رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: الزيادة السكانية فى مصر تعادل الزيادة فى قارة أوروبا

الزيادة السكانية
الزيادة السكانية فى مصر

تمثل الزيادة السكانية المشكلة الأزلية لمصر، والتي تمثل عبء على الدولة وثرواتها بعدما عجزت أمامها الكثير من الحلول؛ نظرًا لأنها تتسبب في تآكل أي تحقيق معدلات نمو في اقتصاديات الدولة، إذ تمثل خطرًا على المشروعات والاستثمارات التي تنفذها الدولة.

بعدما شهد عامي 2018 و2019 تراجع نسبي في معدلات الزيادة السكانية في مصر، ارتفع التعداد السكاني في الربع الأول من العام الجاري 2020 بصورة كبيرة، إذ أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، وصول عدد سكان مصر إلى 100 مليون وخمسمائة ألف نسمة وفقًا للساعة السكانية.

وعليه فقد حققت الزيادة السكانية نموًا بحوالي خمسمائة ألف نسمة خلال 125 يومًا فقط، وهي الفترة التي تفشى فيها فيروس كورونا "كوفيد-19"، ما أدى إلى تسجيل الساعة السكانية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 100 مليون نسمة في 11 فبراير 2020.

الدكتور وائل النحاس، خبير اقتصادي، أكد أن مشكلة الزيادة السكانية تأتي على رأس المشكلات الاقتصادية الحساسة التي يتفاقم خطرها بمرور الوقت، وذلك نظرًا لتأثيراتها على كافة القطاعات والخدمات في أي دولة، وبالتبعية تؤثر على المواطنين.

أرجع «النحاس» سبب مشكلة الزيادة السكانية إلى الجهل وتراجع مستوى التعليم في شريحة كبيرة من الدولة، إذ تشكل المعتقدات الراسخة لدى عقول الناس السبب وراء الانفجار السكاني؛ مرجعًا أسبابه أن المشكلة ليست وليدة اليوم أو السنة وإنما هي منذ زمن.

وناشد الخبير الاقتصادي، بضرورة وضع قوانين صارمة للحد من هذه الأزمة، تماشيًا مع البحث وإيجاد موارد اقتصادية جديدة تستوعب تلك الأعداد؛ من أجل توفير مستوى معيشي جيد، وذلك من خلال إقامة المشروعات المختلفة القادرة على تخلق فرص عمل جديدة.

وقال الدكتور عمرو حسن، المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، إن التعداد السكاني في مصر يزداد بصورة غير طبيعية، مرجعًا أسبابه أن عدد السكان في مصر زاد بنحو مليون نسمة في عام واحد، وهو الرقم الذي من الممكن أن يكون تعداد سكان دولة بحالها.

وتابع المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، أن معدل الزيادة السكانية في مصر فقط يعادل قرابة نصف الزيادة السكانية لقارة بأكملها وهي قارة أوروبا؛ لذا لا يشعر المواطن المصري بأي تحسن اقتصادي على الرغم من تحقيق معدلات نمو مرتفعة ولكن المشكلة السكانية تقضي على أي تحسن.

فيما أوضحت آمنة نصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، أن سبب الانفجار السكاني هي المفاهيم الدينية الخاطئة لدى المواطنين، بل وتفاقمت الأزمة نتيجة الترويج لها وتشجيع بعض الناس على زيادة النسل لتطبيق السنة النبوية، ولكن الواقع الحالي يختلف تمامًا عن ذي قبل.

وأكدت عضو مجلس النواب، أنه من الضرور العمل على تصحيح الأفكار والمفاهيم المغلوطة، إذ أن هناك فارق كبير بين تحدي النسل وضبط النسل، مشيرة إلى أن الهدف من حملات التوعية بمشكلة الزيادة السكانية هي ضبط النسل، من أجل أن يتناسب عدد السكان مع الموارد الاقتصادية للدولة.

ووصل عدد سكان مصر إلى 100 مليون نسمة في شهر فبراير عام 2020، ليمثل بذلك عدد سكان مصر 1.3% من إجمالي سكان العالم، و7.6 من إجمالي قارة أفريقيا، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء.

وجاءت محافظة القاهرة في الصدارة، إذ بلغ عدد سكانها نحو 9 مليون و941 ألف و814 نسمة، فيما سجلت محافظة الجيزة 9 مليون و98 ألف و204 نسمة، ومحافطة الشرقية 7 مليون و555 ألف و767 نسمة، أما محافظة الإسكندية فقد وصل عدد سكانها إلى 5 مليون و379 ألف و488 نسمة.