» و«الواحة» و«البيضاء» و«آمال» و«الشرارة».
أما «الجفرة» فتضم معسكرات الجيش ومطاراته العسكرية، التى يمكن استخدامها للوصول إلى أقصى الغرب وأقصى الجنوب، لذلك فإن المنطقتين أكثر أهمية من العاصمة طرابلس، خاصة أن منابع المياه التى تغذى غرب البلاد تقع فى الشمال الشرقى للبلاد، حيث «النهر الصناعى العظيم».
■ ماذا عن الوضع العسكرى على الأرض؟
- أؤكد أن الجيش الليبى مستعد لكل الاحتمالات، وأن الشعب الليبى يسانده، وكل ما ينقصه هو الحصول على دعم لوجستى من الدول الصديقة، لتعويض الفوارق التقنية التى تمتاز بها ميليشيات الإرهابيين والمرتزقة.
وأرى أن إعلان وقف إطلاق النار ضرورى فى الوقت الحالى، ويعطى المزيد من الوقت للتفاهم والوصول إلى حلول ترضى جميع الأطراف، لكن هذا لن يحدث إلا بضغط الدول الفاعلة.
فالحرب فى ليبيا هى «حرب بالوكالة» لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى، وتركيا أداة تنفيذ هذه الأجندة، فى مقابل أن يكون لها نصيب من ثروات الليبيين، فلا أحد يعقل أن تركيا قادرة على تنفيذ تحركاتها الأخيرة دون الاتفاق مع الغرب.
■ فى ضوء هذه الرؤية.. كيف تقيم الموقف الأوروبى من العدوان التركى على ليبيا؟
- أرى أن الموقف الأوروبى من الاحتلال التركى فى ليبيا «ضبابى» ويدعو إلى السخرية والاستغراب، ففى الوقت الذى يرى فيه العالم كله كم الأسلحة والمعدات الحربية والمرتزقة الذين يرسلهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى بلادنا، لم نر من هذه الدول أى تحرك، حتى ولو ببيانات شجب أو استنكار لما يحدث.
الموقف الأوروبى يشجع تركيا على استباحة الدماء والثروات الليبية دون رقيب، وهى لا تستطيع فعل ذلك لو لم تحصل على «ضوء أخضر» من دول فاعلة، خاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
هذا كان واضحًا عندما انسحبت فرنسا من عملية «إيرنى» التى استهدفت وقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا، بحجة عدم جدية الاتحاد الأوروبى فى التنفيذ، على الرغم من أنها نفذت عمليات عسكرية منذ ثورة ١٧ فبراير ٢٠١١، قبل صدور قرار الأمم المتحدة، ولم تأخذ الإذن من أحد.
وكذلك الموقف الروسى ضعيف ومتذبذب تجاه الأزمة الليبية، وموسكو تخاف من فقدان وجودها فى سوريا، وتعتبرها أهم من ليبيا، لذا أرى أن الغرب استغل الأزمة الليبية لتصفية حساباته.
والخوف الأكبر الآن على مصر الكنانة، قلب العروبة النابض، فهناك من يسعى لتهديد أمنها واستقرارها وخلق «بؤر توتر» فى مناطق قريبة منها، لمساعدة جماعة الإخوان الإرهابية.