رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نعم استأجرت حوشًا في قلب المقابر، لأمارس فيه الكتابة فبعد أن تحولت القاهرة إلى جحيم من الصخب، كان لابد من حسم الأمر».

طقوس غريبة لـ خيري شلبي.. استأجر حوش بالمقابر وانتظر الوحي بين الأموات

خيري شلبي
خيري شلبي

حكى الأديب الراحل خيري شلبي عن طقوسه في الكتابة، وكيف اعتبر المقابر ملجًأ من زحمة وصخب القاهرة، في حواره بجريدة الأخبار 1989.

وقال «شلبي»: «لقد خلقني الله لكي أكتب الأدب ولا شيء غير ذلك، فإما أن أكتب أو أضيع في الزحام».

الشقة التي كان يعيش فيها الأديب الراحل كانت مزدحمة بالعديد من الكتب التي ورث بعضها، بالإضافة إلى زوجته وأولاده الأربعة، لكل منهم حياته الخاصة، قال: «لدي أربعة أبناء كبار، لكل منهم نزواته، ومن حقه أن يمارس حياته، ونحن نمشي في الشقة جنبًا إلى جنب، حتى لا نصطدم بتلال الكتب المرصوصة في كل ركن وخطوة».

هرب خيري شلبي من كل هذا إلى ساحة المقابر، بعيدًا عن الصخب والضجيج الذي يغتال القاهرة، رغم أن معظم المقابر كان قد تحول معظمها إلى مناطق سكنية ودخلتها أجهزة الفيديو، لكن أهدأ نسبيًا له من المدينة.

ارتاح شلبي للكتابة في مقهى شعبي داخل المقابر، يستعيد الأزمان الماضية، فيهيأ له أنه يعيش في العصر الفاطمي أو المملوكي، فينهمك في القراءة والكتابة طوال الليل على أنغام أصوات ألعاب الدومينو والطاولة وورق الكوتشينة.

يلتقي بأصدقائه من المقابر، وبعد أن يفرغ من النرجيلة وحكايات الأصدقاء، ينسحب إلى عزلته ويغلق الباب ويبدأ في الكتابة أو القراءة.