«يارب اشتغل واسدد ديوني».. رسائل زينات صدقي إلى الله بعد أن هجرها الجميع
رغم عفويتها الظاهرة في الأفلام القديمة التي شاركت بها، وتلقائيتها المدهشة والبهجة التي منحتها لنا وامتدت من الشاشة إلى حياتنا اليومية أثناء مشاهدتنا لأعمالها، إلا أنها عانت في آخر سنوات عمرها من سوء الحال وقلة المال، إنها نجمة الكوميديا الشهيرة زينات صدقي.
ولم يكن أمامها سوى أن تمد يدها إلى القلم لتكتب رسائل إلى الله، تشكو فيها من سوء الحال وقلة المال، وتقدم إليه قائمة بطلباتها، حسبما ذكر الكاتب الصحفي أيمن الحكيم في مقال له بعنوان "رسائل زينات صدقي إلى الله" بجريدة روز اليوسف، بعددها الأول الصادر في 15 أغسطس 2005.
لجأت زينات صدقي إلى السماء، بعد أن خذلها أهل الأرض وانفض عنها الأصدقاء وتركوها تواجه مصيرها وحيدة دون أن يطبطبوا عليها، وهي التي كانت تحمل بين ضلوعها قلبا يسع كل البشر.
وكانت تكتب ورقة صغيرة تطويها بعناية وتدسها بين صفحات مصحفها الصغير الذي كان لديها، بعد كل قراءة فيه، ولم تكن تلك الورقات سوى رسائل إلى الله، التي لن تزيد على بضع كلمات ولا تخرج عن موضوع واحد هو أن يرزقها الله بـ"دور" بعد أن نسيها أهل السينما، وكانت في يوم من الأيام هي تميمة الحظ لهم، ومصدر البهجة في أفلامهم، بعفويتها تكتب إلى الله: "يا رب افتحها في وشي.. يا رب هات لي شغل"، وتكتب: "يا رب أرجع تاني اشتغل واسدد ديوني".
كما كانت تكتب رسائل أطول، ولكن تكتبها على ورقة صفراء مسطرة على وجهها، وهي أقرب إلى قائمة مطالب من الله في شكل دعاء تلقائي بدأته بقولها: "يا رب توب علي من الشاي والسجاير.. يا رب تكرم نادرة (ابنة شقيقتها) وتهدي لها عيالها طارق وعزة.. يا رب تحنن على قلب صاحب البيت وتخليه يصبر على في دفع الإيجار المتأخر.. يا رب ساعدني ووفقني واكرمني في صحتي.. وابعت لي شغل".