رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السّلم الثابت في القدس المحتلة.. ما هي القصة؟ (صور)

كنيسة القيامة
كنيسة القيامة

عندما تطأ قدمك مدينة القدس المحتلة وتزور كنيسة القيامة الأثرية قد تجول بناظريك بين جدرانها ونوافذها الخارجية، وقد يستوقفك مشهد لوجود سلم خشبي عتيق يعود للقرن الـ18 ميلاديًا، تحديدًا في عام 1757.

قد يعتقد البعض أنه سلم خشبي بسيط أسفل إحدى النوافذ قد نسيه أحد العاملين بصيانة الكنيسة، وفي الحقيقة أن السلم الذي يوحّد الطوائف المسيحية داخل القدس، لكن ما قصة هذا السلم الخشبي الذي أصدر له فرمان خصيصًا وقد تجدد على مر العصور أكثر من ثلاث مرات


قصة السلم الخشبي الثابت بكنيسة القيامة
أديب جودة الحسيني من عشيرة "آل غضية" أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس بمدينة القدس في فلسطين المحتلة، يروي في حديثه لـ"الدستور" قصة السلم الخشبي الثابت أعلى كنيسة القيامة التي تعود إلى ما قبل 263 عاما مضت، والذي أطلق عليه اسم السلم الثابت.


أوضح جودة، أن السلم الثابت عبارة عن سلم خشبي موجود فوق الواجهة الرئيسية لكنيسة القيامة تحت إحدى النوافذ من جهة اليمين والتابعه لكنيسة الأرمن الارثوذوكس، مشيرًا إلى أنه يرجع أول ذكر لوجوده إلى سنة 1757 وهو سلم ثابت، كما يوحي إسمه منذ ذلك الحين إلى الآن.
وأضاف أن السلم الثابث تابع للكنيسة الأرمنية الأرثوذوكسية حيث كان يستعمل في الماضي لإدخال المواد الغذائية ومستلزمات طائفة الأرمن للرهبان المقيمون داخل الكنيسة عند غلق أبواب الكنيسة، فهو المدخل الوحيد لطائفة الأرمن عندما تكون أبواب الكنيسة مغلقة
يقول أديب جودة الحسيني، إن السبب في عدم تحريك السلم من مكانه يعود إلى القرن الثامن عشر حيث كان هناك نزاعات بين الطوائف المسيحية على السلطة في الكنيسة فتوصلوا إلى إتفاق يعرف باسم (اتفاق الوضع الراهن) أو (الستاتيكو) وينص هذا الاتفاق على عدم الاعتداء على حقوق الغير ومن يسيطر على موقع ما بذلك الوقت، سيستمر بالسيطرة عليه إلى أجلٍ غير مسمى، وأي مطالب بتغيير أو تعديل أي جانب في الأماكن يشترط لتحقيقها موافقة جميع الطوائف مهما كانت التغييرات طفيفة.
أضاف جودة أنه تم توثيق محاولات ثلاث لتحريك السلم، حدثت كلها بعد الإحتلال الإسرائيلي للقدس بسنة 1967، وهي كالآتي: بسنة 1981، حدثت محاولة لتحريك السلم من مكانه من أطراف غير معروفة، وفي سنة 1997، تم تحريك السلم من مكانه واختفى لعدة أسابيع قبل أن يتم إعادته، وفي 2009، تم تحريك السلم مؤقتًا إلى النافذة اليسرى خلال أعمال الصيانة.
لكن القرار الإسرائيلي الذي اتخذ في فبراير لعام 2018، بتجميد حسابات كنائس القدس لإجبارها على دفع الضرائب، وحّد مواقف تلك الكنائس مجتمعة، وكخطوة احتجاجية رمزية حرك ممثلو الطوائف في القدس "السلم الثابت" في إشارة إلى تناسي خلافاتهم واجتماعهم على الرفض القاطع للقرار الإسرائيلي.