رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات المعتمرين فى رمضان بعد إغلاق المسجد الحرام

إغلاق الحرم
إغلاق الحرم

الطواف بالبيت الحرام، وتناول طعام الإفطار في صحن الكعبة، وانتظار صلاة التراويح التي تستمر بمنتصف الليل، طقوس رمضانية سحرت بعض المصريين وأصبحوا لا يطيقون قضاء رمضان إلا في مكة، وكل عام مع بداية شهر رمضان يسافرون إلى مكة لأداء العمرة ويظلون هناك حتى ينتهي الشهر الكريم.

ولكن جاء رمضان هذا العام بما لم يشتهوه يومًا وحرمتهم الإجراءات التي اتخذتها السعودية هذا العام في إطار مواجهة العالم كله لانتشار فيروس كورونا من تحقيق حلمهم بقضاء الشهر الكريم في مكة، واضطرت إلى منع أداء العمرة في شهر رمضان، ولكن كيف قضى المصريون المعتادون على السفر كل عام شهر رمضان؟ وكيف أنفقوا الأموال التي ادخروها للسفر، "الدستور" تواصلت مع بعض المصريين الذين اعتادوا قضاء رمضان في الحرم المكي للإجابة عن هذه التساؤلات.

فكرى: قضيت رمضان بعيدًا عن مكة لأول مرة منذ 20 عامًا

20 عامًا لم ينقطع فيها عن أداء فريضة العمرة في رمضان، إلا أن هذا العام كان الوضع مختلفًا واضطرته قرارات منع العمرة إلى قضائه لأول مرة في منزله ووسط أسرته، وقال شعبان فكري 60 عامًا من محافظة القاهرة" أشعر بحزن شديد لأنني لم أقضِ رمضان كما تعود في مكة المكرمة فقلبي معلق بالحرمين الشريفين وأشعر بالغربة كلما ابتعدت عنهما.

شعبان عمل في السعودية لسنوات طويلة وتعلق قلبه كما يقول بالحرمين الشريفين، وبعد عودته لمصر وإنجاب ابنته الكبرى بدأ يسافر كل عام في رمضان لأداء فريضة العمرة وقضاء الشهر كاملًا في مكة، قائلًا" الروحانيات في الكعبة تختلف عن أى مكان آخر على وجه الأرض وأنا اعتدت قضاء رمضان فيها وأتمنى أن يزيح الله الغمة ويمد في عمري حتى أزورها رمضان القادم.

استغل فكري وجوده في القاهرة لأول مرة منذ سنوات وقرر أن يكون له دور في العمل الخيري الاجتماعي وخدمة الفقراء والمحتاجين، فشارك في أعمال بعض الجمعيات الخيرية القريبة من منطقة سكنه، قائلًا: "هناك الكثير من الفقراء والمحتاجين من حولي، خاصة مع تداعيات فيروس كورونا الذي أفقد الكثيرين وظائفهم؛ لذا قررت بما أنني سأقضي رمضان في مصر أن أعمل على مساعدتهم وتوفير احتياجاتهم بقدر استطاعتي".

رمضان في مكة يختلف عن أى منطقة أخرى، هكذا وصفه شعبان قائلا "مكة فيها روحانيات لا يعلمها إلا من زارها ولكنني أحاول الحفاظ على الشعائر الرمضانية التي كنت أؤديها هناك فأحافظ على قراءة القرآن في المنزل وأداء صلاة التراويح جماعة مع أهل بيتي، وأحافظ على صلة رحمي حتى لو عن طريق الهاتف نظرًا للظروف الصعبة التي تمنع الزيارات والتنقلات بين الأسر".

نيروز: خصصنا غرفة في المنزل لصلاة التراويح تعوضنا عن الصلاة في الحرم

"كلما تذكرت البيت الحرام وصلاة التراويح فيه أبكي، فلم أتصور أن يأتي اليوم الذي أُمنع من زيارته والصلاة فيه بعد 13 عامًا من أداء العمرة بصورة متواصلة"، عبرت نيروز إبراهيم عن حزنها الشديد لعدم سفرها هذا العام لأداء العمرة كما اعتادت منذ 13 عامًا متواصلة، وقالت أبي يعمل في السعودية وكنت أسافر له كل عام لأداء العمرة وأحيانًا كنت أؤديها مرتين كل عام وبسبب الإجراءات التي اتخذتها الدول بمنع السفر في إطار محاولتها وقف تفشي وباء كورونا، وإلغاء السعودية الحج والعمرة لهذا العام قضيت لأول مرة منذ سنوات رمضان في المنزل.

إحساس الحزن والألم لم يفارقني ولم أشعر ببهجة الشهر الكريم كما كنت أشعر به أمام الكعبة قائلة: "مش ببالغ لو قلت إني كل يوم بعيط وبجيب قناة مكة وببص على الكعبة وهي فاضية مكنتش أتخيل إن ده هيحصل أبدًا، وأحيانًا أظن أنه عقاب من الله. فعظمة هذه المناطق لأنها كانت متوفرة ومن الممكن أن أزورها أكثر من مرة فأصبحت مثل الروتين، لكن الآن أدعو الله أن تنتهي هذه الأيام سريعًا ونعود إلى سابق عهدنا.

وأوضحت نيروز هناك فرق بين رمضان في مصر ومكة، وكل منهما لها روحانيات ونكهة مختلفة، مشيرة في مصر نتعامل مع رمضان على أنه مناسبة خاصة لجمع شمل العائلة فيتميز بالعزومات العائلية والتجمعات، وفي مكة روحاني أكثر فطوال اليوم تسمع القرآن الكريم من كل مكان وصلاة التراويح التي تختلف عن الصلاة في أي بقعة أخرى، حتى طعام الإفطار هناك مختلف، فتجد أُناس حولك من كل الجنسيات لا يتحدثون لغتك ولكننا جميعًا ننتظر صوت مؤذن الحرم لتناول الطعام معًا.

وعن المبادرات التي تم إطلاقها للتبرع بأموال العمرة لمساعدة المحتاجين قالت نيروز، اعتبرت هذه المبادرات فرصة من الله كي نتصدق خاصة أن هناك الكثيرين ممن يعانون من ضيق الحال بسبب فيروس كورونا وتأثيره على الكثير من الناس خاصة العاملين باليومية.

وأشارت لكى نضيف الروحانيات على المنزل ونعوض السفر إلى مكة خصصنا غرفة في المنزل للعبادة فمن يحب أن يقرأ القرآن يجلس بها، ويصلي أبي بنا جماعة فيها.

صديق: منع العمرة وإغلاق الحرم أمام المصلين أوجع قلوبنا

لأكثر من 3 سنوات تعود خالد صديق 54 عامًا من محافظة القاهرة على التواجد في الحرم المكي طوال شهر رمضان، إلا أن هذا العام كان الوضع بالنسبة له مختلفا، وقال إن إغلاق المسجد الحرام أمام المعتمرين والمصلين خاصة في شهر رمضان أوجع قلوب المسلمين جميعًا، فالمسجد الذي يجمع أكثر من 2 مليون مصل في اليوم لا يستوعب اليوم سوى 20 شخصًا بالكثير.

وتابع لا يجوز المقارنة بين قضاء رمضان في مصر وقضائه في الحرم المكي، فهناك اختلاف كلي بينهما، موضحًا رمضان في الحرم شعور لا يستطيع أحد وصفه من جماله ولا يشعر به إلا من كرمه الله وأدى فريضة العمرة في رمضان وعاش هذه الأجواء.

وأوضح قضاء نهار وليل رمضان في مكة مختلف تمامًا، فجميع الصلوات نصليها في الحرم، وقبل آذان المغرب ساعتين أو ثلاثة أجلس أمام الكعبة لقراءة القرآن، وبعد تناول طعام الإفطار في الحرم، نجلس حتى صلاة التراويح والتي من جمالها لا أتمنى أن تستمر حتى صلاة الفجر.

وأكد أن طقوس رمضان هذا العام اختلفت كثيرًا عن السنوات الماضية لأن الحرم وحده ليس المغلق ولكن جميع المساجد في أغلب بلاد العالم، ورغم أنني لا أتابع التليفزيون في رمضان أبدًا إلا أن العزل في المنزل والمكوث طوال اليوم اضطرني إلى متابعة التليفزيون وهذه أسوأ عادة أقوم بها في رمضان هذا العام بسبب الملل من قعدة المنزل.