رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهنود يدعمون جورج فلويد ويتجاهلون وحشية الشرطة ضدهم

فلويد
فلويد

سلّط تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الضوء على الوحشية التي تتعامل بها الشرطة الهندية مع المواطنين، فمع استمرار عشرات الآلاف من الأمريكيين في الاحتجاج على وفاة جورج فلويد في حجز الشرطة في مينيابوليس الأسبوع الماضي، تركز اهتمام العالم على مشكلات العنصرية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة.

وتابعت المجلة: أنه على بعد آلاف الأميال في الهند، انتقلت شخصيات عامة بارزة ونجوم بوليوود مثل بريانكا تشوبرا إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن حزنهم للطريقة التي مات بها فلويد، ولكن في نفس الوقت فإن الاحتجاجات الأمريكية تجعلنا نسأل لماذا لا توجد تظاهرات حاشدة حول الحالات المتكررة لوحشية الشرطة في الهند؟.

وقالت المجلة إنه على الرغم من أن أعين العالم تتجه نحو الولايات المتحدة حول قضية دور العرق وكيف يؤثر على عمل الشرطة، فإن العوامل الكامنة وراء قوة الشرطة المفرطة والفساد في الهند أكثر تعقيدًا، بما في ذلك الانقسامات الناتجة عن الدين والطبقة والسلطة والثروة.

ورجحت المجلة أن بعض المواقف والهياكل التي تمكن من وحشية الشرطة الهندية، تعود إلى الاستعمار والقوانين التي وضعها البريطانيون، ولكن في حين كانت الهند قادرة على تأكيد استقلالها قبل أكثر من 7 عقود، إلا أنها لم تعالج بشكل حاسم أوجه عدم المساواة داخل مجتمعها.

ورصدت المجلة حالات متعددة لوحشية الشرطة في التعامل مع المواطنين في الهند الذي دائمًا ما يكون مبني على الطبقية أو الديانة، ففي الأسابيع التي تلت إجراءات إغلاق كورونا في الهند، والتي بدأت في 25 مارس الماضي، أفادت العديد من التقارير الإعلامية قصة عدوان الشرطة والوحشية التي تنتهك الآدمية.

ففي مدينة بوني بوسط الهند، تعرضت الشرطة لسائق سيارة إسعاف للضرب للاشتباه في نقل الركاب بشكل غير قانوني في سيارته، ولكنه لم يكن كذلك، وأيضًا في غرب البنغال اعتدت الشرطة على رجل عندما خرج لشراء الحليب وتوفي في وقت لاحق متأثرا بجراحه.

وأكدت التقارير على أنه في الأسبوع الأول فقط من تطبيق إجراءات الإغلاق، اعتدت الشرطة على 173 شخصًا، وتسببت في وفاة 27 حالة منهم، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة محلية غير ربحية.

كذلك الحال في مختلف مدن الهند، ففي بيهار الشرقية حيث طلبت الشرطة رشوة من رجل كان ينقل البطاطس أثناء الإغلاق، وعندما رفض أطلقوا النار عليه، وفي ولاية ماديا براديش عاقبت الشرطة رجلًا انتهك الإغلاق بكتابة عبارة «لقد انتهكت الإغلاق ابتعد عني» على جبهته، وعاقبت شرطة البنجاب أحد المواطنين بدهس أنفه على الأرض.

يذكر أن كل هذه الحالات، أثرت بشكل غير متناسب على ملايين العمال بأجر يومي في البلاد، والذين احتاجوا إلى العمل لكي يحصلوا على الطعام.

ونوهت المجلة على أن أنشطة الشرطة الهندية في الفترات الأخيرة، تبدوا بدوافع انتقامية من المواطنين، حيث ألقت شرطة دلهي القبض على العديد من قادة اتحادات الطلاب والمعارضين الآخرين الذين احتجوا بشكل قانوني على قوانين الحكومة المناهضة للمسلمين في شهري يناير وفبراير الماضيين، وهي مظاهرات توقفت في المقام الأول بسبب إجراءات كورونا.

وواجهت قوات الشرطة في دلهي، اللوم في فبراير الماضي، عندما دمر العنف الديني أحياء في شمال شرق المدينة، حيث اندلع اشتباك بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين في أعمال شغب بعد أن ألقت الشرطة الحجارة على المتظاهرين المسلمين وضربت الشبان المسلمين حتى الموت، وفقًا لما نقلته «بي بي سي».

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشرطة الهندية كانت تقف ضد المسلمين مع الطرف الآخر، حيث أظهر فيديو بعض المواطنين يجمعون الحجارة للشرطة الهندية، فيما وصفها المحللون بالمذبحة المدعومة من الدولة.

وأكدت المجلة على أنه رغم كل هذه التجاوزات، لم يتم القبض على شرطي واحد بسبب التجاوزات الموثقة خلال أعمال الشغب.