رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة أمريكية: أردوغان فشل في معالجة اقتصاد بلاده

الاقتصاد التركي
الاقتصاد التركي

قالت مجلة "ذا ناشونال إنتريست" الأمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشل في معالجة القضايا الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد التركي كالبطالة والديون، لافتة إلى أن حزبه الحاكم "العدالة والتنمية" يواجه تحديًا سياسيًا واقتصاديًا غير مسبوق، ما يجعل فرص تأمين سلطته في الانتخابات القادمة ضعيفة للغاية، في ظل التدهور الاقتصادي غير المسبوق وتآكل شعبية الحزب بين الناخبين.

- أزمة كورونا وتدهور الاقتصاد التركي
وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن حزب أردوغان لن يتمكن من تعزيز ما تبقى من شرعيته قبل انتخابات 2023، فالاقتصاد التركي لا يزال يعاني من الركود منذ عام 2018، ما يجعله غير مستعد بشكل جيد لمواجهة التداعيات المحلية والعالمية الناجمة عن أزمة فيروس كورونا.

وأضافت ان أردوغان قاوم النداءات التي تطالب بفرض إغلاق وطني كامل لكبح جماح الوباء، واكتفى بفرض حظر جزئي لضمان دوران عجلة الإنتاج، ولكن حتى هذا الإغلاق الجزئي أثر بشدة على الاقتصاد التركي والاستقرار المالي للبلاد.

ولفتت المجلة إلى أنه في أبريل الماضي، توقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد التركي بنسبة 5% في عام 2020، مع تدهور عائدات السياحة وارتفاع نسبة البطالة، كما انخفضت الليرة التركية متجاوزة أدنى مستوياتها منذ أزمة العملة في أغسطس 2018، وكمحاولة للحفاظ على استقرار الليرة، استخدم البنك المركزي في البلاد، تحت تأثير حزب العدالة والتنمية، كميات كبيرة من احتياطياته، والتي انخفضت بما يقدر بنحو 40 مليار دولار في يناير إلى 17- 26 مليار دولار في أبريل.

وتابعت أنه إذا استمرت الأزمة الاقتصادية، فسوف تضعف شرعية الحزب الحاكم، وقد يواجه انقسامًا داخليًا قويًا داخل صفوفه بما يكفي للدفع بمطالبة إجراء انتخابات مبكرة، كمحاولة لإنقاذ ما تبقى من شرعيته، مشيرة إلى أن أجندة حزب أردوغان في الأشهر المقبلة ستكون مدفوعة بالضرورات السياسية التي تمكنه من البقاء في السلطة، فقد يستخدم الحزب سلطته على البنك المركزي والبرلمان، لاستخدام احتياطيات متبقية للبلاد، لتخفيف الضغط الاجتماعي والسياسي الذي يتعرض له الحزب بدلًا من استخدامها لتعويض التدهور الاقتصادي.

- أردوغان لن يقوى على الاستمرار في مقامرته في سوريا وليبيا
وفيما يتعلق بسياسة أردوغان الخارجية، ترى "ناشونال إنترست" أن أردوغان سيتجنب تصعيد عملياته العسكرية في سوريا خوفًا من التحريض على العقوبات الأمريكية أو إثارة صراع أكبر مع روسيا على المدى القريب وسط تصاعد عدم اليقين الاقتصادي بسبب أزمة كورونا، كما أنه من غير المرجح أن يزيد حزب العدالة والتنمية من تدخله في ليبيا الذي لا يحظى بتأييد بين الأتراك، لأن القيام بذلك سيضر أكثر مما ينفع لمكانة الحزب السياسية في الداخل.

واختتمت الصحيفة تقريرها "يواجه حزب أردوغان مستقبلًا يعزز حالة عدم اليقين، خاصة إذا نجحت الأحزاب المنشقة في إقناع عدد كافٍ من مسئولي الحزب في البرلمان، لإنهاء قبضة حزب العدالة والتنمية التشريعية الطويلة، خصوصًا في ظل التأثير المتزايد لأزمة كورونا، ولن يجد حزب العدالة والتنمية نفسه إلا متمسكا بالقشة الوحيدة للحفاظ على وجوده السياسي".